شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أول من أمس، يرافقه سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، النائب الثاني لرئيس المجلس التنفيذي، إطلاق تقرير «نبض دبي 2016»، الذي أعدّته الأمانة العامة للمجلس التنفيذي، تحت عنوان «التنافسية والمَنَعة في عالم متغير»، في ثاني نسخة من التقرير السنوي الخاص بمتابعة تنفيذ خطة دبي 2021، من خلال فرق عمل متخصصة في حكومة دبي معنية بمتابعة وتقييم أداء تنفيذ الخطة ومدى تحقق أهدافها، مشيراً سموه إلى قيمة التقرير في دعم عملية صنع القرار بأسلوب صحيح يستند إلى قراءة موضوعية وشاملة للواقع، ويعين على وضع الاستراتيجيات والخطط التي تؤكد قدرة دبي على الوصول إلى غاياتها التنموية مع مواكبة المتغيرات السريعة المحيطة سواء على الصعيد الإقليمي أو العالمي.
جودة الحياة والبيئة
أفادت مساعد الأمين العام لقطاع الإدارة الاستراتيجية والحوكمة، عائشة عبدالله ميران، بأن دبي لاتزال متفوقة بمراحل على مدن المنطقة في جُل مؤشرات جودة الحياة والبيئة الحضرية، حيث جاءت دبي في المرتبة الأولى إقليمياً في مقياس ميرسر لجودة الحياة.
ومازالت دبي تحظى بمكانة مرموقة بين أهم الوجهات السياحية في العالم بفضل ما تقدمه من تجربة ترفيهية متميزة.
وشهد العام الماضي تحسناً ملحوظاً في جودة الخدمات التعليمية والصحية بشكل عام، انعكست نتائجه على نتائج الطلبة وعلى صحة الأفراد، حيث ارتفعت نسبة المدارس ذات تصنيف جيد فما فوق إلى 50% من المدارس الخاصة في دبي في 2016، بالمقارنة مع 43% في العامين 2014 – 2015، لافتة إلى أن نسبة رضا المتعاملين في المنشآت الصحية التابعة لهيئة الصحة في دبي ارتفعت من 76% في 2012 إلى 92% في 2016، وفقاً لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز.
كما انخفضت نسبة الوفيات بين نزلاء المستشفيات الحكومية من 0.60% في 2015 إلى 0.53% في 2016. وانخفض مؤشر نسبة إعادة الإدخال غير المتوقعة بعد 28 يوماً من الخروج من المستشفى الحكومي (للحالة المرضية ذاتها) من 0.40% في 2015 إلى 0.39% في 2016، محققاً بذلك مستهدف 2016. كما تحسّن متوسط وقت الانتظار للحصول على المواعيد في العيادات التخصصية.
الشعور بالأمن والأمان
قالت مساعد الأمين العام لقطاع الإدارة الاستراتيجية والحوكمة، عائشة عبدالله ميران، إن حكومة دبي حافظت على معدلات ثقة مرتفعة العام الماضي بين أوساط المجتمع، وبشكل خاص في ما يتعلق بجهاز الشرطة، التي حازت على نسبة ثقة 93%، بينما وصلت نسبة الشعور بالأمن والأمان إلى 95%، في حين سجل الشعور بالأمان أثناء السير ليلاً في طرقات دبي 97%.
بينما حاز الجهاز القضائي على نسبة ثقة ناهزت 83%، كما عبرت عنه استطلاعات الرأي، وذلك بالتزامن مع ارتفاع نتائج رضا المتعاملين بشأن الخدمات المُقدَّمة، والتي بلغت 92.2% بحسب نتائج برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز.
ولي عهد دبي:
«محمد بن راشد أرسى أسساً واضحة لبيئة العمل، وجعل الإبداع والابتكار أهم ركائزها».
«أهمية مراعاة المرونة في الأداء، والتي تعتبر من أهم ما ميّز منظومة العمل الحكومي في دبي».
«الأخذ بزمام المبادرة والاستجابة السريعة للمستجدات أهم مقومات النجاح».
