ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
من البصرة بدأت الحكاية! «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة» – حديث شريف
في العام 1938، ولد حاجي البلوشي في مكران – بلوشستان في الجزء التابع لباكستان، يذكر الوالد حاجي أنه عاش طفولة بسيطة هناك، لا علم ولا مدارس، لذا عمل على مساعدة والديه في الزراعة حيث كانت المهنة الرئيسية لأهل منطقته، وعندما بلغ 12 عاماً قرر مع عشرين من أصدقائه الهجرة إلى مدينة البصرة حيث كانت الحياة هناك أفضل، ومصادر الرزق أوسع (يقول: كنا نسافر بين الدول بدون جوازات سفر) عاش هناك في بيت ابن عمه حتى بلغ 15 عاماً، حصل خلالها على رخصة قيادة وبدأ عملاً في محل لتوزيع الثلج على السكان. يقول: «في العشرين من عمري رجعت لقريتي في مكران وهناك تزوجت ثم عدت إلى البصرة مرة أخرى، ودارت الأيام فرزقني الله ستة من الأبناء. وفي العام 1965 انتقلت إلى البحرين وأمضيت تسع سنوات سائقاً، ارتأيت بعدها الالتحاق بأخي يونس الذي سبقني إلى دبي. وشرعت في البحث عن عمل، حتى قادتني قدماي إلى معهد السياقة وكان تابعاً لشرطة دبي ـ وقتذاك ـ بجانب سينما الشعب القديمة، وأذكر أنني التقيت بالمرشح «سعيد يحيى» وعندما رآني أتقن اللغة الإنجليزية محادثة وقف بجاني، وقال: ستعمل معي إن شاء الله، ثم أخذني إلى القيادة العامة وساعدني على إتمام طلب التعيين».
بدأ الوالد حاجي وظيفته سائقاً على الكادر المدني، وبعد ذلك بعامين تم تحويله ليكون شرطياً ومدرباً للسياقة. يقول: «في هذه السنوات التقيت بالكثير من المتدربين أصحاب الثقافة العالية، ودار في خلدي أنه لا ينقصني شيء لأصبح مثلهم.. وهنا قررت البدء في التعلم، انطلاقاً من المقولة: أن تصل متأخراً أفضل من أن لا تصل أبداً، وهكذا التحقت بالمدرسة المسائية التي وفرتها شرطة دبي لموظفيها، حيث تم إدخالي في اختبار تحديد المستوى لأبدأ من الصف الثاني وأستمر حتى حصولي على شهادة الثالث الإعدادي، لكن ظروف العمل حالت بيني وبين تحقيق حلمي بالحصول على الثانوية العامة. علماً أنني وأنا في الصف السادس وفي عمر الستين، تشرفت بتكريمي في جائزة حمدان بن راشد المكتوم للأداء التعليمي المتميز كأكبر الدارسين سناً».
حياة الوالد حاجي كانت بسيطة جداً، لكنه في لحظة قرر التحرك نحو الأفضل، وبدأ بالتغيير، بالرغم من عمره المتقدم نوعاً ما، إلا أنه استمر وثابر ونجح. تقاعد الوالد حاجي خدابخش في شهر أغسطس/ آب الماضي بعد 36 سنة في الخدمة، لكنه ترك لنا ابنيه محمد وعبدالعزيز، وهما من أفضل من عملت معهم إتقاناً وأخلاقاً.. حفظ الله الوالد وبارك في أبنائه.
المصدر: صحيفة الخليج