أكد حسين إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم تركيز دولة الإمارات في ظل توجيهات القيادة الرشيدة، على غرس ثقافة الريادة والابتكار لدى الأجيال القادمة، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم قد استحدثت مادة للتصميم والتكنولوجيا ضمن المنهج الدراسي، وأخرى للتصميم الإبداعي والابتكار، هذا بالإضافة إلى مسابقة «بالعلم نفكر» السنوية، بهدف تشجيع الطلاب على الابتكار والإبداع وخلق أفكار ومشاريع مبتكرة منذ الصغر.
كما أكد في الجلسة الحوارية عقب الجلسة الافتتاحية على دور المعلم في غرس قيم الخير والتسامح والعطاء في الأجيال القادمة لضمان إحداث تغيير إيجابي في العالم.
قيم فاضلة ونبيلة
وقال: لقد قام معلمنا الأول المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، ببناء مجتمع دولة الإمارات على قيم عظيمة أساسها المحبة والسلام والتسامح والمساواة بغض النظر عن اختلاف الدين أو العادات أو التقاليد، وهذا هو دور المعلم في المدرسة أيضاً، علينا أن نغرس هذه القيم الفاضلة والنبيلة في الأجيال القادمة إذا ما أردنا جميعاً أن نحدث تغييراً إيجابياً في العالم.
وركز على منظومة التعليم معتبراً أنها جزء لا يتجزأ من منظومة أية دولة في العالم، حيث قال: لا يمكن فصل منظومة التعليم عن منظومة الدولة، ونحن في دولة الإمارات وبفضل دعم وتوجيهات قيادتنا الرشيدة وحرصهم الشديد على المنظومة التعليمية بشكل خاص، نعي بأن تطوير التعليم هو مسؤولية الجميع، ولا بديل عن تعاون جميع الجهات المعنية والمختصة الحكومية منها والخاصة، وذلك لتحديث هذه المنظومة بما يتناسب مع التطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم.
تطوير المعلمين
وأكد على أن هذا التحديث لن يؤتي ثماره إن لم يتزامن معه تطور المعلم وإتقانه لهذه الطرق والتقنيات الحديثة، مستعيناً ببرامج وزارة التربية والتعليم في الإمارات كمثال على الخطوات التي تتخذها الدولة بهذا الصدد، قائلا: لا يتطور التعليم دون المعلم، وقد قمنا في دولة الإمارات بإطلاق عدة برامج خاصة بتطوير المعلمين تخضعهم لأكثر من 100 ساعة تدريب سنوياً، هذا بالإضافة لتنظيم الوزارة بالتعاون مع مختلف المؤسسات المحلية والدولية للعديد من المحاضرات والندوات المختصة للمعلمين».
وتطرق إلى مشروع «معلم المستقبل» الذي أطلقته الوزارة مؤخراً لإعداد جيل جديد من المعلمين والمعلمات القادرين على استيعاب ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المتسارعة، حيث يخصص البرنامج منحاً دراسية للراغبين من أبناء الدولة والمقيمين لدراسة التخصصات التربوية في عدد من أهم الجامعات في دولة الإمارات، لتقدم لهم بذلك الدعم الأكاديمي والتدريب المهني اللازم خلال دراستهم الجامعية، مع إتاحة فرص عمل لدى وزارة التربية والتعليم بعد التخرج.
كما أكد وزيرالتربية والتعليم على ضرورة تشجيع أصحاب التخصصات الحيوية الأخرى على دخول مجال التعليم.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تعتبر سبّاقة في هذا المجال من خلال مبادرة «علّم من أجل الإمارات»، التي نجحت باجتذاب وتأهيل أكثر من 1000 خريج جامعي من مختلف التخصصات، من بينهم 188 مهندساً يمارسون مهنة التعليم حالياً.
وحول إدراج الابتكارات التكنولوجية في المنهج الدراسي، أوضح: تتيح التكنولوجيا الحديثة وسائل وأدوات تعليمية مؤثرة وفعالة للغاية، ولكن مع ضرورة إلمام وإتقان المعلم لهذه التقنيات والوسائل.
وقد قمنا بعدة تجارب ودراسات ميدانية بهذا الخصوص في الكثير من المدارس، تبيّن لنا من خلالها ارتفاع مستوى الطلاب بشكل ملحوظ، وأن قدرة الطالب على الاستيعاب من خلال تجربة الواقع الافتراضي على سبيل المثال، أسرع بمعدل الضعف عن الطرق التقليدية.
وأضاف: تثري التقنيات الحديثة ومن بينها الواقع الافتراضي التجربة التعليمية ككل، ويجب الاستفادة من تجارب مدارس القطاع الخاص والمراكز التدريبية العالمية، ونقل هذه التكنولوجيا في أسرع وقت ممكن، مع ضرورة إيجاد طريقة مستدامة وذات تكلفة منخفضة تتيح لجميع الدول وجميع المدارس القدرة على إدراجها ضمن مناهجها التعليمية.
التركيز على التعليم الذاتي
اعتبر سلطان سعود القاسمي، مؤسس «برجيل للفنون» والذي أدار جلسة أمس في منتدى المعلمين الدولي «قدوة» بعنوان قصص ملهمة أن «التعليم الذاتي هو أرقى أنواع التعلم الذي يجب أن تركز المدرسة عليه، نظراً لأن عملية المعرفة مستمرة ولا تتوقف».
وقال: «أعتز كثيراً بالمشاركة في منتدى قدوة الذي يسهم في نقل خبرات وتجارب عالمية، إذ شاركت في المنتدى مديراً لجلسة تناولت أهمية اللغة العربية، والتي شهدت نقاشاً حول إذا ما كانت اللغة العربية تقف عائقاً أمام الطلاب، أم أنها لغة مظلومة».
المعلم المطلع
اعتبرت أرييل ساكس، معلمة ومؤلفة من الولايات المتحدة الأمريكية، أن منتدى قدوة العالمي فرصة عظيمة لإتاحة تبادل الخبرات بين المعلمين المجتمعين من ثقافات مختلفة، مؤكدة أن نتائج هذا المؤتمر تصب في مصلحة الطلاب بالنهاية.
وقالت ل«الخليج»: عندما يكون المعلم مطلعاً على سبل ووسائل التدريس في بلدان مختلفة تتاح له الفرصة لاختيار الأسلوب الذي يراه مناسباً لإيصال ما لديه من علم للطلاب.
وأشارت إلى أنها تشارك في المنتدى بموضوع عن كيفية الجمع بين أفضل نظريات محو الأمية وأساليب التعليم في المدرسة.
التعليم في الأماكن المفتوحة
أكد عمر سمرة المغامر العربي، الذي تسلق جبل إيفريست، أعلى قمة في العالم، في عام 2007، وسفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، ضرورة اصطحاب الطلاب إلى المناطق المفتوحة؛ لتلقي المناهج التعليمية في الطبيعة.
وقال ل«الخليج»، إن مشاركته تأتي في إطار المساهمة في التطبيق العملي للمناهج الطبيعية؛ حيث إن النظام التعليمي ما زال تقليدياً، ويحتاج الطلاب إلى الذهاب للتعليم في الأماكن الطبيعية، التي تكسبهم عشق الطبيعة والمهارات الحياتية، التي تفتقدها المناهج النظرية. وأوضح أن الطلاب يكتسبون معرفة بالأشياء، من خلال لعبهم على العشب.
المصدر: الخليج