أضافت غلة «حافز» الشهرية، وما يترافق معها من إجراءات تقديم وتأهيل وتحديث، أداة ضغط جديدة في سياسة الصراع بين الأزواج في السعودية، كما في بقية أزواج العالم، فتحولت حينا إلى عصا في قبضة الرجل لتهديد زوجته وابتزازها، وحينا آخر جزرة في يد المرأة لترويض زوجها واستغلاله. وتحدثت تقارير سابقة نسبت إلى مستشارين أسريين واجتماعيين ونقلتها صحف محلية عن دخول حافز بقوة إلى العوامل المسببة للمشكلات الزوجية والأسرية منذ انطلاقته.
ولم يترك أبو حاتم الثري المزواج صاحب «درزن» الأطفال فرصة سانحة إلا واستل في قبضته الذكورية عصا «حافز» لتهديد زوجته الثالثة، التي تؤكد بدورها، أنها إن خرجت من المنزل إلى جارتها توعد بحرمانها، وإن طلبت السوق ألقى في وجهها إنذارات معاقبتها بعدم التحديث، وهكذا حول حياتها إلى مسلسل لا يطاق من الذل. بينما لم تفلح كل «الجزرات» التي حاولت الزوجة «فضلت إغفال اسمها» أن تغريه بها، وفي النهاية، سلبها بطاقة الصراف الآلي على كل حال، معلنا أن هذه الغلة التي أفسدتها ستتحول إلى صدقة جارية لهما، بينما عادت هي لمعاناتها السابقة من بخل ذلك المقتدر الثري.
حالة أخرى كشفها لـ«الشرق الأوسط» مصدر في قسم الشكاوى التابع للبرنامج الوطني لإعانة الباحثين عن العمل (حافز)، إذ تقدمت سعودية بشكوى ضد طليقها الذي يبتزها أسبوعيا لتحديث بياناتها، وهو يهددها إن لم ترجع إليه مرغمة ذليلة، فسيتلاعب ببياناتها ويحرمها من الإعانة التي تعتبر الفتاة أنها في حاجة ماسة إليها.
وفي المقابل وضع «حافز» بمبلغه المتواضع جزرات مؤثرة في يد أم فيصل الغامدي، فبمساهمتها الشهرية في إيجار المنزل، وبعض الهدايا الخاصة استطاعت أن تعيد زوجها إليها، مؤكدة في اتصال هاتفي: «إنه كان أشبه بالهارب من المنزل ومشكلاته ومتطلباته». وتقول: «كنت دائما موقنة أن هذا الغياب الدائم عن المنزل، والهروب من مواجهتنا سببه عمله الذي يستنزف أعصابه مقابل مرتب لا يغطي إلا الشيء اليسير من مصروفاتنا». ويؤكد مصدر في البرنامج الوطني لإعانة العاطلين أن قسم الشكاوى في البرنامج يتلقى مئات الشكاوى التي تدور في فلك المشكلات الزوجية، مشيرا إلى أنها لا تخلو من ابتزاز أزواج لزوجاتهم وفي بعض الحالات طليقاتهم، وهو أمر لا يستطيع البرنامج التعامل معه بإجراءات قانونية بالطبع، فيضطر الموظف الذي تلقى الشكاوى إلى تسجيلها كتصرف عملي روتيني.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط