جدة – عبدالله الجريدان
كشف المستشار للشركة المسؤولة عن وضع الخطة الاستراتيجية لمحافظة جدة، والتي تمتد لـ25 عاماً الدكتور عامر جبارين عن انتهاج الخطة لخطوات تحيل محافظة جدة إلى أنموذج شبيه بـ «سنغافورة» أسرع المدن الآسيوية تطوراً، مبيناً أن الاستراتيجية استلهمت الكثير من الأفكار من الأنموذج السنغافوري كونه شديد الشبه في مشكلاته البيئية على وجه الخصوص بمحافظة جدة.
وأشار جبارين في تصريح لـ«الحياة» إلى أن سنغافورة التي لا تعدو كونها جزيرة صغيرة، قليلة الموارد إلا أنها صارت أنموذجاً ملهماً للخطة الاستراتيجية لمدينة جدة، لافتاً إلى أن مشروع الخطة بحاجة إلى حل عوائق كثيرة وإنهاء بعض المشكلات التي تحتاج إلى 25 عاماً. وأكد الدكتور جبارين أن غالب المصادر البيئية لمدينة جدة كالمياه، الهواء، والأرض، وضعها متدهور، وأحد الأسباب الرئيسة لهذا التدهور هي النشاطات الإنسانية المتنوعة في المدينة، التي تتضمن البناء غير المنظم، النشاطات الصناعية، استخدامات السيارات المتنوعة، مشيراً إلى أن الهدف من الدراسة التي تعمل عليها شركته هو تحديد مقدار التدهور البيئي وانعكاسه على الكلفة البيئية واستخراج الكلفة السنوية للتدهور البيئي.
وأوضح أن طريقة حساب كلفة التدهور البيئي تنحصر في جانبين، جانب مرتبط بالصحة العامة ومدى انعكاسها على كلفة المعالجة والصحة، والجانب الآخر هو كلفة الموارد البيئية، سواءً كانت موارد مياه الأرض والهواء، مضيفاً أن هذه الدراسة مشابهة لدراسات أخرى نفذت في الكثير من دول الإقليم.
وحمل المستشار جبارين المجتمع مسؤولية تدهور معظم المصادر البيئية في جدة، مشدداً على ضرورة تغيير سلوكيات أفراد المجتمع لكي تصبح مساهماً فعالاً للحفاظ على المصادر البيئية، وأردف «إن جهات اجتماعية عدة عليها مسؤولية إكساب الأفراد الوعي بطرق المحافظة على البيئة، تتمثل في المدارس التعليمية والمساجد، وكذلك الاستفادة مما حمله الدين الإسلامي من مفاهيم اشتملت على الحفاظ على البيئة وانعكاسها على سلوكيات الأفراد».
وحول وضع شاطئ جدة البيئي والمسوحات التي نفذتها شركته، قال إن شاطئ جدة يمتد لأكثر من 200 كيلومتر، وتم تنفيذ عملية مسح على هذه المساحة، وهي من أكبر مسوحات الشواطئ التي أجريت في العالم، إذ سيتم أخذ عينات من أكثر من420 موقعاً، وهذه العينات لقياس نوعية المياه والأحياء البحرية الموجودة فيها، ونوعية السمك، وحالة المرجان، وهي ستحدد الوضع على شاطئ جدة، لافتاً إلى أن نتائج العينات هذه سترتبط بمصبات المياه ومصادر التلوث الموجودة.
المصدر: صحيفة الحياة