كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
ما يصلح لزمن ما قد لا يصلح لزمن آخر، فالمتغيرات والظروف المكانية والدولية وغيرها تجعل محاولة العيش في القرن الحادي والعشرين بجلباب القرن الثاني الهجري ضربا من الخيال وربما الجنون.
ما سبق ينطبق تماما على من كانوا ينادون بعودة دولة الخلافة في فترات سابقة، ولعل سباقا غير معلن كان يجري بينهم؛ ليحوز أحد التنظيمات الإسلامية الحركية أو المتشددة على قصب السبق بإعلان دولة الخلافة وتسمية خليفة المسلمين.
أما وسيلتهم لبلوغ الهدف فهي استخدام العنف والقتل وسفك الدماء.. وهكذا جاء ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” ليكون أول تلك التنظيمات تلك معلنا نفسه دولة خلافة، وزعيمه خليفة للمسملين.
هناك الكثير مما أعرفه ويعرفه غيري، من خلال أحاديث الأصدقاء والمقربين ممن يعانون ظلم وجبروت “الدواعش” في مدينة الرقة السورية، وغيرها من المدن التي مر بها أو احتلها هذا التنظيم، فأي دولة خلافة تلك التي يبيح خليفتها لأزلامه نهب الممتلكات والمحلات والبيوت والاستيلاء عليها، وكم من بيوت غادرها أصحابها أياما ليفاجؤوا لدى عودتهم أن “داعشيا” حطم الباب وأعلن ملكيته للبيت باسم الإسلام.
في الرقة وغيرها من المدن التي يسيطر عليها مرتزقة “البغدادي” من شذاذ الآفاق القادمين من مختلف الجهات، يسرق عناصر “داعش” ويقطعون الطرق على الناس ويقتحمون البيوت ويعتدون على الحرمات، وقانون دولة الخلافة المزعومة الذي يعاقب الآخرين على شبهات ملفقة لا يفكر بمعاقبة “الداعشيين” أبدا لأنهم في حماية “أمير المؤمنين” ويطبقون تعليماته!.
“داعش” ومن لفّ لفها ووقف خلفها ومن ينتمي إليها من لصوص أو ضعاف نفوس أو خونة لأهلهم.. كلهم يعلمون أنهم لن يكونوا كالخلفاء الراشدين في عدالتهم ونمط حكمهم، ولن يكونوا مثل عمر بن عبدالعزيز الذي ساد العدل والرخاء في زمنه، وليس الظلم والقتل وقطع أعناق البشر من غير ذنب سوى أنهم لا يتماشون مع مزاج فرد من “داعش”.. كما هو الحال عند الخليفة المزعوم في دولة خلافته التي من أجلها سرَق الثورة السورية، ومن ثم نهب العراق ليبدأ بإعلان دولته المزعومة مثله.
الخطر الأصولي القادم من تنظيم “داعش” وغيره يكبر أكثر وأكثر، ولعل تحركا تحذيريا من الدول الإسلامية للعالم يسهم في حلحلة الموقف الدولي؛ لينتهي زمن التفرج على ما يجري في المنطقة العربية ويتم الدخول إلى زمن الفعل الجاد لإنقاذ المنطقة وإنقاذ العالم من “الخليفة” المجرم ودولته الوهمية، وجعله عبرة لكل من تسول له نفسه عملا مماثلا.
المصدر: الوطن أون لاين