كشف عدد من الخبراء أن حجم خسائر دول العالم التي تتكبدها من جراء عدم الاهتمام بالبيئة يراوح ما بين 350 و500 بليون دولار، وفق دراسة لإحدى شركات التأمين السويسرية.
وبيّن الخبراء المشاركون في أعمال منتدى البيئة والبترول التقدمي السابع المنعقد حالياً في محافظة الخبر، أن خسائر العالم العربي تراوح ما بين 25 و40 بليون دولار من جراء التدهور البيئي.
وقال خبراء متخصصون في صناعة البتروكيماويات شاركوا في أعمال المنتدى – وفقاً لوكالة الأنباء السعودية – أن حجم الاستثمارات العالمية في قطاعات البتروكيماويات بلغ نحو 200 بليون دولار نهاية عام 2010، متوقعين أن تنمو الاستثمارات العالمية في هذا القطاع لتصل إلى نحو 100 في المئة بحلول عام 2020، أي ما يقدر بنحو 500 بليون دولار.
وأوضح الخبراء أن الاستثمارات الجديدة تتضمن بناء المصانع المنتجة ومرافق التصدير ومشاريع البنية التحتية والصديقة للبيئة، موضحين أن شركات النفط والغاز العالمية والخليجية تعتزم الدخول في صناعة البتروكيماويات.
ولفت الخبراء إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تعتزم ضخ استثمارات جديدة في قطاع البتروكيماويات خلال الأعوام الخمسة المقبلة بقيمة 50.3 بليون دولار، ليصل إجمالي استثماراتها إلى نحو 160 بليون دولار بما يوازي 570 بليون ريال تقريباً. وشدد المشاركون على أهمية عقد مثل هذه المنتديات للوصول إلى مفاهيم واستراتيجيات عالمية، لأجل غرس ثقافة المحافظة على البيئة في صورتها المثلى، والتوجه لما هو أبعد من الالتزام بالمعايير البيئية، وهو ما تقوم به أرامكو السعودية ممثلة في إدارة حماية البيئة.
ورأى تقرير المركز الديبلوماسي للدراسات الاستراتيجية الصادر حديثاً، أن تلك الاستثمارات ستسهم في زيادة إجمالي الإنتاج الخليجي من منتجات البتروكيماويات، منذ نحو 105 ملايين طن سنوياً، ليصل إلى نحو 158 مليون طن بحلول عام 2016، بزيادة تقدر بنحو 53 مليون طن سنوياً.
وأشار إلى أن الاستثمارات الجديدة تتضمن بناء المصانع المنتجة ومرافق التصدير ومشاريع البنية التحتية والصديقة للبيئة، مبيناً أن شركات النفط والغاز العالمية والخليجية تعتزم الدخول في صناعة البتروكيماويات، لافتًا إلى أنه من المشجع على الاستثمار في هذا القطاع توافر مزيد من الفرص الاستثمارية في الصناعات المتوسطة، نتيجة الانتقال من التركيز على المشاريع الأولية إلى المشاريع الثانوية، إذ إن قطاع البتروكيماويات في دول الخليج يستحوذ على تركيز استثماري عالمي وسط مؤشرات نجاح، بدءاً بالبنية التحتية وتوافر الموارد الأولية والموارد البشرية والخبرات الفنية والتسويقية القادرة على إبقائه في المقدمة. وأكد المشاركون أهمية اتخاذ تدابير وقائية تتسم بالكفاءة من شأنها تقليل حجم الخسائر، ومن ذلك رفع الوعي والثقافة البيئية في المجتمعات العربية والأخذ بمفهوم المحافظة على البيئة، مشيرين إلى ضرورة الاهتمام بالبيئة وتحقيق التنمية المستدامة وتعميق ذلك الفهم على جميع المستويات، لضمان المشاركة الفاعلة من مختلف شرائح المجتمع في صون وحماية البيئة، وبخاصة الشركات والمؤسسات الصناعية وشركات النفط والبترول والبتروكيماويات، إلى جانب التشجيع على العمل التطوعي لخدمة قضايا البيئة وتعزيز السلوكيات والكفاءات البيئية، وتطوير البرامج التوعوية بغية إحداث نقلة نوعية داخل المجتمع حيال البيئة.
وأشاروا إلى أهمية تحقيق المنتدى ضمن أهدافه لثقافة بيئية، تبدأ من روح المجتمع وأبنائه، سواء في ما يتعلق بالمحافظة على البيئة من حيث الصحة العامة، أم القضايا الأكثر أهمية كإدارة تدوير النفايات والتغيير المناخي وتأثير التلوث الهوائي والبيئة البحرية والساحلية والتسوق البيئي وترشيد الاستهلاك والصحة والبيئة بالنسبة إلى الشركات العاملة في مجالات النفط والبتروكيماويات.
وأوضح المشاركون في المنتدى أن الإحصاءات الأخيرة أوضحت أن العالم خسر في عام واحد فقط نحو 36 نوعاً من الثديات، و94 نوعاً من الطيور، إضافة إلى تعرض 311 نوعاً آخر للخطر، فيما تناقصت الغابات بشكل مستمر بمعدل 2 في المئة سنوياً، نتيجة الاستنزاف وتلوث الهواء المنتج للأمطار الحامضية، وتناقص التربة بمعدل 7 في المئة من الطبقة العليا كل عقد، وذلك بسبب الانجراف والتآكل بشكل مستمر نتيجة الإنهاك المستمر بالزراعة الكثيفة أو الري الكثيف، ما يؤدي إلى ملوحة التربة وتصحرها، إضافة إلى قضايا جوهرية في البيئات البحرية.
المصدر: الخبر – «الحياة»