كاتب - مستشار إعلامي
أشعر بألم، حينما أجد غيابا كاملا لأجهزتنا الرسمية على تويتر. وهي إن وجدت لا تعدو أن تكون مجرد مرسل من طرف واحد، يقول ما يريد ولا يتفاعل. وأغلب ما يقال هو في الحقيقة ليس جديدا. هذا الأمر يعكس تباطؤا في الاستفادة من هذه الوسيلة المهمة.
في مقابل ذلك، تظهر تجارب عربية وأجنبية حاملة في ثناياها نماذج شديدة الفاعلية. هناك نقاشات مفتوحة مع ممثلي الخارجية الفرنسية والبريطانية. وبعضها تتناول قضايا تقع في دائرة اهتمام من يتخاطبون إليهم.
المتحدثة الرسمية باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط روز ماري ديفز فتحت أمس نقاشا عن الوضع حول سورية واجتماع جنيف 2 لمدة ساعتين في فترة ما بعد الظهر. وقد طرحت على المتحدثة سؤالا قلت فيه: تبدو الصورة في الميدان في منتهى الفوضى، مع تسيد داعش وقوى القاعدة والميليشيات التابعة لحزب الله. كيف سينجح جنيف 2؟
وقد أجابت عن سؤالي قائلة: تنامي التطرف مصدر قلق بالغ لنا، وسيستمر في التزايد ما لم يتم وضع حد للصراع بسرعة، لذا إنهاؤه أمر ملح.
كان هناك أسئلة مهمة للغاية، وكانت هناك إجابات عن هذه الأسئلة. نحن في السعودية والخليج العربي، بحاجة إلى مثل هذه الفاعلية مع الداخل والخارج.
تصوروا لو فتح ممثل للخارجية نقاشا مفتوحا عبر تويتر يفسر الموقف المتخوف لدول الخليج من التوافق الأمريكي الإيراني. أو لو تم طرح قضية مثل قضية الاتحاد الخليجي، وضروراته والتحفظات التي يطرحها البعض عليه.
هناك قضايا تتعلق بالشأن المحلي، جمهورها الحقيقي موجود في تويتر. تصوروا لو طلبت وزارة الإسكان من خلال متحدث لها عبر تويتر مرئيات عموم الناس عن حلول الإسكان المقترحة. ماذا لو فتح مركز الحوار الوطني حوارا حقيقيا أسبوعيا حول قضية من القضايا المهمة؟ ماذا لو نزلت هيئة حقوق الإنسان من برجها العاجي واستمعت للناس وتحاورت معهم؟ ماذا لو كان رئيس هذه المنشأة أو تلك حصيفا وهو يتحادث مع الناس وتعامل مع طروحاتهم باعتبارها إثراء لأفكار منشأته. نعم هذه أحلام، ولكنها تبدو سهلة ومشروعة.
المصدر: الإقتصادية