اعتمد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي رئيس اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي، حزمة مشاريع ومبادرات مبتكرة تهدف إلى تعزيز نمو الشركات الناشئة ودعم الكفاءات الوطنية وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، والإسهام بصورة ملموسة في دعم توجهات دولة الإمارات وترسيخ مكانتها كمركز رائد لصناعة المستقبل، وشريك فاعل في رسم ملامحه من خلال الارتقاء بالكفاءات الوطنية وتوسيع فرص مشاركتها في القطاع الرقمي، وفتح مسارات جديدة للتطوير الاقتصادي وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية.
كذلك، تركز المبادرات على تعزيز ريادة دبي بين أفضل المدن عالمياً في الابتكار والتكنولوجيا، ودعم جهود تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33)، بمضاعفة حجم اقتصاد دبي حتى عام 2033 وترسيخ تفوقها ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم.
جاء ذلك خلال ترؤس سموّه اجتماع اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي، حيث تم استعراض تقرير الأعمال الخاص باللجنة، الذي تضمّن النتائج والتطورات المتعلقة بالمشاريع السابقة، إلى جانب متابعة سير تنفيذ المشاريع الحالية. كما ناقش الاجتماع التقدم المحرز في هذه المشاريع ومدى تحقيقها للأهداف الاستراتيجية المرسومة، إضافة إلى الخطط والمشاريع المستقبلية.
وأكّد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تمضي بخطة واثقة نحو ترسيخ ريادتها العالمية في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، مشيراً سموّه إلى دعم دبي لهذا التوجه الاستراتيجي بمنظومة عمل متطورة لا تهدف فقط إلى مواكبة التطورات التنموية في شتى المجالات بما في ذلك الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال، بل إلى قيادتها، برؤية طموحة وإصرار على تحقيق أعلى مستويات التنافسية.
وقال سموّه: «المشاريع التي نطلقها اليوم هي محركات أساسية في بناء اقتصاد وطني رقمي متين ومستدام يحقق تطلعاتنا للمرحلة المقبلة، ويواكب طموحات شعب الإمارات نحو ارتقاء أعلى مراتب التقدم. هذه المشاريع تعكس رؤيتنا أن المستقبل يُصنع اليوم وليس غداً، وعجلة التطور مستمرة ولا تنتظر أحداً. هدفنا أن نسهم في تأكيد تحقيق الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات وإبراز دورها في دفع مسيرة النماء العالمية، وأن نرسخ مكانة دبي مركزاً عالمياً لتكنولوجيا المستقبل، ومنصة انطلاق للشركات الناشئة الساعية لإحداث تغيير إيجابي في العالم».
وأشار سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إلى أن المشاريع المبتكرة تغطي مجالات العمل الحكومي، والاستثمار في الإنسان وبناء القدرات الإماراتية، وتمكين الشركات الناشئة من النمو والتوسع، والحفاظ على المشهد الجمالي لإمارة دبي ضمن رؤية حضرية هادفة لتعزيز الاستدامة.
وأكد سموّه أن تحويل الأصول الحكومية إلى مشاريع تجارية مبتكرة يُشكل نقلة نوعية في تعزيز مكانة دبي كقوة اقتصادية عالمية، وأن تحقيق هذا التحول يتطلب تمكين الكفاءات الوطنية ودعم الشباب في مجالات التكنولوجيا والابتكار. وقال سموه: «بناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام يتطلب الاستثمار في قدرات الكادر الوطني لاسيما الشباب، لأنهم المحرك الحقيقي وراء تحقيق الرؤية الطموحة لدبي في التحول الرقمي وريادة المستقبل».
وقال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في منشور على منصة «إكس» أمس: «أطلقنا خلال اجتماع اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي مبادرة لتدريب 5000 إماراتي في تكنولوجيا المستقبل خلال 5 سنوات، وتأهيلهم للعمل في شركات التكنولوجيا الخاصة، وذلك ضمن حزمة من المشاريع والمبادرات الهادفة إلى تعزيز نمو الشركات الناشئة، ودعم الكفاءات الوطنية، وترسيخ الابتكار وريادة الأعمال».
وأضاف سموه: «دبي اليوم مدينة لا تقف عند حدود المنافسة العالمية، بل تصنع مستقبلها بيدها من خلال تعزيز الكفاءات والمواهب الوطنية، وتوفير بيئة محفزة للإبداع والريادة».
