كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
لا أظن أنه توجد طريقة لإفهام “الدواعش” أن ما يفعلونه ليس من الإسلام في شيء، فهؤلاء لهم هدف محدد يريدون تحقيقه بأي أسلوب، ولا يهم إن استخدموا القتل أو الذبح أو السلخ أو الصلب أو السحل وغيرها مما يتنافى مع الطبيعة البشرية السوية لأجل غرض قادتهم في السيطرة على بقعة ما من العالم والعيث بها فسادا.
ولعل ما قيل مؤخرا عن إهدارهم لدم المغني شعبان عبدالرحيم مثال على مدى الانحدار الذي وصلوه، فالأمر بلغ بهم أن من ينتقدهم لا يستحق الحياة، وإن مرت كثير من الحوادث بهذا الخصوص من غير صخب إعلامي، فحكاية المغني المصري انتشرت لتكون دليلا على مستوى الفكر الخارج عن الشرع وعن التاريخ الإسلامي.
فهؤلاء لم يقرؤوا أن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم لم يقتلوا أو يهدروا دم من اختلفوا معهم في الرأي، بل كان بعضهم يشيد بالرأي الآخر كما في القصة التي تختصرها جملة دخلت التاريخ.. “أصابت امرأة وأخطأ عمر”.
شعبان ببساطته رد على هجوم “داعش” عليه بكلمات أوكل فيها أمره لرب العالمين قائلا “خليها على الله”.. كلمات يفترض أن تؤثر فيهم إن كان لديهم شعور بالإنسانية، غير أن المؤكد أن هذا الشعور غاب وحل التوحش مكانه، فمن يريدون أن يسوسوا الناس بلا قوانين ضابطة، وبمزاجية تمليها سلطة الأقوى لا مكان للعقل فيها، بل للخضوع المطلق لتعليمات شخص موهوم بالخلافة، وأعوان له يستلذون بالنساء ومشاهد الدم وتعذيب الناس.
ما يفعله “الدواعش” في مناطق العراق وسورية التي يسيطرون عليها لم يشهد له التاريخ مثيلا حتى في أشد العصور ظلاما، فالرعب الذي غرسوه في أعماق البشر غير مسبوق حتى لدى أشد الطغاة إجراما في أي زمن، والأعمال التي يمارسونها لا يمكن تصنيفها ضمن الأعمال البشرية، فالإنسان مسلما كان أو غير مسلم يفترض أن يشعر بالإنسان مادام لم يؤذه أو يتسبب له بسوء، أما أن يكون كل شخص موجود في منطقة يسيطر عليها تنظيم “داعش” مشروعا لمتهم يستحق عقوبة مخترعة بقرار فردي من “داعشي” لا يمتلك من التعليم والمعرفة شيئا فذلك هو الإجرام بعينه.
إن لم يتغير شيء في الواقع الراهن، فخطر “داعش” لن يبقى في مكانه، وسيمتد إلى مساحات غير متوقعة كأفراد ومجموعات، والضرر الذي ألحقه وسوف يلحقه بدين السماحة كبير، ولا بد من حل عاجل ينقذ الأبرياء الذين يرزحون تحت نير داعش، ويخلص الإسلام ممن ادعوا الانتساب إليه وهم أبعد ما يكونون عنه أخلاقا وسلوكا.
المصدر: الوطن أون لاين
http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=24028