كثير من الآباء والأمهات يشعرون بحالة القلق والخوف عند بلوغ الأبناء سن المراهقة، وينظرون إلى هذه المرحلة بأنها مرحلة مشكلات لا تنتهي، ومصدر إزعاج وتعكير لصفو حياة الأسرة، وكأنهم يرسمون صورة ذهنية سلبية لم تبدأ بعد، وتم برمجة عقولهم بها، وعند ظهور أي بوادر لمظاهر المراهقة الطبيعية عند الأبناء يُخيَّل للأب أو الأم بأن فترة العاصفة بدأت، ما يولد عناداً فكرياً لدى الأبناء، وفي هذه الأسطر تسليط للضوء على ظاهرة العناد من منظور اجتماعي ونفسي.
تقول فاطمة بيعان الطنيجي مديرة مركز التنمية الأسرية بدبا الحصن، إن العناد لدى الأبناء يتمخض عن قلة تواصل الوالدين مع أبنائهم، الأمر الذي يستوجب مصاحبتهم في سن الطفولة إلى بلوغ سن المراهقة، ما يسهم في تسهيل التعامل معهم، داعية إلى التواصل الإيجابي الذي يمكِّن المراهقين من اللجوء إلى الأسرة في الملمّات، مشيرة إلى أنه حتى في حال كان الأبناء يتامى أو الأسرة متشتتة، فيأتي دور الأسرة المحيطة حولهم في هذا الجانب، ليقوموا مقام الوالدين في الرعاية، والاستماع إلى أفكارهم منعاً لأي سلوك عنادي.
وأوضحت الطنيجي أنه في الفترة الحالية مع كثرة مواقع التواصل الاجتماعي، يستوجب التواصل مع الأبناء، ومُتابعة سلوكهم، لا سيما أن الأنترنت بات يشكل خطراً على سلوك المراهقين إذا لم تتم متابعته، لافتة إلى أن سلوك العناد له سلبيات وخيمة جداً على صحة الأبناء إذا تفاقمت، ما قد تتولد معه سمات القلق النفسي، والتوتر، والأعصاب، والتوحد، والصرع، ويؤثر في مستقبلهم وحياتهم.
وأشارت الطنيجي إلى أن الدولة قد وفّرت العديد من المراكز الأسرية والإصلاحية للحد من هذه المشاكل، وينبغي على الوالدين تثقيف أنفسهم بالاستشارات الأسرية، والحرص على أخذ أبنائهم إلى مثل هذه المؤسسات الاجتماعية.
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم الدرمكي رئيس قسم البحوث الطلابية بكليات التقنية بأبوظبي، إن أسباب العناد تكاد تنحصر في 3 أمور وهي انعدام الثقة وافتقاد الحقوق وعدم إشباع الرغبات والاحتياجات، مشدداً على ضرورة الوقوف مليّاً مع دافع إشباع الرغبات والاحتياجات، خاصةً في حالات العناد الأسري؛ لأنه كثيراً ما يكون خفياً.
وأشار الدرمكي إلى أنه لا بد من اكتساب الوالدين مهارات وطرق التعامل اللازمة مع الأبناء الذين يتّسمون بالعناد، من خلال اتباع أسلوب الثواب والعقاب في التربية الإسلامية، وتغليب أساليب الحوار مع اللطف واللين ودفء المعاملة، والمرونة في المواقف.
المصدر: البيان