طاولت موجة تطهير جديدة في تركيا صحافيين وعاملين في السلك الدبلوماسي وجنوداً، وحذرت أنقرة واشنطن بإجراءات لم تحددها ما لم تقوم بتسليم الداعية فتح الله غولن. في وقت عقد الرئيس رجب طيب أردوغان لقاء مع قادة المعارضة، وعبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها خصوصاً إزاء اعتقالات الصحفيين، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أن تركيا ابتعدت أكثر عن فرصها في الانضمام لعضوية الاتحاد.
وأصدر القضاء التركي مذكرات توقيف بحق 42 صحافياً بينهم ستة كانوا قد اعتقلوا، 11 غادروا البلاد. وتبحث الشرطة في منتجع بودروم البحري (غرب) عن نازلي ايليجاك، أبرز الوجوه الإعلامية في تركيا. وكانت نازلي ايليجاك عزلت من صحيفة «صباح» القريبة من الحكومة في 2013 لأنها انتقدت وزراء ضالعين في فضيحة فساد.
من جهة أخرى، أعلنت وكالة أنباء الأناضول القريبة من الحكومة اعتقال 40 مشتبهاً به خلال عملية دهم جديدة للشرطة في الأكاديمية العسكرية في إسطنبول.
كذلك، أوقف 31 استاذاً جامعياً على ذمة التحقيق، بعد عمليات دهم للاوساط التي يسود الاعتقاد أنها مؤيدة لغولن في إسطنبول.
كذلك، شملت حملة التطهير شركة الخطوط الجوية التركية التي أعلنت تسريح 211 من موظفيها للاشتباه بصلتهم بغولن.
وبعد ملاحقة استمرت عشرة أيام، اوقف سبعة جنود يشتبه بانهم كانوا ضمن المجموعة التي هاجمت الفندق الذي كان ينزل فيه أردوغان في مرمريس ليلة حصول الانقلاب. واعتقل ثلاثة منهم خلال عملية تدقيق في اطار ملاحقة واسعة.
وسيمثل الضباط الذين اتهموا بتنفيذ محاولة الانقلاب أمام العدالة في حي في أنقرة مفعم برموز تاريخ تركيا الحديث – فقد شهد استعراض الجيش لقوته قبل انقلاب أطاح بأول حكومة يقودها إسلامي في البلاد في عام 1997.
وقال وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو إن العلاقات مع واشنطن ستتأثر إذا لم تسلم كولن. وقال إنه سيعلق الاجتماعات مع الساسة والمسؤولين القضائيين خلال زيارته المقبلة للولايات المتحدة.
ومساء الأحد، نظم ابرز احزاب المعارضة، حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي- ديموقراطي)، بدعم من حزب العدالة والتنمية الحاكم تجمعاً كبيراً في ساحة تقسيم بإسطنبول لتأكيد معارضته للانقلاب.
لكن زعيم حزب الشعب الجمهوري دعا خلال هذا التجمع السلمي الذي أغرق ساحة تقسيم في بحر من الأعلام التركية الحمراء، الحكومة إلى التقيد بأحكام دولة القانون و«الإسراع في انزال العقاب» بالذين أساؤوا معاملة جنود ليلة الانقلاب.
وعلقت منظمة العفو الدولية «انه آخر مؤشر مقلق في ما بات عملية تطهير معيبة تقوم طبقا للانتماء السياسي».
وشكك جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية في طموح أنقرة منذ فترة طويلة للانضمام للاتحاد الأوروبي. وقال للقناة الثانية من التلفزيون الفرنسية «أعتقد أن تركيا في حالتها الراهنة ليست في وضع يؤهلها لأن تصبح عضواً في أي وقت قريب وليس حتى على مدى فترة زمنية أطول».
وقال يونكر كذلك إنه إذا أعادت تركيا العمل بعقوبة الإعدام -وهو ما قالت الحكومة أنه يتعين عليها بحثه استجابة لمطالب مؤيديها في احتشادات عامة بإعدام قادة محاولة الانقلاب- فإن ذلك سيوقف إجراءات الانضمام للاتحاد الأوروبي على الفور.
ورداً على تصريحات يونكر قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لشبكة خبر تورك التلفزيونية إن أوروبا لا يمكنها تهديد تركيا فيما يتعلق بعقوبة الإعدام.
وفي مبادرة نادرة لرص الصفوف، عقد اردوغان لقاء مع زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو استمر نحو ثلاث ساعات وأشاد على أثره الزعيم المعارض ب«اجتماع ايجابي من أجل تطبيع» الوضع، وفق ما نقلت قناة إن تي في.
كذلك، اجتمع أردوغان مع رئيس حزب العمل القومي (يمين) دولت بهجلي.
في المقابل، لم يتلق زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دمرتاش الذي دائماً ما يصفه الرئيس أردوغان بإنه «إرهابي» أي دعوة. (وكالات)
المصدر: الخليج