كرّم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، اليوم في “متحف المستقبل” بدبي، المبرمجين والمدربين الفائزين بتحدي مبادرة “مليون مبرمج عربي” الذي تبلغ قيمة جوائزه الإجمالية 1,350,000 دولار أمريكي خلال الحفل الختامي لمبادرة “مليون مبرمج عربي”، وذلك تأكيداً لريادة دبي كمركز رئيسي لاحتضان وتشجيع المبدعين العرب.
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في هذه المناسبة: “نبارك للشاب السوري محمود شحود فوزه بجائزة المليون دولار عن مشروع “Habit 360″ فوز مستحق لمبدع عربي نفتخر به وبإنجازه ونهنّئ جميع الفائزين والمشاركين في مبادرة مليون مبرمج عربي الذين نجحوا في توظيف لغة العصر المعرفية في تطوير مشاريع رائدة ستسهم في تحقيق نقلة نوعية في مجتمعاتهم”.
وأكد سموه أن: “مبادرة مليون مبرمج عربي أتاحت الفرصة لمليون عربي لدخول العالم الرقمي… وحققت أحلام عشرات آلاف المبرمجين العرب في مختلف أنحاء العالم… وستكون مخرجاتها ونجاحاتها ركيزة لكثير من الإنجازات العربية القادمة في عالم التكنولوجيا والبرمجة”.
وأضاف سموه بالقول: “مبادرة مليون مبرمج عربي فتحت الطريق أمام الشباب العربي نحو آفاق لانهائية من الابتكار والإبداع في مجال التكنولوجيا المتقدمة لوضع الوطن العربي على خريطة التميز والإنجاز”.
وأكد سمو ولي عهد دبي أن مبادرة “مليون مبرمج عربي” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في عام 2017 نجحت في أن تكون بوابة لكثير من الشباب العربي للعبور إلى مرحلة جديدة يوظفون فيها المهارات البرمجية التي اكتسبوها في تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم.
وأضاف سموه: “نتطلع إلى أن يواصل مبرمجونا العرب ابتكاراتهم الرائدة ومضاعفة إنجازاتهم.. ونتوقع أن تضيء أسماؤهم وإنجازاتهم المستقبلية سماء العالمية”.
واختتم سموه بالقول: “رؤية محمد بن راشد لمستقبل المنطقة ترتكز على دعم الاستثمار في الإنسان العربي.. ولغة البرمجة من ركائز اقتصاد المعرفة وجسر رئيسي للعبور إلى مستقبل ستكون الكلمة العُليا فيه لمن يملك التفوق العلمي”.
أفضل مبرمج عربي
ونجح مهندس البرمجيات السوري محمود شحود البالغ من العمر 33 عاماً في حصد لقب أفضل مبرمج عربي وجائزة المليون دولار لتحدي مبادرة مليون مبرمج عربي عن مشروع “Habit 360” الذي يمكّن الأشخاص من بناء عادات جديدة في حياتهم ومتابعة إنجازاتهم وتحفيز مشاعرهم، وقدم التطبيق خدماته لأكثر من 200,000 مستخدم حول العالم.
كما حصل أصحاب المشاريع الخمسة الأفضل في تحدي مبادرة “مليون مبرمج عربي” على جوائز بقيمة 50 ألف دولار لكل منهم، وشملت قائمة المشاريع الخمسة الأفضل في التحدي برنامج مؤهل (Muaahal) الذي طوره المبرمج المصري محمد الاسكندراني، وهو تطبيق تعليمي مبسط لتأهيل الأفراد في جميع المجالات وتسهل على الشركات توظيف الموهوبين. ونجحت المصرية إيمان وجدي بالوصول أيضاً للقائمة النهائية من خلال تطبيق عالفرازة (3lfraza) لتوصيل الطعام الطازج والمجهز من قبل سيدات المنازل.
وانضم العراقي عمار سالم، الأستاذ الجامعي في كلية الهندسة المعمارية بجامعة بغداد لقائمة المبرمجين المتميزين بعد تطوير برنامج الاصابع الناطقة (Qeraaty Alnateqa) وهو مشروع يهدف إلى تصميم لغة إشارة جديدة مع استخدام برنامج لتحويل تلك الإشارات إلى حروف وكلمات منطوقة. فيما طوّر المصري أندرو مكرم برنامج نجيب (Najeeb): بهدف تسهيل وتوحيد عملية تقديم الاختبارات وتصحيحها. كما طوّر المهندس المصري حسن محمد برنامجاً للدردشة المترجمة ليتيح للمستخدمين إمكانية التحدث مع بعضهم بلغاتهم الأم وترجمة المحادثة فورياً، وهو متوفر بأكثر من 36 لغة.
وتم خلال الحفل، تكريم أفضل 4 مدربين في مبادرة “مليون مبرمج عربي” بجائزة قدرها 25 ألف دولار لكل منهم، تقديراً لجهودهم المميزة في تمكين منتسبي المبادرة بالمهارات اللازمة وتقديم النصح لهم ومساعدتهم على توظيف الخبرات البرمجية في تطوير مشاريع قائمة على توظيف تكنولوجيا المستقبل. وشملت قائمة المدربين الفائزين عبد المؤمن بومالية من الجزائر، ورشا بحبوح من سوريا، إضافة إلى مصطفى عبد الفتاح وأبو بكر فاروق من مصر.