وتابع سموه: «سنواصل العمل برؤية محمد بن راشد لتحقيق طموحاتنا في بناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام يخدم أجيالنا القادمة، ويضع دبي في طليعة مدن العالم».
ووجّه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، فريق العمل في حكومة دبي بتكثيف الجهود وتسريع تنفيذ المشاريع المعتمدة بالاستفادة من الخبرات الوطنية في الجهات الحكومية، مشدداً سموه على أهمية توحيد الجهود والتكامل بين الجهات لضمان تحقيق الأهداف وتعزيز مكانة دبي مدينة رائدة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا.
كما اطلع سموّه على نتائج مُجمع «كامبس دبي للذكاء الاصطناعي»، الذي استقطب أكثر من 130 شركة ناشئة خلال خمسة أشهر من إطلاقه. واستعرض سموه أيضاً نجاح «إكسباند نورث ستار»، أكبر حدث عالمي للشركات الناشئة الذي تنظمه غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، حيث شهد الحدث هذا العام مشاركة واسعة من رواد الأعمال والمستثمرين، واستقطب عدداً كبيراً من الشركات الناشئة والمستثمرين، إضافة إلى الشركات المليارية، بنمو ملحوظ في حجم المشاركة مقارنة بالسنوات السابقة.
مشاريع ريادية
وتشمل المشاريع الريادية التي اعتمدها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، منصة بناء المشاريع الحكومية الوطنية التي تهدف إلى تحويل الأصول الحكومية إلى مشاريع تجارية مبتكرة، وبرنامج تعزيز الوظائف التقنية الذي سيعمل على تدريب 5000 إماراتي للانضمام إلى كبرى شركات التكنولوجيا العالمية خلال خمس سنوات، ومنصة «اجنايت» (IGNYTE) الرقمية لمساعدة الشركات الناشئة على النمو والتوسع عالمياً انطلاقاً من دبي، إضافة إلى مشروع «كلين سكيب» الذي يستخدم التكنولوجيا للحفاظ على جمالية دبي.
منصة بناء المشاريع الحكومية الوطنية
وتهدف «منصة بناء المشاريع الحكومية الوطنية»، إلى تعزيز الابتكار وريادة الأعمال في الجهات الحكومية بدبي، من خلال تحويل الأصول الحكومية إلى مشاريع تجارية، أو تطوير منتجات وخدمات جديدة، بما يسهم في تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33).
وتسهّل المنصة تطوير المشاريع الحكومية من خلال بناء شراكات استراتيجية، مثل التعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء وكامبس دبي للذكاء الاصطناعي، لتسريع تطوير السوق الفضائي التجاري في الإمارات، من خلال «مختبرات الفضاء من أجل الأرض». كما تشمل المشاريع المعتمدة في المرحلة الأولى تطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين السلامة العامة والاستجابة للطوارئ.
برنامج تعزيز الوظائف التقنية
أما برنامج تعزيز الوظائف التقنية، فيهدف إلى الاستثمار في الإنسان الإماراتي ودعم الكفاءات الوطنية، خصوصاً طلاب السنة الرابعة في التخصصات التقنية في الجامعات، إذ يستهدف البرنامج تدريب 5000 إماراتي في مجالات تكنولوجيا المستقبل خلال خمس سنوات وتأهيلهم للعمل في القطاع الخاص. كما يركز البرنامج على إعداد الطلاب للدخول إلى سوق العمل في شركات التكنولوجيا الكبرى، من خلال تزويدهم بالمهارات التي يحتاجونها للنجاح في هذا القطاع سريع التطور والنمو.
كما يسعى المشروع إلى سد الفجوة بين التعليم وسوق العمل التقني، من خلال تدريب الطلاب على مهارات العمل في القطاع الرقمي، بما يعزز فرص توظيف الكفاءات الوطنية في المجالات التقنية، ويرتقي بمساهمتهم في بناء الاقتصاد الرقمي لدبي، ودعم استدامة التحول الرقمي في الإمارة.
منصة IGNYTE
وتتضمن المبادرات المعتمدة إطلاق منصة «اجنايت» (IGNYTE) الرقمية لتمكين الجيل القادم من الشركات الناشئة ورواد الأعمال من النمو والتوسع على المستويين الإقليمي والدولي انطلاقاً من دبي. ومن المتوقع أن تلعب المنصة التي طوّرها مركز دبي المالي العالمي، المركز المالي العالمي الرائد في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، دوراً رئيساً في دعم استراتيجية دبي للاقتصاد الرقمي، حيث تستهدف تمكين أكثر من 100 ألف شركة ناشئة ورائد أعمال بحلول عام 2029. وفي إطار سعي دبي لتعزيز مكانتها كمركز عالمي لريادة الأعمال، تعمل المنصة على ربط مؤسسي الشركات بشبكة عالمية تضم مستثمرين، ومرشدين، ومؤسسات تجارية، وهيئات حكومية، ما يسهم في إنشاء منظومة متكاملة تعزز فرص النمو والابتكار.
