ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
تلقيت الكثير من التعليقات على مقال الأسبوع الماضي الذي حمل عنوان «كيف تتعامل مع حرامي الأفكار؟» فشعرت، من خلال الردود، بأن الكثير من القراء يدركون أن نسبة عالية من الناس تنطبق عليهم صفة «حرامي الأفكار»، بل إن بعضهم «انقرص»، كما نقول في اللهجة الدارجة من «س» من الناس، ولكن المؤلم حقاً أن السارق هو من يُحتفى به في الحفلات التكريمية، ويحصل على المكافآت وشهادات التكريم والتحفيز، إضافة إلى صورة شخصية مع المسؤول الأول، بينما صاحب الفكرة الأصلية (المبدع) يرجع من الاحتفال حاملاً على كتفيه حسرة وندامة، وفي يديه خُفَّا حنين.
ولكن الأشد ألماً ومرارة أن يتكرر هذا الوضع ويزداد، فيتراكم الإحساس به من جهة، ومن جهة أخرى نكون قد لامسنا حد البلادة وعدم الاكتراث، فتتكرر الحالة وتدور مراراً وتكراراً وكأن الأمر طبيعي لا اعوجاج فيه.
كثير من المؤسسات تنبهت لهذه المعضلة غير الأخلاقية، ودعوني، من فضلكم، أتحدث قليلاً وباختصار شديد عن مؤسستي (شرطة دبي)، فقد أولت شرطة دبي الأفكار أهمية قصوى، لأنها تعلم علم اليقين أنها وسيلة ارتقاء وتطوير، لذا نجد في الإدارة العامة للجودة الشاملة مركزاً متخصصاً في الأفكار والإبداع تقوده الأستاذة إلهام أهلي الحائزة على جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، وفي هذا المركز تنظيم وإنصاف، ومع ذلك فلا أقول إنها وصلت إلى حد الكمال، بل هي تحاول وتعمل على تقليل نسب الخطأ.
فعلى سبيل المثال: عندما يصلني اقتراح ما، فأنا لا أعرف صاحبه وذلك تجنباً للمحاباة أو الرفض بناء على اسم صاحب الاقتراح، كما أن ردي لابد أن يكون مسبباً وفيه الدليل، ليكون لائقاً ومنطقياً.
ومهما يكن، ومهما كان، فلا تقلل أبداً من قيمة فكرتك، اعمل على بلورتها بشكل إيجابي، اسأل صاحب الشأن لتكتمل الصورة، ومن ثم وثقها في نظام الاقتراحات الخاص بمؤسستك .. وكن على يقين بأن الكثير من المؤسسات، اليوم، تحتفي بالأفكار المبدعة. ودَعْني أتطرق هنا إلى «أفكار الإمارات» كمؤتمر وجائزة تعمل تحت مظلة مجموعة دبي للجودة، هذه الجائزة تقودها خبيرة الجودة فريال توكل، وفريق عمل متميز يحرص كل الحرص على إبراز الفكرة المتميزة المطبقة وتكريمها من خلال لجنة مقيمين محايدة.
أجمل ما في الجائزة أنها لا تستهدف المؤسسات فقط، لكنها تبحث، أيضاً، عن الأفراد المتميزين أصحاب المبادرات، كما أن فئاتها تغطي ما يهمّ المجتمع وما هو سهل تغطيته، فإن تحمست وأحببت المشاركة فتواصل معهم على حسابهم في تويتر @ideasarabia، وهم على استعداد للرد على كل أسئلتك بأريحية وسعة صدر.
وهنا تتوارد إلى ذهني مقولة بليغة، تقول:
It›s not that we need new ideas, but we need to stop having old ideas.
Edwin Land
المصدر: الرؤية