ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
«الحلم ليس ما تراه في منامك، إنما هو الذي لا يتركك تنام».
الرئيس الهندي السابق أبوبكر عبدالكلام
كنتُ أصغي ــ وأنا طفل ــ لحكايات الكبار وقصص رحلاتهم إلى الهند، وكنت أتمنى زيارتها، لكنها تأخرت سنوات. ولم تتحقق إلاّ منذ سنين قليلة، إذْ زرتُ «كيرالا» بداية وبعدها زرت «بنغلور»، وأذكر أني شاهدت لوحة في مطارها لم أشاهدها في مطار آخر، كانت تعهداً بأن تنتهي إجراءات دخول البلد وأتسلم حقيبتي وأكون خارج المطار في غضون 13 دقيقة فقط! وهذا ما حصل فعلاً. وعلى الرغم من حلاوة هاتين الزيارتين إلا أن زيارة بومباي الأخيرة ــ قبل أيام ــ كان لها طعم آخر.
قبل أسابيع تناهى إليّ أن أقارب لي قرروا السفر إلى بومباي للمراجعة الطبية والتسوق، فاقترحتُ على الوالدة وأختي مريم أن نسافر معهم لإجراء فحوص طبية وزيارة «عيادة شروف للعيون» المشهورة، لاحظتُ التردد في وجهيهما، فما كان مني إلا أن حجزت تذاكر الفندق، أحياناً لا يُعالج التردد إلاّ بفرض الأمر الواقع!
كنا أكثر من عائلة، بلغ عددنا 33 شخصاً، وكانت «اللمّة حلوة»، فهناك الجدات والأمهات والأبناء، ثلاثة أجيال اجتمعت في هذه الرحلة، ولن أنسى كرم الشعب الهندي المضياف، ففي زيارتنا لكيرالا أذكر أنهم طرقوا علينا باب الغرفة وقت السحور وفاجؤونا بسُفرة طويلة عليها ما لذّ وطاب من الطعام!
التجار الهنود يعرفون جيداً ماذا يعجبنا، فقد زرنا أجمل، وهريش، وفاضل، وراميش، وعبدالرشيد، وغيرهم، وقد تفننوا جميعاً في خدمة المتعاملين العرب، فبمجرد دخولك هناك ترى جلسات أرضية تحيط بها كراسي لمن لا يستطيع الجلوس أرضاً. وخلال لحظات ينهمر عليك جميع أنواع القطع القماشية «طبعاً السعر أرخص من البلاد»، فتختار ما تشاء، قد تستغرق العملية ساعتين أو أكثر، ولهذا تجد الماء والعصير «الفالودة» والشاي بجانبك. وبعد الدفع أنت لست بحاجة إلى حمل كل هذه الأغراض «وكم ستحمل!» ستجدها مساءً في غرفتك بالفندق غير منقوصة! أما العطور والعود فمنها ما تمت التوصية عليه، ومنها ما يستلزم أخذ عيّنات للتجربة.
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2014-08-28-1.704620