وفي سبيل تحقيق أقصى استفادة للشركات الناشئة المنضمة للمنصة، تسعى «اجنايت» إلى توسيع نطاق خدماتها بشكل ملحوظ بحلول عام 2029، من خلال استقطاب 5000 من أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين، و5000 من المرشدين والخبراء، إلى جانب أكثر من 500 شركة وشريك حكومي، وتوفير 5000 ميزة حصرية. ومن المتوقع أن تسهم هذه المزايا المتكاملة في مساعدة الشركات الناشئة على تحقيق وفورات مالية تتجاوز 100 مليون دولار أميركي. وتبدأ المرحلة الأولى من إطلاق منصة (اجنايت) في دبي خلال الربع الأخير من عام 2024، على أن تتوسع بدولة الإمارات في الربع الأول من 2026، ومن ثم إلى دول مجلس التعاون الخليجي في الربع الثاني من العام نفسه.
مشروع «كلين سكيب»
وشملت المشاريع ضمن حزمة المبادرات المعتمدة مشروع «كلين سكيب»، الذي يهدف إلى تحسين جودة الحياة في دبي والارتقاء بمرافقها وجمالية المدينة باستخدام تقنيات متقدمة تعتمد على البيانات. وقد تم تصميم هذا المشروع بالتعاون مع مختبر MIT Senseable City في دبي، ويهدف إلى استخدام التكنولوجيا وربطها بالبيانات الديموغرافية وحركة المرور لتحديد النقاط الحيوية في المدينة. ويعتمد المشروع على الجمع بين الحلول التقليدية مثل التعاون مع فرق البلدية، وتقنيات حديثة مثل الرؤية الحاسوبية لتحليل البيانات المتعلقة بأنماط الاستخدام والكثافة السكانية.
ويستهدف مشروع «كلين سكيب» تحسين كفاءة إدارة الموارد الحضرية وتعزيز الاستدامة من خلال تقليل التكاليف وتحسين البيئة العامة، إضافة إلى تعزيز مظهر المدينة وتطبيق أحدث التقنيات لتحقيق بيئة حضرية مستدامة ومتقدمة، ما يعزز رؤية دبي في أن تصبح مدينة ذكية تعتمد على التكنولوجيا لتحقيق جودة حياة أفضل لمواطنيها وسكانها.
حضر الاجتماع أعضاء اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي نائب رئيس اللجنة، عمر سلطان العلماء، والمدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، هلال سعيد المرّي، والمدير العام لهيئة دبي الرقمية، حمد عبيد المنصوري، والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، خلفان جمعة بالهول، ونائب رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، أحمد بن بيات، والمدير العام لسلطة دبي للتطوير الرئيس التنفيذي لمجموعة «تيكوم»، مالك آل مالك، والرئيس التنفيذي لمركز دبي المالي العالمي، عارف أميري، والمقرر العام للجنة، مها المزينة.
جدير بالذكر، أن اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي تم تشكيلها برئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وتهدف إلى رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي ووضع خطط للاستثمار في عالم الميتافيرس وبناء الشراكات الهادفة لتعزيز الاقتصاد الرقمي لإمارة دبي، وتتولى مهام دراسة وإعداد السياسات وتوجهات الاقتصاد الرقمي وتقنيات المستقبل التي تشمل الميتافيرس والذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والواقع الافتراضي والواقع المُعزّز وإنترنت الأشياء ومراكز البيانات والحوسبة السحابية في إمارة دبي، والإشراف على تنفيذ الاستراتيجيات المتعلقة بالاقتصاد الرقمي وتقنيات المستقبل في الإمارة.
ولي عهد دبي:
. الإمارات تمضي بقيادة محمد بن زايد، وتوجيهات محمد بن راشد، نحو ترسيخ ريادتها العالمية في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي.
. دبي اليوم مدينة تصنع مستقبلها بيدها من خلال تعزيز الكفاءات والمواهب الوطنية، وتوفير بيئة محفزة للإبداع والريادة.
المصدر: الإمارات اليوم