كاتب إماراتي
كم مرة أقسمت فيها أنك لن تحب مرة أخرى؟! ولكنها شهوة الحنث في عينيك! تعلم جيداً أنك ستعود باكياً ذات يوم مكرراً الأسطوانة ذاتها عن إيمانك بالقدر، وأن قدرك أن تكون مختلفاً، وأن قدرك ألا تكون مع من تحب! تبقى ترسل تلك التنهدات في هواء غرفتك المليئة بالذكريات، وأنت تردد بيت نورة الحوشان في كل أزمة أو انتكاسة عاطفية «اللي يبينا عيّت النفـس تبغيـه.. واللي نبي عيّا البخت لا يجيبه»!
كلما أحببتَ استبدلت قائمة الأعداء كاملة، فلا أميركا ولا إسرائيل ولا إيران ولا ميليشيا «التشتنيك» الصربية تهمك في هذه اللحظة، في هذه اللحظة أعداؤك اثنان.. اثنان فقط .. قبيلتك وقبيلتها.
في كل مناسبة للحب تتحول قناعاتك التي نشأت عليها منذ الولادة إلى أمور قابلة للشك والنقاش، كلها أصبحت موضع شك، حب الوالدين، تكاتف الإخوة، سعادة الحياة، المثالية في العلاقات، وحماية القبيلة، وهذه الأخيرة أشد لعنة وفتكاً.. «ماذا تريد النساء من الحب إلا قصيدة شعر ووقفة عز وسيفاً يقاتل.. وماذا يردن سوى أن يكن بريقاً جميلاً بعيني مناضل؟!» سأقاتل وسأكون بريقها الجميل وسأعترف بأنني كنت ربما ذات يوم.. مًناضلا!
في كل مناسبة للحب تجد أن نظرتك للحياة لم تعد هي، بل أنت لم تعد أنت، لماذا لم أعد أجد ماجد المهندس رقيعاً، من الذي قال إن كاظم الساهر سخيف ؟! منذ متى أصبحت بعض الجُمل السطحية على غرار «حبك عذبني» تصيب فيك وتراً لم تكن تعلم أنه موجود أصلاً، فضلاً عن قدرتك على العزف عليه؟ منذ متى تشعر برغبتك في احتضان كل طفلة صغيرة ترتدي سروالاً وردياً وتماثل شفتاها الخطوط الخارجية لقلب «كيوبيد»؟! منذ متى تشعر بأن طعم القهوة مختلف؟! منذ متى تشك في أن أي قصيدة جميلة كتبت لها؟ وأن كل الموجودين على «فيس بوك» فتحوا حساباتهم ليتملقوا لها؟ أحقاً هناك غيرها تستحق أن تكون «امرأة»؟!
في كل مناسبة للحب تتغير نظرتك إلى الأماكن، فمركز الكون هو المكان الذي التقيتما فيه للمرة الأولى، منه تبدأ شرحك للسائل، هل تعرف (…) تخيل أنك هناك، وخذ ثالث شارع على اليسار، الأماكن تصنف بعدد المرات التي وطئتها قدماها.. فترتفع أماكن للقمة وتنخفض أخرى.. تتحاشى أماكن وتمر كثيراً على أخرى!
لماذا لم أتأخر في ذلك اليوم؟ هل كان يجب أن يحمل لي ذلك «الأصنصير» كل هذا الألم؟ هل كنت مجرد عابر في المكان والزمان الصحيح؟ أم أنها حقاً تراني فلانتاينها ؟!
المصدر: الامارات اليوم