تحت اسم «جو» تستقبل مدينة جدة بدءا من يوم 25 فبراير (شباط) أسبوعا كاملا من الفعاليات الفنية ينطلق بمعرض عالمي يقام للمرة الأولى في السعودية، وهو المعرض المتجول لدار مزادات «سوذبيز»، وهو المعرض الذي تقدم فيه بعض الأعمال التي ستعرض للبيع في الدوحة في شهر أبريل (نيسان) المقبل. ويضم أسبوع «جو» جدة معرضا للفن التشكيلي السعودي يقوم بالإشراف عليه الفنان أشرف فياض وورشة عمل تقيمها مبادرة «إدج أوف آرابيا» مع عدد من الفنانين الصاعدين إلى جانب المعرض الذي تفتتح به صالة أيام غاليري في جدة وهو للفنان مهند عرابي، كما تقدم المخرجة والممثلة السعودية عهد كامل محاضرة حول فيلمها «حرمة» والذي عرض على هامش مهرجان برلين السينمائي.
لينا لزعر الخبيرة الدولية بدار «سوذبيز» قامت برحلات مكوكية بين جدة والدوحة ولندن للإعداد لإقامة المعرض والتنسيق بين الجهات المختلفة المشاركة في «جو». وفي قبو «سوذبيز» الذي لا يفتح أبوابه للزوار ويحظر الدخول فيه لغير العاملين عرضت لزعر جانبا من الأعمال التي تستعد للذهاب إلى جدة خلال لقاء لـ«الشرق الأوسط» معها وأضافت: «هناك أحداث كثيرة تتعلق بالفن المعاصر تتفاعل في جدة حاليا»، وأضافت: «فيما يخص الفن المعاصر فلا يوجد أماكن عرض كثيرة في جدة أو مؤسسات تعنى به رغم أن هناك تشوقا واضحا من المهتمين هناك». تلفت إلى عرض «إدج أوف آرابيا» الذي أقيم في جدة في يناير (كانون الثاني) 2012 تحت عنوان «يجب أن نتحاور» قائلة: «رأينا الحيوية والحماسة التي أشاعها هذا المعرض في مدينة جدة، يكفي أن عدد زواره وصل في اليوم الأول إلى 1500». بعد المعرض قامت لينا بعمل «بحث صغير» حول إمكانية إقامة أحداث مماثلة في المدينة، تقول: «بناء على بحثي قمت بالاتصال ببعض الشخصيات الفاعلة في المجال الفني في جدة مثل غاليري أثر الذين أكدوا لي أن مثل هذا المعرض سيجلب لحضوره مقتنين من السعودية والخليج».
ولكن الفكرة تطورت لتصبح أكثر من مجرد معرض يهدف لجذب شريحة من المهتمين بالفنون المعاصرة، وعبر التعاون مع أكثر من جهة داخل وخارج المملكة تطورت فكرة أسبوع فني للفن المعاصر في جدة اختصر باسم «جو». «أردنا إقامة مجموعة من الفعاليات أولا للوصول إلى المقتنين في دول الخليج العربي وفكرنا بأن أفضل طريقة لذلك هو ربط تلك الأحداث عبر دار مزادات واثنتين من الصالات الفنية في المنطقة وهي أثر وأيام غاليري التي تفتتح فرعا لها في جدة هذا الشهر، هناك أيضا مؤسسة خيرية هي المداد التي تربط بين أعمالها الخيرية والفن. عموما ردود الفعل كانت إيجابية جدا من الجمهور والمشاركين». المجهود الجماعي الثالثة الجهات الرئيسية في الأسبوع كان أكثر تفاعلا وابتعد عن التنافسية على حد تعبير لزعر.
ويبقى الحديث حول أهمية مثل هذا الحدث بالنسبة لـ«سوذبيز» وأيضا لمدينة جدة، ترى لزعر أن الحدث يعد الأول من نوعه على الأقل من حيث الحجم والتنوع، تقول: «أعتقد أنها المرة الأولى التي تقوم فيها دار مزادات أو أي مؤسسة بإقامة حدث كهذا. ففي ليلة الافتتاح سيأخذ معرض «سوذبيز» جانبا من قاعة العرض وفي الجانب الآخر منه سيكون هناك معرض فني يقوم بتنظيمه شباب سعوديون، وبهذا نرى على جانب أعمال لفنانين عرب وعالميين لهم تاريخ واسم كبير مثل الفنان العراقي أحمد السوداني والفنان المغربي حسن حجاج والفنان المصري محمود سعيد وفي الجانب المقابل أعمال لفنانين ناشئين وطلبة فنون».
بالنسبة للمزاد المصاحب فتقيمه مؤسسة «المداد الخيرية» و«أثر غاليري» ويتم تخصيص عائده لصالح التعليم في لبنان. الجديد في المعرض كما تشير لزعر هي الطريقة التي تم بها تنظيمه، «العرض سيقوم بالإشراف عليه مجموعة من المقتنين، حيث سيقوم كل واحد من الـ30 مقتنيا باختيار عمل من ضمن مجموعته الخاصة يرمز لتصوره لفكرة التعليم.
المعرض المتجول سيزور جدة ودبي والدوحة في محطته الأخيرة حيث سيقام مزاد الفن الحديث والمعاصر يوم 16 أبريل المقبل. الأعمال التي تعرض في المزاد هي لنخبة من أهم الفنانين في منطقة الشرق الأوسط منهم لوحة للفنان المصري محمود سعيد تعود إلى عام 1950، وحامد ندا بالإضافة إلى فرهد موشيري وحسن حجاج والإيراني منير فارمنفارميان.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط