رئيس تحرير صحيفة الرؤية
في مثل هذا اليوم، السادس من أغسطس من عام 1966، شهدت هذه المنطقة أحد أهم الأحداث في تاريخها، وفي ذلك اليوم كانت ولا تزال هذه المنطقة تحت إدارة البريطانيين، وكانت الإمارات متفرقة ومتبعثرة، والحياة صعبة، والبترول لم تظهر تأثيراته وطفراته على حياة سكان المنطقة.
في ظل ذلك الوضع، تسلم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، ليبدأ عهد جديد ليس في هذه الإمارة، وإنما في جميع إمارات ساحل الخليج العربي، وعلى الرغم من أن شخصية الشيخ زايد، رحمه الله، القوية والمحبوبة كانت معروفة لجميع شيوخ الإمارات، وشيوخ القبائل وسكّان المنطقة، فإن أحداً لم يكن ليتنبأ بما يعنيه وصول الشيخ زايد للحكم، وما الذي تنتظره المنطقة من مستقبل بتولي هذا الرجل الاستثنائي مسؤوليات إدارة إمارته.
كبار السن من أبناء أبوظبي والعين والمنطقة والغربية، وكذلك من أبناء الإمارات الأخرى، هم خير شاهد على نهج زايد، وخير زايد، وعطاء زايد، فهؤلاء الذين عاشوا فترة ما قبل حكم زايد، وعاشوا ما قبل قيام دولة الاتحاد، لمسوا وشعروا باختلاف الحياة بصورة كاملة، وعرفوا كيف نقل الشيخ زايد، رحمه الله، سكان أبوظبي من حال إلى حال، وبعد قيام الاتحاد كيف نقل، رحمه الله، سكان جميع الإمارات السبع من حال إلى حال، فعرفوا أن وصول الشيخ زايد للحكم، كان خيراً ورحمة من السماء.
وعلى الصعيد السياسي والعلاقات الخارجية، تمكن الشيخ زايد، رحمه الله، خلال فترة وجيزة، من أن يضع إمارة أبوظبي، ومن ثم دولة الإمارات على خارطة دول العالم، ونجح منذ توليه مسؤوليات الحكم في أبوظبي أن يقيم علاقات متميزة مع دول الجوار والدول العربية، وكذلك مع عدد من دول العالم، وبعدها تواصل هذا العمل في ظل دولة الاتحاد الشامخة التي أصبحت أهم إنجازاته، رحمه الله.
خمسون عاماً من الذهب مضت، وعندما نتكلم عن نهج زايد، فإننا نتكلم عن شيء بدأ ليبقى إلى الأبد، وها نحن بعد نصف قرن من كل عمل بدأه زايد، رحمه الله، نسير على النهج نفسه الذي نجح فيه، ونطوّر على ما أسسه، بما يتناسب وتغيرات المرحلة ومتطلبات الأوضاع الجديدة، ونحن نواصل المسير على هذا النهج، ندرك أننا نسير على طريق أُسس على الخير والحب والعطاء، فنهج حكيم العرب أثبت أن فيه كل الخير لدولة الإمارات وشعبها والجميع.
رحل الشيخ زايد، رحمه الله، عن عالمنا في الثاني من نوفمبر 2004، لكنه لم يغب عنها يوماً واحداً، فكلماته ومواقفه ونهجه، نبراس نسير عليه كل يوم نحو المستقبل، مستلهمين مواقفه الوطنية والقومية والإنسانية الكثيرة التي تجعلنا نواصل على هذا النهج لخمسين عاماً قادمة، ونحن مؤمنون بأنه النهج الذي يؤدي إلى خير الوطن والمواطن.
المصدر: الإتحاد