كاتب سعودي
أبدأ مقالتي اليوم وفي جعبتي أرقام تقول إن ما يقارب الـ200 ألف سعودي زاروا لندن العام الماضي، وإن أكثر من مليون سائح كانت دبي وجهتهم في نفس العام، وإن نحو ٨ ملايين مسافر عبروا “جسر الملك فهد” خلال النصف الأول للعام نفسه.. وملايين أكثر اختاروا زوايا أخرى من مساحات المستديرة!
حيث أكتب لكم صباح الجمعة، بعد مكالمة مع صديق “أثق به” ليلة أمس الخميس، والذي أخبرني أنه عالق بصحبة عائلته على “جسر الملك فهد” لما يربو على الساعتين، بعد أن أخذنا النقاش “البيزنطي” المتحور حول سبب تدفق كل هذه الأعداد، وأسباب “هروب” معظمهم إن صح الوصف، والاستغراب من اختيار بلدان تتشابه معنا في الطقس، لكني حاولت أن أهرب من مكالمته، بعد أن حول لي سؤالا باغته به طفله سابقا: لماذا معظم الواقفين بطابور تذاكر السينما سعوديون..؟!
وعلى الرغم من أهمية لغة الأرقام في شتى القضايا؛ إلا أن هذه القضية تحتاج لمعرفة وافية في أنفاقها، بغض النظر عن عدد الهاربين، والتي اختلفت عليها المصادر.. ولعل رأسي الحربة في “الوطن” قد سبقاني للحديث في هذا الشأن وتحديدا عن دبي، فالشيحي صالح قد سأل في التاسع من نوفمبر قبل عامين قائلاً: “لماذا تذهب العائلات السعودية إلى دبي كلما سنحت لها الفرصة؟ من يجرؤ على الإجابة؟!”، وغابت الإجابات، وجاء بعضها على مضض واستحياء، وأغلق الملف (ضد مجهول) لأسباب مختلفة.. ليأتي الموسى علي مجيباً بعد عام قائلاً: “مليونية السعوديين في دبي تعبير جماعي لرفض الاستغلال ولرفض الخدمات السياحية المترهلة.. يخطئ جداً جداً من يظن أن مليونية السعوديين في دبي مجرد هروب إلى الحرية، بالعكس هي (هربة) إلى القانون الصارم”!
لذا، وبناء على كل هذا.. فأقترح أن يتم وضع شاشات بصالات المغادرة للمسافرين في المنافذ والمطارات، ليست إلزامية، لسؤالهم عن أسباب “الزحف” و”الرحيل”، وعن مدة “الهروب”، وعن موعد “العودة”، وعن أشياء ذات علاقة، نستطيع من خلالها التقييم الذاتي، والإحصاء المباشر، والإعلان الفوري، بلغة الحقيقة.. ولكن يجب الأخذ بالحسبان أنني لست مسؤولاً عن النتائج.. والأرقام! والسلام.
المصدر: الوطن أون لاين