ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
أن أكمل دراستي العليا كان هذا حلم طفولتي، والغريب إنه حدث بشكل لم يخطر على بالي، فبعد أن أنهيت دراستي الثانوية، تقدمت لأكثر من جهة لاستكمال دراستي في الخارج وكانت النية المواصلة والبقاء في الخارج حتى الوصول للهدف وهو الحصول على درجة الدكتوراة، وقدر الله أن تأتيني أربعة عروض من جهات مختلفة للدراسة في الخارج لكن الغريب كما ذكرت إن قراري الأخير كان الالتحاق بأكاديمية شرطة دبي، اليوم أقول هذه الخطوة كانت ولله الحمد موفقة جدا في حياتي وهو فضل أدين بالحمد والشكر لربي ومن ثم أخي محمد التي كانت فكرته وسعى لتمامها.
فكانت أولى خطواتي في المرحلة الجامعية هنا في دبي ولم تكن في أمريكا أو بريطانيا كما كنت أحلم، ولكن الحلم لم يخفت وتحقق أخيرا بعد التخرج والبدء في العمل بثلاث سنوات ، فكانت مرحلة الماجستير هناك في الولاية الجميلة أوريجون في أقصى غرب الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم درجة الدكتوراة هناك في عاصمة الكرة الإنجليزية مدينة مانشيستر. دائما يقولون بأن ” الغربة كربة ” ولكني أعترض بشدة على هذا الوصف ف ” الغربة خبرة ” . فأنا أدين إلى الغربة بأنها وسعت مدارك فكري ، كما إنها صنعت مني إنسانا أكثر تسامحا مع نفسه وأهله والمجتمع المحيط به. أثناء هذه الرحلة رافقتني بطبيعة الحالة أسرتي، وهناك عشنا كل تفاصيل اللحظة روعتها وحزنها. الشاهد قبل أيام حدث حوار بيني وبين ابنتي شيخة وهي في الصف الثامن. تقول شيخة عندما كنا في مدرستنا بمانشيستر كنا نبدأ يومنا كل صباح بهذه العبارات
Good Morning Mrs. Kennedy … Good Morning everybody
أما هنا في مدرستنا الإنجليزية في الدولة نقوم بنفس الفعل ولكن ليس بنفس القول فنردد صباح كل يوم :
Good Morning Mrs. Raja … Good Morning teachers
وكان تحليلها لهذه الكلمات البسيطة صادما لكنه صادقا بصدق قلبها .. فقالت شيخة :
” لماذا هنا لايحترموننا كطلاب ..!!
فعدم التقدير لك كإنسان أيا كنت طالب أو موظف أو حتى عميل مصيبة قد يسبب الكثير من الخسائر منها السمعة السيئة، وهي نقطة للأسف قد تبدأ مخفية لكنها سرعان ماتطفو على السطح وتنكشف لكن حين يكون حلها صعبا. أكتب هذه الكلمات وأنا على يقين بأنه قد يكون قارئها ممن عانوا الأمرين في تقدير عمله وتميزه.
يظن الكثير بأن تقدير الموظف هو عمل حسن يقوم به كل مدير أو قائد ، ولايدري أن التقدير هذا هو وسيلة ناجعة من وسائل الأتصال الذي بفضله تتميز المؤسسات. سوزان هيت فيلد كتبت مقالاً في فن تقدير الموظفين، وضعت فيه بعض الخطوات البسيطة التي تساعد على تفعيل هذا الجانب المنسي في الكثير من المنظمات. سوزان تقول :
– لابد أن يكون هذا التقدير قائم على أسس ومعايير مكتوبة وليست أهواء مدير أو تقدير قائد ، ولابد أن تكون واضحة ومعلنة للجميع وتشمل كل موظف منتسب للمؤسسة.
– أي موظف يصل ويحقق المعايير المطلوبة في المنهجية لابد أن ينال التكريم المناسب
– أهم خطوة وهي للأسف يعاني منها الموظف قبل أن تكون نقطة ضعف في المؤسسة هو التباعد الزمني بين الفعل المميز والتكريم المستحق، نرى أحد الموظفين يتميز في فبراير هذا العام ويكرم في فبراير من العام القادم ..!! الأفضل كما نقول بلهجتنا المحلية ” حار بحار “.
الكلمة الطيبة .. الهدية المعبرة .. الاحتفال الخاص البسيط .. كلها أساليب في تقدير كل متميز ، ولكن التميز الأجمل يصدر منك أنت أيها القائد بأن تجعلها ” مفاجأة ” تكون سببا في سعادة يومه وحافر له للأفضل، وهو سهل في مكان لاينسى تقدير منتسبيه .
خاص لـ ( الهتلان بوست )