بدت حلب، أمس الخميس، على شفا كارثة إنسانية حقيقية مع احتدام القتال، والقصف المتبادل بين قوات النظام وفصائل المعارضة في المدينة وريفها، ما أوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى، فيما أوقع التصعيد العسكري المتواصل خلال أسبوع أكثر من 200 قتيل بين المدنيين، ما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من مخاطر توقف المساعدات الإنسانية عن مئات آلاف السوريين، إذا استمر انتهاك الهدنة، خصوصاً مع تواتر المعلومات حول بدء النظام بحشد قواته، استعداداً ل«معركة حاسمة» باتت قريبة، بحسب ما ذكرت صحيفة قريبة من النظام.
في وقت دعت الأمم المتحدة إلى الحفاظ على الهدنة، واستنجد الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا بموسكو وواشنطن لإنقاذ الهدنة المعمول بها منذ 27 فبراير/شباط الماضي. وفي حين أسفرت المعارك الدائرة منذ الليلة قبل الماضية عن مقتل 49 مدنياً بينهم نحو 30 في قصف استهدف مستشفى القدس بالمدينة، سقط 64 قتيلاً في معارك بين الفصائل المسلحة والأكراد، في محيط مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، وبينما دانت واشنطن الغارة الجوية للنظام على مسعفين قرب حلب، نددت منظمة أطباء بلا حدود بتدمير مستشفى في المدينة.
يأتي ذلك، فيما أعلن دي ميستورا، خلال مؤتمر صحفي الليلة قبل الماضية، أن اتفاق وقف الأعمال القتالية الساري في هذا البلد منذ شهرين، هو «في خطر كبير»، ويجب «إنعاشه»، قبل تحديد موعد الجولة المقبلة من مفاوضات السلام بين طرفي النزاع. وأوضح أنه دعا أمام مجلس الأمن الدولي كلاً من الولايات المتحدة وروسيا، «راعيتي» هذا الاتفاق، إلى العمل في سبيل إحياء الهدنة السارية. وللمرة الأولى نشر دي ميستورا، أمس، أيضاً وثيقة من سبع صفحات تتضمن ملخصاً للاجتماعات التي جرت خلال هذه الجولة، والتي تركزت على عملية الانتقال السياسي في سوريا، وتشكيل نظام «حكم رشيد» انتقالي و«جامع». لكنه أقر بوجود فجوات «جوهرية» بين طرفي المفاوضات، مؤكداً أن الجولة الثالثة من المفاوضات تضررت كثيراً من الانتهاكات المتزايدة لاتفاق وقف الأعمال القتالية.
المصدر: الخليج