“ليست دو مارياج” أو فاتورة الزواج، عادة أجنبية منتشرة في لبنان، تهدف إلى تخفيف الضغوطات والأعباء المالية على العروسين من خلال إرفاق رقم الحساب البنكي الخاص بهما مع بطاقات دعوة حفل الزفاف، ليقوم المدعوون بوضع مبالغ مالية كلٌ حسب مقدرته المادية.

وعلى الرغم من رفض البعض لها لأنها تعد تسولاً يقلل من شأن العريس بالدرجة الأولى، وعادة لا تليق ولا تتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع العربي بالدرجة الثانية، إلا أن فندق أتلانتس النخلة يشجع الزواج على الطريقة اللبنانية من خلال إطلاقه موقعاً إلكترونياً متكامل لإدارة الأعراس، يتيح للمقبلين على الزواج إقامة حفلات زفافهم على حساب الأقارب والأصدقاء.

مشاغل

تعد نقوط الزواج تعبيراً عن الترابط الأسري ومتانة العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، وتختلف أساليب الأقارب والمعارف والأصدقاء في تقديمها كل حسب عاداته وذوقه وقدرته المالية ومكانته الاجتماعية، فهناك من يفضلون تقديم هداياهم على شكل أجهزة كهربائية أو تحف من خلال زيارة إلى منزل العروسين، وهناك من يقدم المال أو الذهب أو يقوم بدفع مصاريف شهر العسل.. إلخ.

ولكن الموقع الإلكتروني الذي أطلقه فندق أتلانتس، حدد نوعية تلك النقوط والهدايا، وفي هذا الإطار تقول سعيدة المصمودي، مديرة إدارة الأعراس والحفلات في منتجع أتلانتس النخلة: نقابل يومياً عدداً هائلاً من الزبائن المقبلين على الزواج، ونقوم بمساعدتهم في التحضير لحفل لزفاف، ولكن بعضهم يؤجلون مشروع الزواج لأنهم يعيشون بعالم مليء بالمشاغل التي تقضي على طاقتهم، فلا يكون لديهم متسع من الوقت ليهتموا بتفاصيل أهم يوم في حياتهم.

قبول

وأضافت: بالتعاون مع شريك عالمي أطلقنا موقعاً يُعنى بترتيب حفلات الأعراس عبر الانترنت بطريقة سهلة وسريعة من المنازل أو البيوت، تتيح توزيع تكاليف الزواج على الأقارب والأصدقاء.

وحـول ما إذا كانت هـذه الفكرة سـتلاقي قبولاً في الوطن العربي، أكدت المصمـودي أن الموقـع سـيشهد إقبالاً غـير مسبوق في الفترة المقبـلة وسيشكل نقلة نوعية في مجال عالم الأعراس ليس فقط على المستوى الإقليمي وإنما على مستوى الوطن العربي.

وقالت: تعتمد تكاليف العرس بشكل رئيسي على الأمور المفضلة لدى العروسين واختياراتهم عبر الموقع، حيث يمكن لهم عرض قائمة بالأشياء التي يودون الحصول عليها، ويمكن للأقارب والأصدقاء اختيار ما يتناسب مع ميزانياتهم وتقديمها كهدية الزفاف للعروسين.

فعلى سبيل المثال يمكـن أن تخضع العروس لبعض العلاجـات والمساج على حساب صديقتها، ويمكن أيضاً أن يتناول العروسان عشاءً فاخراً بعد انتهاء حفل الزفاف في أحد مطاعم الفندق على حساب صديق لهما، وهكذا.

آراء

التقينا بعض الشباب لمعرفة رأيهم بفكرة الموقع، وقال الإماراتي محمد العامري، موظف: على الرغم من إنها فكرة جميلة تتيح للأقارب والأصدقاء المقيمين خارج الدولة أيضاً في المشاركة في مساعدة العريس وتحمل بعض تكاليف حفل الزفاف، إلا أن مجتمعنا العربي لا يتقبلها مطلقا لأنها من الأمور “المنقودة”. أما العماني فيصل أحمد، طالب جامعي، فقال: لسنا بحاجة إلى هذا الموقع، فبمجرد أن ينتشر خبر إقبال أحد الشباب على الزواج، فإن أقاربه ومعارفه يبادرون إلى مساعدته. وتابع: هناك أفكار دخيلة على عاداتنا تشجع الشباب على الاتكالية والاعتماد على الغير، بدلاً من الاعتماد على النفس والعمل بجد لتوفير المال اللازم لتغطية جميع تكاليف مشروع الزواج.

المصدر: الإمارات اليوم