كاتب سعودي
تقوم “هيئة الترفيه” بدور كبير، في وقت قياسي من التغيير، وبرغم السرعة والتسارع في التحول؛ إلا أن هناك عملاً نوعياً، لم يقبل بأنصاف التميز، بحجة الوقت، أو قبول المتلقي لأي خيار. وهو أمر يستحق الإشادة والثناء، والتفاؤل بالعمل المستقبلي.
شخصياً، مازلت أعتقد أن “الهيئة” لم توضح -بشكل كامل- دورها، هل هو تنظيم القطاع أو تنظيم الفعاليات، أو العمل بكلا الخطين، قد يكون واضحاً لهم، لكن يجب أن يكون كذلك للجميع، حتى يتسنى لنا أن ننتقد، كما نمدح الآن، دون أن تخطئ سهام اللوم طريقها.
بالضرورة، لدى العاملين في “الهيئة” استراتيجياتهم وخططهم، وخطوط العمل للترفيه، لكني أود الإشارة -عبر هذه المقالة- لأهمية الانطلاق من نقطة وصول الآخرين، وهو أمر ليس بجديد، ولكنه واجب التذكير، حتى يتسنى اختصار الوقت، وتعويض التأخير، وتلافي أخطاء المارين عبر هذه الطرقات، وخاصة المجتمعات القريبة، التي تشبهنا، وتتقاطع معنا في الثقافة والتركيبة المجتمعية والثقافية، وغيرها.
كأحد الأمثلة، أو من أهم الأمثلة، الشوط الطويل والمتميز لـ”مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون”، التي انطلقت منذ أكثر من عقد ونصف، بتحديات مشابهة، وعراقيل تتقاطع مع ما لدينا كثيراً، حتى استطاعت أن تعزز من الدور الفريد للموسيقى والفنون في التعاون الثقافي بين الشعوب، وتطلق العديد من المبادرات الخلاقة في المجالات المتنوعة، التي تسهم في تغذية كافة مجالات الإبداع.
والشيء بالشيء يذكر، يمكن أيضاً تسليط الضوء على تجربة “مهرجان أبوظبي”، الذي يعد أحد أبرز المهرجانات الثقافية في منطقة الشرق الأوسط. ويقيم فعالياته هذه الأيام، ويستضيفنا (السعودية)، كضيف شرف.
في الحقيقة، لست متأكداً، إذا ما كان هذا النوع من الأدوار ينتمي بالكلية لـ”هيئة الترفيه”، لأن بعض هذه المناشط قد تنتمي لـ”هيئتي الثقافة والسياحة”، ولكن -بغض النظر عن الجهة التي تتبع لها- لا بد من أخذ التجارب الناجحة، والقريبة على وجه التحديد، على محمل الجدية والاقتداء.
أعتقد أننا قادرون على صياغة عمل تشاركي، من خلال “المجلس التنسيقي”، بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ويكون بمثابة نقل الخبرات بين الطرفين، التي من شأنها أن تقصر المسافات، وتصل لنقاط الإبداع سريعاً.
وفي الأخير.. المقبل أجمل. والسلام..
المصدر: الرياض