تلقى رئيس تيار «تكتل التغيير والإصلاح» في لبنان ميشيل عون دعم «حزب الله»، أمس الأحد، ليصبح الطريق أمامه مفتوحاً لانتخابه رئيساً للجمهورية في الموعد المقرر نهاية الشهر الحالي، ويبدو الأسبوع الفاصل عن جلسة 31 أكتوبر/تشرين الأول الرئاسية مثقلاً بمجموعة محطات سياسية مفصلية لكل منها دلالاتها الرئاسية التي تستقطب الاهتمامات المحلية والدولية، في ظل بعض الخلافات المستمرة والتي لم تحسم إلى الحين.
وأعلن زعيم «حزب الله» حسن نصر الله، أمس الأحد، أن كتلة حزبه النيابية ستحضر بكامل أعضائها جلسة الحادي والثلاثين من هذا الشهر، وستنتخب رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، رئيساً للجمهورية.
وقال نصر الله، إن الأيام الماضية، حملت تطوراً مهماً تمثل في إعلان رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، دعمه ترشيح عون للرئاسة، مشيراً إلى أن «كل ما يجري يمكن مقاربته بالحوار». وأكد نصر الله أن «حزب الله لا يمانع وصول الحريري إلى رئاسة الحكومة، مع العلم أنها تضحية كبيرة من قبلنا». وأضاف: «كنا نقول لعون نحن ملتزمون معك، ولم نقل يوماً إننا ملتزمون بالحريري لرئاسة الحكومة، ولكن قبلنا بهذا الخيار حتى يتم الاستحقاق».
ومع حسم مسألة النصاب في جلسة 31 الجاري بإعلان الكتل النيابية حضورها، يبقى الجدل القانوني حول دستورية الجلسة وهل تحتسب دورة انتخابية ثانية تستوجب فوز المرشح للرئاسة بغالبية الثلثين من مجمل أعضاء المجلس أم بالنصف زائداً واحداً لأن هناك جلسة أولى عقدت لهذه الغاية وشهدت حضور 124 نائباً عام 2014، أم جلسة انتخابية جديدة.
ووسط سيل التحليلات في نتائج الجلسة الرئاسية السادسة والأربعين، اعتبرت مصادر سياسية في فريق 14 آذار أن مجموعة إشارات برزت في الساعات الأخيرة توحي بعدم نضوج الطبخة الرئاسية أبرز معالمها موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري المتصلّب في مربع رفض انتخاب عون. وقالت: بعيداً عما إذا كان الموقف منسقاً مع الحزب ومن ضمن لعبة توزيع أدوار داخل فريق 8 آذار، فإن أكثر ما يزعج حزب الله ويعبّر عنه بري هو استشعار مدى خطر رمي الحريري كرة التعطيل في مرمى 8 آذار عبر ذهابه إلى حيث لم يتوقع هؤلاء، تأييد ترشيح عون، آخر المتاريس أمام انكشاف لعبة التعطيل.
وفي السياق، واصل الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري شرح أسباب الاستدارة الحريرية الرئاسية في اتجاه العماد عون، فأوضح خلال جولة في منطقة البقاع الأوسط أن «سعد الحريري عطّل مفاعيل التعطيل الذي كان يمارسه «حزب الله»، وقد دقت ساعة الامتحان، فلننتظر ونرى من اليوم حتى جلسة الانتخاب، من يريد رئيساً للجمهورية فعلاً، ومن لا يريد، ومن كان يناور بترشيح عون، ومن كان صادقاً معه.
وإذا كانت محطات الداخل على مستوى من الأهمية، فإن مواقف الخارج تبقى تحت المجهر السياسي، ففي أعقاب موقف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبل 3 أيام الذي اعتبر «حمّال أوجه»، وأدرجه البعض في خانة السلبيات إزاء حظوظ عون في الرئاسة لجهة قوله «نحن نأمل بالتأكيد أن يحدث تطور في لبنان، لكنني لست واثقاً من نتيجة دعم سعد الحريري»، جاء الناطق باسمه جون كيربي ليوضح أن «كيري أعرب عن الأمل في أن يجري مجلس النواب انتخابات، وينتخب رئيساً بعد أن ظل منصبه شاغراً منذ سنتين. وقال «من المهم أن يُسمع صوت الشعب اللبناني وهذا ما قصده كيري حين تطرق لسير هذه العملية قدماً. وفي سؤال حول دعم الولايات المتحدة انتخاب العماد عون رئيساً، أكد كيربي أن «واشنطن تدعم حصول الشعب اللبناني على الفرصة كي ينتخب ويكون له صوت في من سيكون رئيسه وهذا ما ندعمه».
المصدر: الخليج