عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«حرامية الصواني..!!»

آراء

تقضي الطقوس بأن يتصل بك «الربع» دون مقدمات، كنوع إضافي من الإزعاج الذي لا يجدون الحياة تحلو من دونه نحن قادمون. وعند العرب منقودة أن تقول لهم «هاتوا ساندويتشاتكم معاكم»، وعندها لا يكون الحل سوى بالاتصال بأقرب مطبخ شعبي ومحاولة إقناعه بأنك ستسدد ديون عزايم رمضان قريباً، وكل ما تطلبه هو فرصة أخرى!

تقضي الطقوس أيضاً بأن تأتي الوليمة في صوانٍ عدة، منها المفلطح، ومنها الدائري، وطبيعة الضيوف تحدد نوع الصواني، فمن مدير دائرة وفوق، يجب أن تكون جميع الصواني مفلطحة، ولها غطاء مذهب الأطراف، وإذا كان الضيوف على الدرجة السادسة إلى الثانية بحسب الهيكل الوظيفي للمحليات، تكون الصواني مفلطحة، لكن غطاءها غير مذهب، للعائلة الكريمة والأنساب سنكتفي هنا بالصواني المفلطحة، لكن دون أغطية، أما بالنسبة للربع وشركاء الدومينو وشلة القهوة، فتكفي الصواني الدائرية الشهيرة التي تحمل صورة الوردة الحمراء في قعرها.

وتقضي الطقوس أيضاً بأن تدفع بشكل إضافي ومستقل مبلغاً من المال يسمى «تأميناً»، وهو سعر الصينية مضروباً بعشرة، والمفترض بأنك ستعيد الصواني في ما بعد وتتسلم هذا التأمين، لكن لأنك لا تملك ترف تذكر هذا الأمر مع انشغال ذهنك دائماً بخطة الدومينو المقبلة والطريقة التي ستسقط بها «الدرجي» في حضنك عند احتساب النتيجة، ولأن الصواني تتحول دائماً لأدوات لعبث الأطفال، ولأن أماكنها تتحول غالباً بجوار الغسالة لوضع الثياب المتسخة، فأنت دائماً تضيع التأمين، ما يجعل المطابخ تفتح باباً آخر للتكسب المشروع أرجو أن لا تتنبه إليه دوائر التنمية الاقتصادية فتخالف المطابخ لقيامها بنشاط غير مدرج على رخصها التجارية.

تجربة الصواني انتقلت بدورها إلى عدد غير قليل من الدوائر الحكومية، التي أصبحت تطالبك بدفع «تأمين» على كل «كحة» تنوي القيام بها، تأمين للتأكد من عدم مخالفة الشروط، وتأمين لعدم النصب على العمال، وتأمين لضبط أخلاقك مع الخدم، وتأمين لضمان عدم هروبك إلى فنزويلا دون دفع فاتورة الكهرباء، وتأمين لعمل خط واصل في الخارج، وليس في أي منها آلية واضحة لاستعادة التأمين بشكل يماثل سرعة دفعه!

أخبرني موظف في دائرة حكومية بأن حساب التأمينات التي لم يطالب بها أصحابها، والتي لا يعرف أصحابها بها بلغ 50 مليون درهم في حساب واحد، ورزق المطابخ على الصواني!

خشمك!

المصدر: الإمارات اليوم