بعد مرور 29 عاماً على رحيلها عن دنيانا، يبدو أن الطريق قد فتح أمام حياة المغنية داليدا لتعود مجدداً إلينا، عبر بوابة السينما، بفيلم يسرد علينا بعضاً من تفاصيل حياتها، حيث تقوم المخرجة الفرنسية ليزا آزيلوس، حالياً بتصوير مشاهد فيلم «داليدا»، الذي تجسد فيه عارضة الأزياء والممثلة الشابة سفيفا الفيتي شخصية الراحلة داليدا، التي بدأت الغناء في منتصف الخمسينيات، لتترك بعد رحيلها أكثر من 500 أغنية، لعل أشهرها عربياً «سالما يا سلامه» و«بلدي»، اللتان لا تزالا حيتين في ذاكرة الموسيقى العربية والعالمية.
حياة داليدا الصاخبة والمتنوعة، وطبيعة شخصيتها المتعددة في انتماءاتها وثقافاتها، ظلت طوال الوقت محط اغراء لصناع السينما الذين حاولوا مراراً مع شقيقها أورلاندو، لتحويلها إلى فيلم، إلا أنه ظل على الدوام رافضاً للمشروع، حتى تمكنت المخرجة ليزا آزيلوس، من إقناعه بذلك، ليزيد أداء سفيفا الفيتي من قناعته بهذه الخطوة.
حبيس الأدراج
مشروع فيلم «داليدا» لم يكن وليد اللحظة، وإنما مر بمراحل عدة، أجبرته على البقاء حبيس الأدراج مدة أربع سنوات، حتى جاء الوقت لأن يرى النور، لا سيما وأن المنافسة على القيام بدور داليدا قد شهد منافسة قوية بين مجموعة من الممثلات الفرنسيات والإيطاليات، ومن بينهن الممثلة الفرنسية ناديا فارس، التي منعتها ارتباطاتها المهنية من المشاركة في هذا الفيلم، لتكون الغلبة للممثلة الإيطالية سفيفا الفيتي، التي ساعدها امتلاكها لملامح شديدة القرب من داليدا، ليبدو هذا الفيلم بمثابة انطلاقة جديدة لسفيفا بعد أن وصلت إلى حدود التخلي عن السينما والمسرح، وفقاً لما ذكرته عديد التقارير الصحفية، التي أشارت أيضاً إلى إنها اعتبرت الفوز بهذا الدور بمثابة معجزة.
لمسات نهائية
سفيفا التي تعيش حالياً حلمها في ولوج السينما من أوسع أبوابها، ذكرت لوسائل الإعلام، أنها تمضي يومياً نحو 3 ساعات مع أخصائي التجميل الذي يتولى وضع لمساته النهائية على ملامحها، لتبدو متشابهة جداً مع داليدا، وكانت مجموعة من التقارير قد ذكرت أن التحدي الأصعب الذي يواجه سفيفا يكمن في تعلم ما كانت تتقنه داليدا، سواء في الغناء أو الرقص، أو الحديث باللغة الفرنسية.
اختيار سفيفا لهذا الدور، كان محل شكوك الكثير ممن تابعوا عملية التحضير للفيلم، الذين أبدوا تخوفهم من عدم قدرتها على اتقان الدور، وعدم الوصول إلى شخصية داليدا الحقيقية، وبحسب ما ذكرته التقارير، فقد كانت سفيفا قد حظيت بعد انتهائها من تصوير مجموعة من المشاهد بمباركة أورلاندو شقيق داليدا، الذي سبق له أن رفض الكثير من المشاريع السينمائية التي عرضت عليه لتجسيد حياة شقيقته على الشاشة الكبيرة.
اورلاندو الذي حاول تبرير سبب اختياره لمخرجة امرأة بالقول إن «داليدا امرأة مميزة، كانت لها حياتها الفنية والشخصية والعاطفية الصاخبة والمؤثرة، باعت 170 مليون اسطوانة حول العالم وتلقت 70 اسطوانة ذهبية، لكن حياتها كانت أشبه بتراجيديا اغريقية، لذا لم أتوقع أن يفهمها سوى مخرجة امرأة قد تفهم مشاعر أنثى مثلها اكثر من أي مخرج رجل».
طاقم
إلى جانب الإيطالية سفيفا، يضم طاقم الفيلم عددا من الممثلين الذين سيلعبون أدوار الرجال الذين ارتبطت بهم داليدا خلال مراحل حياتها المختلفة، ومن بينهم الممثل لوسيـــان موريس الذي يجسد شخصية الممثل جان ـ بول روف، ومات منتحراً بعد مرور سنوات قليلة على طلاقه من داليدا، فيـــما يلعب الممثل اليسّندرو بورغي و شخــــصية لويجي تينكو الذي انتحر هو الآخر بإطلاقه النار على نفسه في غرفة الفندق التي كان يتقاسمها مع داليدا في «سان ريمو».
أما لوسيو الشاب الذي أحبته بشغف فيلعب دوره الممثل برينو بلاسيدو، إلى جانب ممثلين آخرين منهم: ريكاردو سكامارسيو في دور اورلندو مدير اعمالها، وباتريك تيمسيت وفانسان بيريز ونيكولا دوشوفال ونيلز شنايدر ومايكل كوهن وغــــيرهم.
عملية تصوير الفيلم تصل مدتها إلى 52 يوماً، في حين يستعد طاقم العمل خلال الأشهر المقـــبلة للانـــتقال إلى زيارة كافة الأماكن التي عاشت وأقامت فيها داليدا، وذلك لإضفاء نوع من الواقعية على مشاهد الفيلم الذي يتوقع أن تفتح الصالات أبوابها أمامه في يناير 2017.
تجارب
رغم نجاحها في عالم الغناء، إلا أن داليدا لم تتمكن من تحقيق نجاح مواز لها في السينما التي قدمت فيها أفلاماً عدة، أولها حمل عنوان «ماسك توت عنخ امون» (1954) للمخرج الفرنسي مارك دو جاستين، كما عملت أيضاً مع المخرج يوسف شاهين في فيلم «اليوم السادس» (1986)، حيث شكل هذا الفيلم إعادة اكتشاف لها بعد رحيلها عن مصر، لتكن داليدا مفاجأة فيلم شاهين الذي لم يحقق نجاحاً جماهيرياً، ولكنه كان تجربة جميلة لداليدا كونه أعاد لها ذكريات نشأتها الأولى في مصر.
المصدر: البيان