أكد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تضع صون التراث الوطني ضمن أهم أولوياتها، مشيراً إلى أن القيادة الرشيدة تعمل باستمرار على إطلاق وتنفيذ المبادرات التي تعزز حماية التراث الثقافي الوطني والعالمي.
جاء ذلك خلال زيارة سموّه للمنطقة الثقافية في السعديات في أبوظبي، والتي اطلع خلالها على تقدم المراحل النهائية لبناء متاحفها ومؤسساتها الثقافية الكبرى، والتي تكتمل أعمال البناء والإنشاء في مختلف مشاريعها نهاية عام 2025.
وقام سموّه بجولة في مواقع كل من متحف زايد الوطني، ومتحف التاريخ الطبيعي-أبوظبي، ومتحف الفنون الرقمية «تيم لاب فينومينا أبوظبي».
وقال سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان: إن المنطقة الثقافية في السعديات تعكس الالتزام بتوثيق التاريخ الوطني العريق، وتعزيز الحوار بين جميع ثقافات وحضارات العالم، من خلال المؤسسات والمتاحف التي تحتضنها المنطقة الثقافية في السعديات، لمواصلة الإرث الثقافي والحضاري الذي أرسى دعائمه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والسير على نهج غرس قيم الحوار الثقافي والحضاري في نفوس أجيال الحاضر والمستقبل، لافتاً سموّه إلى حرص القيادة الرشيدة على ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للثقافة والإبداع.
المراحل النهائية
وبحلول نهاية سبتمبر الماضي، تم إنجاز أكثر من 83% من أعمال البناء في المنطقة الثقافية في السعديات، إذ تعكس هذه المعالم تقدماً كبيراً نحو تجسيد رؤية المنطقة، لتصبح واحدة من أهم الوجهات الثقافية إقليمياً ودولياً، من خلال ما ستعرضه من مشاريع ثقافية وفنية تعكس أصالة التاريخ الثقافي وعراقة التراث الحضاري لدولة الإمارات وباقي ثقافات العالم.
وزار سموّه، خلال جولته في المنطقة، متحف زايد الوطني، الذي يسرد تاريخ الدولة وثقافتها، حيث تم الانتهاء من تركيب الأجنحة التي تحاكي في تصميمها تفاصيل الريش الموجود على أطراف أجنحة الصقر، بينما تقترب الأعمال الداخلية من مراحلها النهائية.
وتفقد سموّه بهو المتحف الذي يعكس الإبداع المعماري للمبنى. كما استمع سموّه إلى عرض تقديمي عن معارض المتحف التي تعكس تاريخ أرض دولة الإمارات.
والتقى سموّه، خلال هذه الزيارة، نخبة من الفرق الهندسية والكوادر الوطنية المُشرفة على أعمال تشييد عدد من المشاريع الثقافية والفنية في السعديات، إذ اطلع سموّه على شرح مفصل لأحدث الأساليب الهندسية والإنشائية المُعتمدة في بناء هذه الصروح الثقافية، ومن أهمهما متحف التاريخ الطبيعي الذي سيأخذ الزوار في رحلة تعود بهم إلى فترات زمنية تصل إلى 13.8 مليار سنة، عبر سرد قصص حول التاريخ الإنساني على كوكب الأرض. كما اطلع سموّه على أبرز المعارض التي ستأخذ الزوار في رحلة زمنية عبر التاريخ الطبيعي، وتضم أيضاً معروضات عن بداية الحياة البشرية على كوكب الأرض، والمحطات المهمة في التاريخ الطبيعي للبشرية.
واستعرض سموّه تقدم أشغال إنجاز متحف الفنون الرقمية «تيم لاب فينومينا أبوظبي»، الذي يمتد على مساحة إجمالية تصل إلى 17 ألف متر مربع، ليُشكل وجهة مثالية يلتقي فيها الفن مع التكنولوجيا، لإثارة الخيال والإبداع لدى جميع الزوار من خلال احتضان الأعمال الفنية التركيبية التي تتغيَّر باستمرار، بناء على مفهوم تغير الظواهر البيئية المحيطة.
واطلع سموّه أيضاً على أبرز خصائص الهيكل الخارجي للمشروع بتصميمه الفني الإبداعي، وتفقد المرافق الداخلية للمشروع والتي يتم إعدادها حالياً لتثبيت تقنيات التكنولوجيا المتطورة والتفاعلية.
جسر للتلاقي الحضاري
من ناحيته، قال رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، محمد خليفة المبارك: إن المنطقة الثقافية في السعديات تُعدُّ إحدى أبرز الوجهات العالمية التي تجمع بين التنوع الثقافي وتعزيز الحوار الحضاري من خلال متاحفها ومؤسساتها الفنية والثقافية، والتي تروي التاريخ الطبيعي والتراث الثقافي والتعبير الإبداعي المعاصر، وعلاقات التواصل الإنساني التي أسهمت في تعزيز الإبداع والابتكار على مدى آلاف السنين.
وأضاف أن المنطقة الثقافية في السعديات تمثّل ملتقى للحوار الثقافي، وجسراً للتلاقي الحضاري من خلال استقطاب الزوار محلياً وإقليمياً ودولياً، ونتطلع من خلال هذه المشاريع الثقافية والصروح الإبداعية إلى إحداث تأثير إيجابي مستدام في المشهد الثقافي العالمي.
وتعاونت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي مع «ميرال»، الرائدة في مجال تطوير الوجهات والتجارب الغامرة في أبوظبي، لتطوير متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي و«تيم لاب فينومينا أبوظبي»، الذي يوفر مساحات فنية يلتقي فيها الفن مع التكنولوجيا، لإثارة الفضول والخيال والإبداع من تصميم «تيم لاب» من العاصمة اليابانية طوكيو.
إرث المؤسس
تُواصل المنطقة الثقافية في السعديات مسيرة الإشعاع الثقافي منذ 15 عاماً، تجسيداً لحرص دولة الإمارات على هويتها الوطنية وإرثها الثقافي الذي رسّخه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وهو إرث أسهم في مدّ جسور التواصل الثقافي مع جميع شعوب وحضارات العالم، وتعزيز مكانة أبوظبي ودولة الإمارات على خريطة المشهد الثقافي العالمي مركزاً للحوار الثقافي، وملتقى للتواصل الحضاري منذ افتتاح متحف العين عام 1971، وإنشاء المجمع الثقافي عام 1981.
ولي عهد أبوظبي:
. القيادة تعمل باستمرار على إطلاق وتنفيذ المبادرات التي تعزز حماية التراث الثقافي الوطني والعالمي.
. المنطقة الثقافية في السعديات تعكس الالتزام بتوثيق التاريخ الوطني، وتعزيز الحوار بين حضارات العالم.
المصدر: الإمارات اليوم