واطّلع سموه على ما تضمنه التقرير من أهم الإنجازات التي تحققت في سياق تنفيذ «خطة دبي 2021» خلال العام 2016، والتحديات المرتبطة بتنفيذ الخطة، كما تم استعراض أهم التوصيات التي خرج بها التقرير بهدف تعزيز القدرات التنموية في دبي ودعم تنافسيتها ضمن شتى المجالات في عالم سريع التغير إقليمياً وعالمياً، حيث نوّه سموه بأهمية ما شمله التقرير من نتائج وكذلك توصيات صاغتها فرق العمل في الجهات المختلفة، ووصفها بأنها تشكِّل برنامج عمل مهماً، موجهاً بتنفيذها ومتابعة تأثيراتها، وإطلاعه أولاً بأول على وتيرة الإنجاز.
وأكد سموه أهمية التقرير بما يحمله من معلومات تعين على تكوين تصورات واضحة المعالم لما يجب القيام به في سبيل الحفاظ على مستويات الأداء في أعلى معدلاتها، لاسيما في تحقيق أهداف خطة دبي 2021.
ولفت سموه إلى أهمية مراعاة المرونة في الأداء، التي تعد من أهم ما ميّز منظومة العمل الحكومي في دبي خلال السنوات الماضية، الأمر الذي مكّنها من مواجهة كل التحديات عبر التعاطي معها بكفاءة لتحويلها إلى فرص يتم توظيفها في دفع عجلة التطوير قُدُماً، مؤكداً أنه على الرغم من صعوبة التكهن بما ستجلبه المتغيرات الإقليمية والعالمية من تأثيرات مستقبلية، فإن القراءة الدقيقة لواقع ما تم إنجازه وما هو مطلوب القيام به يعد من أهم الأدوات التي تعين صانع القرار على وضع الخطط الفعالة لإحراز النجاح المأمول، وتفادي أية تأثيرات غير مرغوبة لأي تحولات تشهدها المنطقة أو العالم، بما يخدم في ترسيخ أسس التطوير والبناء ويعين على الوصول إلى أرقى مراتب التميز.
وأوضح سموه أن «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وضع أسساً واضحة لبيئة العمل، وجعل الإبداع والابتكار من أهم ركائزها، لتتحول دولتنا بذلك إلى وجهة أولى لجذب العقول والمهارات، ومع التزامنا الكامل بتلك الأسس، نواصل العمل في دبي لتقديم نموذج يحتذى في كيفية تشجيع المواهب والكفاءات، وإتاحة المجال أمام الجميع للإسهام في مسيرة البناء مع الاستمرار في توفير خدمات متميزة ومتاحة في كافة القطاعات، وتهيئة بيئة حضرية ملائمة ومستدامة، تأخذ بالاعتبار حاجات الفرد والأسرة ضمن كافة فئات المجتمع».
وأكد سموه أن الأخذ بزمام المبادرة والاستجابة السريعة للمستجدات، وامتلاك الرؤية للتعامل بها بقدرة على تقييم المواقف بدقة من أهم مقومات النجاح في هذا العصر الحافل بالتطورات المتلاحقة، كما أنها تشكل أسس النهج الذي حافظنا عليه في دبي طوال السنوات الماضية، مع مواصلتنا العمل على تنمية قطاعات استراتيجية قادرة على مواجهة التقلبات العالمية والإقليمية، مستلهمين رؤية القيادة لمستقبل الدولة لكي تكون دائماً في مصاف الدول الأكثر تطوراً وازدهاراً.
واختتم سموه: «رسالتنا اليوم، ودائماً، هي أننا نبني مدينة للجميع، مواطنين ومقيمين وزائرين، ضمن مجتمع متلاحم ومتعاضد تجمع بيننا قيم إنسانية مشتركة قوامها السلام والتسامح والتعاون، لينعم الجميع بأعلى مستويات جودة الحياة التي تمنح كل من يعيش على أرضها أو يقصدها ضيفاً زائراً السعادة بخدمات متميزة عالية الكفاءة وبنية أساسية تراعي كافة متطلبات الأفراد والمؤسسات على حد سواء، لتكون دبي دائماً الوجهة المفضلة للعيش والعمل والمقصد الأمثل للزائرين».
من جهته، قال أمين عام المجلس التنفيذي، عبدالله عبدالرحمن الشيباني، إن نتائج «نبض دبي» تشير إلى تفاوت في أداء القطاعات المختلفة، سواءً على المستوى الاقتصادي أو الحضري أو الاجتماعي. وهذا التفاوت هو نتيجة متوقعة في ضوء التقلبات الخارجية العالمية والإقليمية. وعلى الرغم من تلك التحديات، فإن أداء دبي في قطاعاتها المختلفة كان الأفضل بين دول المنطقة، وتمكنت من تحقيق إنجازات مهمة اقتصادياً وحضرياً واجتماعياً، وهذا بفضل نقاط القوة المتمثلة في اقتصاد متنوع، وبنية تحتية، وبيئة حضرية ذات مستوى عالمي.
