كاتب و ناشر من دولة الإمارات
يقول ألبرت آينشتاين «لو كنت على وشك أن أقتل، وأمامي ساعة واحدة فقط لأبحث عن طريقة لإنقاذ حياتي، فإنني سأكرس أول خمس وخمسين دقيقة في البحث عن السؤال المناسب، وبمجرد الوصول إلى ذلك فإن العثور على الإجابة سيحتاج إلى خمس دقائق فقط».
كجزيرة معزولة في محيط تحيط بنا المشكلات، تحاصرنا، وتفرض أجندتها علينا، تتحكم في تحركاتنا، وتقرر خطواتنا، وعلينا التنفيذ، من يستطيع الهروب من مشكلاته والتزاماتها؟
الجواب: لا مفر
هل فكرت يوماً أن تكون سباحاً ماهراً في بحر مشكلاتك؟ إن كنت لا تستطيع الاستغناء عن البحر فكر جدياً في السباحة، لن يتركك أبداً في حالك، وأفضل من أن تكون معزولاً في جزيرتك، جرب السباحة للضفة الأخرى.
بلا إنذار مسبق تأتينا المشكلات والهموم، تفتح أبوابنا عنوة، تشاركنا تفاصيل حياتنا، تفضح سترنا، تجبرنا على التعامل معها، ولا نستطيع بعدها إغلاق أبوابنا، ونتساءل، ونحن في ذروة همومنا، كيف نتعامل مع مشكلاتنا؟
يقول الكاتب ديل كارينجي «اكتشف النظام في الأشياء التي لا تجد فيها نظاماً في النظرة الأولى» عندما ترهقنا المشكلات علينا الرجوع خطوات للوراء وبهدوء ننظر إليها، لا بد أن تستعيد توازنك وترى الأشياء من منظور مختلف، وأيضاً عليك التريث، فالاستعجال في الحلول لا ينهي الموضوع، لأن المسكنات المؤقتة تخفي الألم للحظات، ما يلبث أن يرجع ثانية.
سيكون مفيداً جداً أن ترتاح قليلاً من التفكير وتعطي عقلك فرصة ليرتاح ويتجدد ويفكر معك مرة ثانية بطريقة مختلفة. المشكلات لا تنتهي ولا تتوقف، وما يتغير هو طريقة نظرك وتعاملك معها، بيدك أنت القدرة أن تجثو عليها أو تدعها تجثو عليك.
هذه ليست وصفات سحرية لحل المشكلات لكنها من وحي التجارب، عليك مواجهة مشكلاتك، لأنها في كل الأحوال ستتبعك حتى ولو تركتها خلفك وتجاهلتها، عندما ستفتح باب بيتك، ستدخل قبلك!
(“مشكلاتي مع نفسي تتعدى بمراحل مشكلاتي مع أي مخلوق آخر” )
أرسطو
فكر بعقلك! دائماً وأبداً، ولا تدع مخاوفك تفكر بالنيابة عنك، وأيضاً لا تعطي الفرصة للأماني والأحلام أن تفكر عنك وتتخذ قرارات مهمة في حياتك، وهذه هي المشكلة!
نعيش مثقلين بهموم ومشكلات متراكمة نحن جزء من أسبابها، وأحياناً مشكلاتنا مع أنفسنا تتعدى حتى مشكلاتنا مع الآخرين كما قال الفيلسوف أرسطو.
أن تفهم نفسك وتتصالح معها قد يكون الحل الأمثل لعلاج الكثير من معضلاتنا ومن طريقة تعاملنا مع أنفسنا وطريق قصير مختصر يوصلنا بسرعة مبتكرة للضفة الأخرى،
تعجبني جداً مقولة روبرت شولر«لا تجعل أبداً أي مشكلة تصبح عذراً وكن منضبطاً لكي تحل المشكلة».
لكن كيف يمكننا التصالح مع أنفسنا؟ وكيف نفهم أنفسنا بطريقة صحيحة؟
وهل التصالح مع النفس علاج فعال؟
في مقال الأسبوع المقبل سأحاول الإجابة على هذه التساؤلات.
المصدر: صحيفة الاتحاد