فرّ أكثر من أربعة آلاف مدني خلال أقل من 24 ساعة من الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حلب باتجاه مناطق تقع تحت سيطرة قوات النظام والمقاتلين الأكراد، وفق حصيلة جديدة أعلنها المرصد السوري، أمس، فيما حققت قوات النظام مزيداً من التقدم في الأحياء الشرقية وسيطرت على حيين جديدين، في وقت أصيب 22 مسلحاً معارضاً تدعمهم تركيا في هجوم كيماوي لتنظيم «داعش» في شمال سوريا، بحسب ما أعلن الجيش التركي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «عدد الفارين من الأحياء الشرقية منذ ليل السبت/ الأحد تجاوز الأربعة آلاف مدني، توجه أكثر من 2500 منهم إلى حي الشيخ مقصود، ذي الغالبية الكردية، فيما وصل نحو 1700 مدني إلى مناطق سيطرة قوات النظام». ويأتي خروج المدنيين إثر استعادة قوات النظام سيطرتها السبت على حي مساكن هنانو، أكبر الأحياء الشرقية بعد معارك عنيفة ضد الفصائل المعارضة، وتمكنها أمس من السيطرة على حي جبل بدرو المجاور وعلى أجزاء من أحياء بعيدين والحيدرية والصاخور. وذكرت وكالة الأنباء السورية عن مصدر في محافظة حلب أن عائلات استطاعت الخروج من الأحياء الشرقية «مستفيدين من تقدم وحدات الجيش والقوات الرديفة في منطقة هنانو، حيث يعمل عناصر الجيش على استقبالهم وتأمينهم ونقلهم إلى أماكن آمنة».
من جانبها قالت مصادر في المعارضة السورية إن «مئات العائلات من أحياء بعيدين والصاخور ومساكن هنانو والحيدرية وكرم الزيتون فرت من مناطقها بسبب القصف الجوي والمدفعي المكثف من القوات الحكومية التي باتت تسيطر على مناطق في حي مساكن هنانو». وأضافت المصادر أن «القوات الحكومية تستخدم صواريخ ارتجاجية واسعة التدمير في قصفها لأحياء حلب الشرقية».
من جهة أخرى، أعلن الجيش التركي أمس إصابة 22 مسلحاً سورياً معارضاً تدعمهم تركيا في هجوم بالغاز نفذه إرهابيو تنظيم داعش في شمال سوريا. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن بيان لقيادة أركان الجيش «نتيجة إطلاق داعش صاروخاً تعرض 22 عنصراً من الفصائل المعارضة لإصابات بالغاز الكيماوي في العينين والجسم». وأضافت أن الهجوم تم في منطقة بلدة الخليلية شرقي الراعي في شمال سوريا، حيث يحاول مقاتلو المعارضة بدعم من القوات الخاصة والطيران التركي طرد الإرهابيين من المنطقة الحدودية. ولم يحدد الجيش نوع الغاز السام الذي تم استخدامه.
ونقل الإعلام التركي أن المسلحين السوريين المصابين نقلتهم فرق إغاثة من وكالة «افاد» التركية للإنقاذ إلى بلدة كيليس في الجهة التركية من الحدود. وأظهرت مشاهد تلفزيونية مسعفين أتراكاً يرتدون بزات خاصة وأقنعة فيما بدا عدد من المقاتلين السوريين ينقلون إلى المستشفى. وأعلن الجيش التركي أمس أن طيرانه دمر أربعة أهداف جديدة لتنظيم داعش في شمال سوريا.
وكانت مصادر أمنية وطبية ذكرت أن انفجاراً هز أحد الشوارع في بلدة الراعي أمس فيما يعتقد أنه تفجير انتحاري نفذه تنظيم داعش، وأن 12 مصاباً أغلبهم من الأطفال نقلوا لمستشفى تركي. ونقلت وكالة أنباء دوغان التركية عن مصادر محلية قولها، إن الانفجار وقع بسبب سيارة ملغومة وتسبب في مقتل عدد من السوريين. (وكالات)
المصدر: الخليج