وأضاف: «كان عام 2016 حافلاً بالمتغيرات ذات التأثيرات الواسعة على الصعيد العالمي، وربما من أبرزها تغير الإدارة الأميركية الذي اكتمل بتولي الرئيس الجديد للولايات المتحدة، علاوة على اختيار الناخبين في المملكة المتحدة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي».
وأفادت مساعد الأمين العام لقطاع الإدارة الاستراتيجية والحوكمة، عائشة عبدالله ميران، بأن التقرير ركز على أربعة مجالات عمل رئيسة، هي: ضمان الحفاظ على تنافسية دبي إقليمياً وعالمياً، وتطوير مَنَعة الجهاز الحكومي واستدامته، وتعزيز عناصر البيئة الحضرية، والحفاظ على الوئام الأسري وتلاحم المجتمع. وفي كل من هذه المحاور، وضع «نبض دبي» أمام صانع القرار نتائج البيانات التي جمعت خلال العام المنصرم، وخلاصة التحليل الذي أجرته فرق العمل في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي، ومجموعة التوصيات التي من شأنها أن تعمل على إكساب دبي مَنَعة في مواجهة التحديات.
واستعرضت ميران أهم نتائج التقرير على صعيد الفرد والمجتمع، موضحة أن عام 2016 شهد تحسناً في نتائج الطلبة بشكل عام في التقييمات الدولية، حيث تبلغ نسبة الطلبة الإماراتيين الذين يرتادون مدارس ذات تصنيف جيد فما فوق 46% من مجمل الطلبة الإماراتيين، وتحسنت نتائج الطلبة الإماراتيين في تقييمات TIMSS الدولية في 2015، مسجلة 444 نقطة للرياضيات و437 نقطة للعلوم للصف الرابع، و440 نقطة للرياضيات و445 نقطة للعلوم للصف الثامن.
وفي الجانب الصحي، ارتفع معدل العمر المتوقع لدى الإماراتيين الذكور من 79.2 سنة في 2015 إلى 79.8 سنة في 2016، وارتفع لدى الإماراتيات من 80.9 سنة في 2015 إلى 81.4 سنة في 2016، كما انخفضت بشكل طفيف مستويات وفيات الأمراض غير المعدية والمعدية على حد سواء، حيث انخفضت وفيات أمراض القلب والشرايين من 33.3 وفاة لكل 100 ألف من السكان في 2015 إلى 31.5 وفاة لكل 100 ألف من السكان في 2016، كما انخفضت وفيات أمراض السرطان من 18.2 وفاة لكل 100 ألف من السكان في 2015 إلى 13.5 وفاة لكل 100 ألف من السكان في 2016.
وفي شأن الفضاء الحضري، أفادت ميران بأن البنية الحضرية التي طورتها دبي خلال العقدين الماضيين لاتزال تلعب دوراً رئيساً في تنافسيتها، ويُعزى الفضل في ما حققته بوصفها محطة رئيسة على صعيد تدفق السلع والخدمات والمال إلى البنية التحتية ذات المواصفات العالمية، والمتمثلة بموانئها البحرية والجوية، علاوة على شبكة الطرق السريعة.
وأشار إلى أهمية مواصلة تطوير البيئة الحضرية في دبي بما في ذلك الاهتمام بجعل دبي مدينة صديقة للمشاة عبر العمل على وصل النسيج العمراني، وتطوير البنية التحتية الخاصة بالمشاة وراكبي الدراجات، بما يسهم في تخفيف الازدحام وتسهيل التدفقات المرورية، في ضوء تحسّن مؤشر زمن الرحلة بشكل طفيف في 2016 مسجلاً 1.84 مقارنةً بـ1.89 في 2015.
وأوضحت أنه على الرغم من تراجع المؤشرات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، فإن أداء اقتصاد دبي بقي أفضل من أداء اقتصادات منطقة الشرق الأوسط التي مازالت متأثرة بانخفاض أسعار النفط واستمرار حالة عدم الاستقرار السياسي في المنطقة.
المصدر: الإمارات اليوم