كثف التحالف العربي أمس، لليوم الثاني على التوالي، غاراته على معاقل المتمردين الحوثيين في صعدة شمال اليمن حيث أحبط الجيش السعودي محاولة لاختراق الحدود الجنوبية للمملكة، في الوقت الذي عبرت قافلة من التعزيزات المؤللة من الأراضي السعودية في اتجاه محافظة مأرب .
.وقالت مصادر محلية لـ«الاتحاد»، إن القصف الجوي يعد الأعنف منذ انطلاق العملية العسكرية للتحالف بقيادة السعودية أواخر مارس، مشيرة إلى أن الضربات استهدفت مواقع للحوثيين في منطقة «آل حامد» في الضاحية الجنوبية لمدينة صعدة، وفي مناطق «آل سالم» و«آل عمار» و«وادي النشور» في مديرية «الصفراء»، شرق المدينة ، مشيرة إلى أن
28 ضربة جوية استهدفت منطقة «الخزاين» في مديرية «سحار»، وهي معقل رئيس للمتمردين جنوب غرب مدينة صعدة، في حين تعرضت منطقة «مران»، وهي مسقط رأس زعيم الحوثيين في جنوب محافظة صعدة، لأكثر من 21 غارة.
وأحبط الجيش السعودي، أمس، محاولة لميليشيات الحوثيين اختراق الحدود، وكثف قصفه المدفعي والجوي على تجمعات المتمردين وقوات صالح في المناطق الحدودية بين البلدين، حيث تدور في بعضها مواجهات عنيفة مستمرة منذ أيام.
في غضون ذلك، وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة ضمت مئة آلية بينها 35 دبابة ومدرعة مقدمة من التحالف العربي، إلى محافظة مأرب شرق اليمن قادمة براً من السعودية.
وعبرت التعزيزات خلال الليل الحدود بين السعودية واليمن، وصولاً إلى مقر لواء «الحماية» في منطقة صافر النفطية شرق مدينة مأرب.
وقال القيادي في المقاومة، الشيخ عبدالرزاق جابر، لـ«الاتحاد»، إن التعزيزات ضمت مئة آلية عسكرية، بينها دبابات ومدرعات وناقلات جند، وأنها تخضع لإمرة رئيس هيئة أركان الجيش اللواء محمد المقدشي، الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي ، مشيرا إلى أنها
ستوزع على قوات عسكرية نظامية وليس مليشيات المقاومة، وإلى استكمال قيادة الجيش الوطني تشكيل لواءين عسكريين في مأرب لدحر المتمردين الحوثيين وحلفائهم من المحافظة.
وأوضح أن اللواء الأول، وأطلق عليه اسم لواء العاصفة، يضم ألفين من العسكريين المدربين موزعين على خمس كتائب، تضم كل كتيبة 400 عسكري، في حين يضم اللواء الثاني المسمى بلواء «26 سبتمبر»، ثلاثة آلاف من مقاتلي المقاومة الشعبية «ومازال هناك متسع لاستيعاب ألف مقاتل»، حسب قوله.
ومن المتوقع أن تعزز هذه التعزيزات والتشكيلات العسكرية حظوظ المقاتلين المحليين لطرد القوات والمليشيات المتمردة من محافظة مأرب، حيث توجد حقول رئيسة لإنتاج النفط والمحطة الأكبر في البلاد لتوليد الطاقة الكهربائية والمتوفقة منذ أكثر من أربعة شهور.
وقتل ثمانية حوثيين، وأصيب آخرون في مواجهات عنيفة مع رجال المقاومة الشعبية اندلعت مجدداً في منطقتي «الفاو» و«الجفينة»، جنوب وغرب مدينة مأرب.
وذكر مصدر قبلي أن تسعة مسلحين، هم أربعة حوثيين وخمسة من رجال القبائل، قتلوا أيضا في مواجهات دارت في منطقة «ذات الراء»، شمال مدينة مأرب، مضيفا أن ضربات جوية للتحالف دمرت آليات عسكرية للمتمردين في منطقة «وادي الحاني» شمال المحافظة حيث استهدفت أيضاً أربع غارات تجمعات للحوثيين في منطقة «مفرق الجوف» على الطريق الرئيسي بين مأرب وصنعاء.
ودمرت ضربة جوية مبنى الأمن العام في مديرية «مجزر» الخاضع لسلطة المتمردين في شمال مأرب. كما طال القصف الجوي موقعاً للمتمردين في منطقة «الجفرة» الواقعة بين محافظة مأرب وبلدة «نهم» شرق صنعاء، في حين دكت غارات مقرات للحوثيين في مديرية «حرف سفيان» بمحافظة عمران، شمال العاصمة.
في هذه الأثناء، قتل 20 حوثياً في معارك عنيفة مع المقاومة الشعبية في مديرية «عتمة» بمحافظة ذمار على بعد 99 كيلومتراً جنوب العاصمة صنعاء.
كما قتل 20 حوثياً على الأقل وأربعة من رجال المقاومة الشعبية في معارك بين الطرفين في محافظة إب، حيث قصف طيران التحالف تجمعات للمتمردين ومعسكر اللواء 26، الموالي لمصلحة، في محافظة البيضاء.
كما استهدف القصف الجوي تجمعات لميليشيات الحوثي وصالح في السواحل الممتدة بين محافظة الحديدة إلى ميناء المخاء في محافظة تعز الواقعة. وأعلنت المقاومة في تعز مقتل 33 متمرداً، وجرح 47 آخرين في مواجهات الجمعة، ونعت خمسة من عناصرها. وقال مصدر في المقاومة لـ«الاتحاد»، إن طيران التحالف شن غارات كثيفة على تجمعات الحوثيين وقوات صالح في تعز، موضحاً أن القصف طال جبل «هان» المطل على معسكر اللواء 35 مدرع غرب المدينة وتجمعات للمتمردين الحوثيين وحلفائهم في بلدة «عسيلان» في محافظة شبوة الجنوبية.
وحررت المقاومة الشعبية مدعومة بالجيش الموالي لهادي، منطقة «عقبة ثرة» الاستراتيجية التي تفصل محافظة أبين جنوب اليمن عن محافظة البيضاء، وأمنت الطريق حتى منطقة بركان.
وأوضحت مصادر أمنية أن المقاومة تتمهل في التقدم نحو المناطق الأخرى، لأن الحوثيين وقوات صالح قاموا بزرع ألغام كثيرة في الطرق والمناطق التي احتلوها، إضافة لانتشار مئات القناصة التابعين لهم.
المصدر: الاتحاد