محمود خليل
تتجه القيادة العامة لشرطة دبي إلى تشديد إجراءات الحماية والحراسة حول المقار الحكومية والمباني المهمة في الإمارة، غداة حادثة المرأة الأوزبكية التي هددت مطلع الأسبوع الحالي بتفجير نفسها داخل مقر النيابة العامة، بواسطة حزام ناسف ثبت في نهاية المطاف أنه عبارة عن لفائف كرتونية.
وقال اللواء محمد عيد المنصوري مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ إن إدارته عاكفة بالتنسيق مع كل الدوائر الحكومية والمنشآت المهمة في الإمارة، على دراسة طبيعة الإجراءات الأمنية الجديدة التي سيتم تطبيقها.
وبين أن الإجراءات التي تتم دراستها تتركز في تشديد الحراسات وتفتيش المراجعين للدوائر الحكومية، وزرع أجهزة سونار للكشف عن المتفجرات في مداخل تلك الدوائر، علاوة على إجراءات أمنية أخرى خارج أسوار كل دائرة.
إجراءات أمنية محكمة
وشدد على أن شرطة دبي تطبق إجراءات أمنية دقيقة محكمة على كل المنشآت المهمة منذ وقت طويل، وتملك العديد من الأجهزة والمعدات الحديثة التي تضمن تأمين المقار الحكومية، علاوة على امتلاكها أجهزة استشعار بإمكانها الكشف عن المتفجرات بكل سهولة ويسر، محجماً عن الإفصاح عما إذا كانت الشرطة ستزرع مثل تلك الأجهزة في المقار الحكومية والمباني المهمة بدبي، واكتفى بالتأكيد أن الشرطة تدرس حالياً نشر أجهزة السونار التي تكشف عن المتفجرات في مداخل كل المباني والمقار الحكومية.
ولفت إلى أن أية إجراءات أمنية جديدة لحماية المقار الحكومية سيتم إقرارها، سيكون هدفها حفظ الأمن والنظام في دبي وضمان سلامة العاملين في تلك الدوائر، وتلافي تكرار حادثة المرأة الأوزبكية التي تسببت بالهلع للموظفين.
وقال إن اتخاذ إجراءات أمنية جديدة سيعزز من الخطط والاستراتيجيات الأمنية التي يتم تطويرها بين فينة وأخرى، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية بما يتوافق مع الخدمات الأمنية والاجتماعية المتعددة التي تقدمها الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ، والمتمثلة في حماية الشخصيات وتأمين الفعاليات والمؤتمرات والتعامل مع حالات الشغب والإضرابات العمالية، والكشف عن المتفجرات والاستعداد لمواجهة الحالات الطارئة بمستوى عالٍ من الأداء والكفاءة، وذلك عن طريق التدريب المستمر لمنتسبيها وتطوير مهاراتهم الميدانية والإدارية.
إعادة النظر في إجراءات الحماية
وأوضح أن القيادة العامة بشرطة دبي كانت قبل حادثة المرأة الأوزبكية بصدد إعادة النظر ببعض إجراءات حماية المنشآت، نظراً للتطورات الدراماتيكية المتلاحقة والاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وفسر المنصوري حادثة المرأة الأوزبكية وتمكنها من دخول مقر النيابة العامة بمرونة الإجراءات الأمنية التي تتخذها إدارته مع المراجعين، مستدركاً بقوله إن انتهاج الشرطة تدابير أمنية مرنة ينبع من الحرص على عدم “تنفير” المراجعين الذين يتوافدون بشكل يومي إلى الدوائر الحكومية، “لكن لكل ضرورة أحكامها”.
وأبدى المنصوري تطمينات بعدم تكرار وقوع حوادث مماثلة لحادثة المرأة الأوزبكية، لافتاً إلى أن لدى شرطة دبي أجهزة عالية الاستشعار عن بعد دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل، واكتفى بالتأكيد أنه ما كان بمقدور المرأة دخول مبنى النيابة العامة لو كانت بالفعل تحمل في حزامها الوهمي متفجرات حقيقية.
تغليب الجانب الإنساني
وجدد في معرض رده على الصحفيين تأكيدات سابقة أن الوقت الطويل الذي استغرقته المفاوضات مع المرأة لم يكن بسبب حيازتها متفجرات حقيقية كما يلمح بعض الأشخاص، لكن الأمر برمته نبع من تغليب الشرطة الجانب الإنساني بناء على التوجيهات العليا، علاوة على أن قوى الأمن تأخذ بعين الاعتبار في مثل هذه الحالات أن تكون التهديدات جدية حتى لو كانت بنسبة ضئيلة.
وتابع قائلاً إن القواعد الأمنية في مثل هذه الحالات تستدعي من القائمين على الواقعة عدم إغفال أية احتمالية مهما كانت نسبتها قليلة وعدم تجاهل أية سيناريوهات محتملة.
ولفت إلى أن رجال الأمن يتعاملون مع مثل هذه الحالات وكأنها واقع محتمل ويتخذون كل التدابير اللازمة، مبيناً أن قوى الأمن كان بمقدورها إنهاء الأمر خلال وقت قصير، إلا أن الحرص على سلامة الجميع بمن فيهم المرأة وابنها كان في مقدمة أولويات الجميع.
الجاهزية للحالات الطارئة
وحول جاهزية الإدارة العامة لمواجهة الحالات الطارئة، أوضح اللواء المنصوري أن إدارته تعمد بشكل سنوي إلى تنظيم العديد من الدورات المهمة، بهدف رفع الحس الأمني لدى العاملين في كل المرافق، علاوة على رفع كفاءتهم في التعامل مع الأجسام الغريبة والمشبوهة في حال العثور عليها في الأماكن الحيوية والمرافق العامة.
واستدرك بقوله إنه على الرغم من الإمارات تنعم بالأمن والأمان، إلا أنه يجب علينا أن نكون على استعداد تام لكل الظروف والاحتمالات في تقديم خدمات أمنية مميزة. واستعرض المنصوري العديد من الأجهزة التقنية الإبداعية التي تملكها الإدارة وتخدم العمل الأمني بشكل عام، منها معدات حديثة للحماية من المتفجرات، تشمل حامل مدافع لإتلاف المفرقعات، وهو عبارة عن مركبة وروبوت مزود بخطاف للتعامل عن بعد مع الأجسام الخطرة، فضلاً عن تطوير طائرة استكشاف للمتفجرات مزودة بكاميرا فيديو وفوتوغراف ومجسات استشعار تقوم بإعطاء إشارة عند الاقتراب من الأجسام، حيث إنه يسهل على رجال الأمن معرفة المسافة المتبقية لملامسة الجسم علاوة على تصميم نماذج أشراك خداعية يتم استخدامها لغرض التدريب، وذلك يوضح للمتدربين والعاملين الوسائل والطرق التي يستخدمها الإرهابيون لصنع القنابل وطرق التفجير.
لا تغيير في الإجراءات الأمنية المتبعة في «نيابة دبي»
أظهرت جولة ميدانية لـ “الاتحاد” داخل أروقة النيابة العامة أنه لم يحدث أي تغيير في الإجراءات الأمنية المتبعة من قبل، سواء في محيط المبنى أو داخله. وواظبت دوائر النيابة العامة على أعمالها على نحو طبيعي، واستقبلت المراجعين بالشكل الاعتيادي دون وجود أية تأثيرات سلبية لحادث المرأة الأوزبكية.
المصدر: الإتحاد