خبرات برمجية
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، أطلق تحدي “مليون مبرمج عربي” في يوليو 2021 بهدف تكريم إنجازات المواهب العربية في مجال البرمجة، وإتاحة الفرصة أمام خريجي المبادرة لاستعراض مشاريعهم المبتكرة التي طوروها باستخدام المهارات والخبرات البرمجية التي اكتسبوها خلال مشاركتهم في المبادرة.
وشهد التحدي مشاركة 257 مشروعاً قدمها خريجو المبادرة من 50 دولة حول العالم في مختلف القطاعات المرتبطة بالبرمجة والتكنولوجيا وريادة الأعمال في مختلف مجالات البرمجة والتكنولوجيا وريادة الأعمال وتطبيقاتها في مجالات تطوير المواقع الإلكترونية وتطبيقات الأجهزة المحمولة، وتم اختيار أفضلها وفق مجموعة من المعايير الرئيسية تشمل فكرة المشروع، وجودة الابتكار، وسهولة الاستخدام، وذلك للتأهل إلى المرحلة النهائية للتنافس على جائزة المليون دولار.
لجنة التحكيم
وتضم لجنة تحكيم المرحلة النهائية لتحدي “مليون مبرمج عربي” كلاً من: فادي غندور، رئيس مجلس إدارة “ومضة كابيتال”، وبشار كيلاني، العضو المنتدب لشركة “أكسنتشر” الشرق الأوسط، والدكتور عبد اللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، ورونالدو مشحور نائب رئيس شركة “أمازون” بمنطقة الشرق الأوسط.
وقد شهدت مبادرة “مليون مبرمج عربي” التي تشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل مشاركة 1,058,265شخص من حول العالم افتراضياً في ملايين ساعات الدراسة والعمل، وعشرات آلاف الورش التدريبية، ومنحت منذ إطلاقها 1500 شهادة “نانو ديجري” لأصحاب المشاركات المتميزة والمواهب الواعدة، كما شارك في هذه المبادرة الأولى من نوعها في المنطقة والعالم أكثر من 3600 مدرب معتمد من مختلف أنحاء العالم.
خدمة الإنسانية ومستقبل المجتمعات
وهدفت مبادرة “مليون مبرمج عربي”، التي تنظم تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بشكل رئيسي إلى تعليم البرمجة وتطوير المهارات التكنولوجية لمليون إنسان عربي وتمكينهم من إطلاق مشاريع وبرامج نوعية تخدم المجتمعات العربية باستخدام العلوم والمهارات المكتسبة من المبادرة
وتجسد المبادرة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأهمية تمكين الشباب العربي بأدوات المستقبل لخدمة الإنسانية وبناء مستقبل أكثر إشراقاً للعالم العربي، ما يعكس جهود دولة الإمارات المتواصلة لإحداث تأثير إيجابي في الحضارة البشرية.
شراكات لبناء القدرات
ونجحت مبادرة “مليون مبرمج عربي” في تحقيق أهدافها بدعم من “مؤسسة حسين سجواني – داماك الخيرية” التي تركز على دعم فرص التعلم وتطوير المهارات لتحفيز المشاركة الاجتماعية والاقتصادية المربحة، وتمكّين المجتمعات في العالم العربي من تحقيق مستقبل مستدام. كما قدمت منصة “يوداسيتي” التعلمية الرقمية دعمها عبر توفير المحتوى التعليمي والتدريب على المهارات الضرورية لوظائف المستقبل. كما شملت قائمة شركاء المبادرة العديد من الشركات التكنولوجية العالمية بما في ذلك “مايكروسوفت” و”فيسبوك” و”أوراكل” و”كريم” وغيرها.
مبادرة للعالم
ونجحت مبادرة “مليون مبرمج عربي” في أن تقدم للعالم نموذجاً رائداً في تمكين مهارات البرمجة وتم تبنيها في المملكة الأردنية الهاشمية عبر إطلاق مبادرة “مليون مبرمج أردني” في مايو 2019 وذلك بهدف جعل الأردن واحدة من أكثر دول العالم تقدماً في مجال البرمجة، عبر توفير التدريب اللازم للشباب، وتمكينهم من مواكبة التطور المتسارع في علوم الحاسوب وبرمجياته، وإتاحة المجال أمامهم للحصول على فرص عمل تمكنهم من توظيف مهاراتهم، والمساهمة في تطوير الاقتصاد الرقمي.
وقد تم الإعلان عن مبادرة “مليون مبرمج أوزبكي” بالشراكة بين حكومتي دولة الإمارات وجمهورية أوزبكستان، في نوفمبر 2019، بهدف إتاحة الفرصة للشباب الأوزبكي لاكتساب مهارات البرمجة والذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، ليسهموا في تطوير حلول وخدمات مبتكرة قائمة على التكنولوجيا.
المصدر: الامارات اليوم