أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، أهمية الاطلاع على أحدث ما قدمه العلم والعلماء من نتائج في مختلف المجالات، وضرورة اكتساب أكثر المعارف تطوراً، وأقربها ارتباطاً بالحاجات المُلحة للإنسان في ظل تنامي التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الراهن على أكثر من صعيد، وضرورة توظيف تلك العلوم والمعارف بالأسلوب الأمثل الذي يخدم أهدافنا الاستراتيجية، واصفاً سموه تلك المتطلبات بأنها تمثل حجر زاوية في مسيرة دبي ودولة الإمارات، نحو تبوؤ موقع الريادة في صنع المستقبل.
ولي عهد دبي:
– «اليوم، ونحن نستعد لخوض مرحلة جديدة من العمل التنموي الطموح، علينا أن نكون على قدر الآمال العريضة التي رسمتها القيادة».
– «الدولة استقطبت على مدار سنوات طويلة خيرة العقول والخبرات في مختلف المجالات».
وقال سموه: «استقطبت دولة الإمارات على مدار سنوات طويلة خيرة العقول والخبرات في مختلف المجالات، واليوم ونحن نستعد لخوض مرحلة جديدة من العمل التنموي الطموح، علينا أن نكون على قدر الآمال العريضة التي رسمتها القيادة بهدف ضمان موقع ريادي متقدم للدولة في صنع المستقبل، بما يمليه ذلك من أهمية النهل من مصادر المعرفة والتعرف على أهم ما توصّل إليه العلماء والمفكرون حول العالم من نظريات وتطبيقات عملية، والاستفادة من ذلك المحتوى المعرفي في بناء منظومة متكاملة من الطاقات الوطنية المبدعة والقدرات الخلّاقة، المدعومة ببنية أساسية فائقة القدرة، لتكون الدولة دائماً سبّاقة إلى إيجاد الفرص التي تخدم الناس وتحقق لهم سعادتهم».
ونوّه سموه بـ«أهمية منصة حوارات المستقبل بما تقدمه من فرصة الاقتراب من تجارب متميزة وفكر متطور ومناقشة موضوعات جديدة تصبّ في تعزيز قدرة أبناء الإمارات على تطبيق أفضل الحلول التقنية والعملية، وتعينهم على اكتشاف طاقاتهم المبدعة الكامنة، وإطلاقها للاستفادة منها في بلوغ المرتبة المتقدمة التي نصبو لها جميعاً لوطننا الغالي، ضمن شتى مسارات التنمية تأكيداً لإسهام دولتنا في بناء أسس مستقبل أفضل، ليس فقط لشعبها ولكن للإنسانية جمعاء».
آلة بيولوجية صغيرة
استعرض أستاذ علم الأعصاب الإدراكي والحاسوبية، البروفسور البريطاني الدكتور أنيل سيث، الكيفية التي يحدث من خلالها الوعي، والآلية التي يتشكل بها في العقل من خلال تفاعل مليارات الخلايا العصبية التي تقدر بنحو 90 مليار خلية تشكّل مجتمعة آلة بيولوجية صغيرة داخل أدمغة البشر، وتحولها إلى تجربة واعية، مشيراً إلى الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها العقل البشري، والتي تمنحه القدرة على الابتكار والإبداع في صور عديدة تتباين بين شخص وآخر وفقاً للعديد من العوامل المؤثرة الجينية والوراثية والبيئية.
بناء قدرات الأفراد
تمثل منصة «حوارات المستقبل» مبادرة معرفية تهدف إلى الإسهام في بناء قدرات أفراد المجتمع، وإلهامهم للمشاركة في صنع المستقبل، من خلال استعراض قصص نجاح وتجارب متميزة لرواد أعمال ومفكرين ومختصين، من جميع أنحاء العالم في العديد من المجالات والقطاعات الحيوية.
جاء ذلك خلال حضور سموه الجلسة الثانية لمنصة حوارات المستقبل التي عقدتها مؤسسة دبي للمستقبل، تحت عنوان «علم الأعصاب والوعي الإدراكي»، وحضرها إلى جوار سموه، اللواء الركن الطيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان، رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية في القيادة العامة للقوات المسلحة، ووزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، محمد عبدالله القرقاوي، إلى جانب جمع من مسؤولي الجهات الحكومية.
وتهدف منصة «حوارات المستقبل» عبر جلساتها الحوارية، إلى ترسيخ مكانة دبي كحاضنة لعلوم المستقبل، ومركز عالمي للمعرفة واستشراف وصناعة المستقبل، من خلال المشروعات المبتكرة التي تعتمد على توظيف العديد من العناصر الأساسية التي تشكل القوام الرئيس للمستقبل مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوت، وعلم الجينوم، والبلوك تشين، وبناء الكوادر الوطنية والكفاءات الشابة، وتزويدها بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواكبة متطلبات المستقبل.
وتحدث خلال الجلسة الثانية للمنصة أستاذ علم الأعصاب الإدراكي والحاسوبية، البروفسور البريطاني الدكتور أنيل سيث، وتناول قواعد وأسس الوعي من منظور علم الأعصاب، حيث سلط الضوء على العلاقة بين الذكاء والوعي والذكاء الاصطناعي.
وتناول أساسيات الوعي البيولوجي العصبي التي تتضمن فهم الذات والإدراك، واستعرض الفوارق بين الذكاء والوعي الإدراكي، وكذلك العلاقة بين الوعي الإدراكي والحياة، وقال: «توصل الإنسان إلى كشف اثنين من الأسرار الثلاثة الأساسية حول الكون، الأول يرتبط بمكاننا في الكون، والثاني يتعلق بكون البشر جزء من سلسلة كبيرة، في حين يبقى الغموض يهيمن على السر الثالث، المعني بالوعي الذي يشكل كياننا الداخلي».
المصدر: الإمارات اليوم