كاتب سعودي
في برنامج حواري حاول أحد المشاركين أن يطرح رأيه الشخصي وكأنه الرأي القاطع المؤكد بدراسات وبحوث علمية. مدير الحوار كانت لديه المهارة والذكاء لطرح الأسئلة المحددة التي لم يتمكن صاحب الرأي من الإجابة عليها. وعندما وجد نفسه عاجزاً لجأ إلى عبارة «من المعروف أن المملكة» وهو بهذه العبارة يعترف «بغباء» بأنه لا يعتمد على أي دراسات أو إحصائيات، بل هو يخترع المعلومة بهدف الإساءة.
ما سبق هو أن ذلك المشارك في الحوار أورد معلومة خيالية زعم فيها أن المملكة هي إحدى الدول الأعلى في العالم في قضية التحرش الجنسي. تبنى هذه المعلومة ودافع عنها بحماسة وكأنها حقيقة، وبعد سيل من الأسئلة المنطقية التي طرحها مدير الحوار انكشف الزيف والتضليل.
البعض يحولون رغباتهم ومشاعرهم وأهواءهم ليس إلى آراء فقط بل إلى حقائق. البرامج الحوارية السياسية ساخنة جداً في السنوات الأخيرة في محيط سياسي حافل بالتوتر والأحداث المهددة للأمن في المنطقة العربية وغير العربية. وهو ما تفعله إيران في لبنان وسورية والعراق واليمن، وفي دول أخرى.
يعرف العالم أن إيران بخيانة من قطر تصدر الكراهية والإرهاب، وتبني دولاً داخل الدول لتحقيق مطامعها. يصاحب ذلك سياسة إعلامية يمولها البنك الكبير «قطر» لبث الأكاذيب والتضليل والتحريض استهدافاً لدول التحالف وخاصة المملكة.
هذه الحملة الإعلامية تتنوع في أساليبها، قد تكون من خلال حوار سياسي أو اجتماعي، أو رياضي، وتبحث عن أي حدث مهما كان بسيطاً أو عادياً لتخلق منه قصة يستغلونها للإساءة للمملكة.
هذه الحملة الإعلامية هي محاولة يائسة لقلب الحقائق، يتوهم أصحابها أنهم يمارسون حرباً نفسية ضد المملكة تهز مكانتها وتضعف قوتها. هذا غباء وجهل بمكانة المملكة وتاريخها وقوتها وخبرتها وصلابة مواقفها وعلاقاتها الاستراتيجية الدولية.
من يشاهد ما تبثه تلك الحملة من حوارات سياسية وأحياناً غير سياسية يتضح له من الوهلة الأولى أنها حوارات تستخف بعقل المتلقي؛ لأنها لا تبحث عن الحقيقة، ولكن تبحث عن مشكلة في أي بقعة من العالم ثم تربطها بالمملكة بخبث مكشوف وكذب مفضوح وتحريض واضح. ينطق بذلك مرتزقة يحملون صفة محللين أو خبراء سياسيين أو مفكرين، وهم لا يقومون بمهمة التحليل، ولا يفكرون، وخبرتهم هي مستودع من الشتائم والتناقض والأقلام المستأجرة التي تنحصر مهمتها في هذا الكون في اتهام المملكة بأنها هي سبب مشكلات العالم.
إن ما تقوم به قناة الجزيرة وأخواتها هو حملة إعلامية غبية وحرب نفسية تتسم بالجهل، وهذا غير مستغرب؛ لأن من يقف خلفها يمتلك نفس الصفات.
المصدر: الرياض