خور دبي أصالة تحتضن الحداثة

منوعات

دبي – وديع عبد النور

تواصل الإدارة العمرانية في بلدية دبي جهودها لإدراج خور دبي في لائحة التراث العالمي، وستستضيف خبيراً من مركز التراث العالمي التابع لـ «يونيسكو» لمعاينة مدى مطابقة المنطقة للمعايير المعتمدة، وذلك بعد حصولها على الموافقة المبدئية قبل نحو عام.

وتشترط يونيسكو أن يلبّي المعلم المرشّح للإنضمام إلى لائحة التراث العالمي واحداً من عشرة معايير كحد أدنى. ولفت رئيس جمعية التراث العالمي في دبي رشاد فهد بوخش إلى أن ملف الخور نجح في تجاوز معيار السلامة أي قياس مدى إحتفاظ الموروث الثقافي بكامل أجزائه، ومعيار الأصالة أي قيمة الموقع التي تتحدد من خلال التصميم وتقاليد المكان المحيط بالموقع (…) فضلاً عن معيار الحماية أي الجهود المحلية المبذولة في المحافظة على الموقع وحمايته.

ويقع خور دبي في منطقة شكلت همزة وصل بين الحضارات القديمة، وكانت طبيعتها الحيوية السبب الأهم في نشأة المدن حوله، فضلاً عن إزدهار حركة العبور وإبحار القوارب القديمة، وبعضها لا يزال معتمداً حتى الآن. وإلى المكتشفات والدراسات الأكاديمية المنشورة التي توغل في تاريخ المنطقة والحضارات التي توالت عليها بدءاً من حقبتي «أم النار» و «دلمون»، لا تزال هذه الأمكنة تنام على كنوز آثارية هائلة كما يفيد إختصاصيون.

وتتميز العمارة في الخور بطابعها الخاص الذي أدهش الأمير تشارلز ولي عهد إنكلترا لدى زيارته المكان عام 2008، خصوصاً أسلوب التكييف أو التبريد العضوي ونقاء الهواء ونظافته وإندفاعه.

كما يتميز الفناء أو الدار في مباني الخور بخصوصية دفع الهواء الساخن إلى أعلى والبارد إلى أسفل. وتتماشى التصاميم مع التقاليد العربية الإسلامية لجهة إرتفاع جدارنها الخارجية متيحة للسكان التحرّك بحرية بعيداً من عيون الغرباء.

ويبرز في التخطيط المعماري في الخور الـ «سكيك» أو الدروب والممرات بين المساكن. وهناك خصوصية الزخرفة والمنمنمات والفسيفساء الإسلامية التي تجمع بين سمات من المغرب العربي والأندلس وبلاد الشام والعراق وفارس وصولاً إلى الهند.

ويمتد الخور على مسافة 14 كيلومتراً بعمق على الضفتين يتراوح بين كيلومترين وثلاثة. ويبدأ من رأس الشندغة حتى جسر المكتوم. ويضم أحياء يعود تاريخ بعضها إلى القرن التاسع عشر مثل حي الفهيدي (1896) البالغة مساحته الحالية 38 ألف متر مربع، ومساجد ومعالم مثل المباني المشيّدة بمواد تقليدية والغنية بعناصر فريدة مثل «البراجيل» والأقواس والزخارف الخشبية والجصية، وأسواقاً منها سوق الأحمدية (1841) الذي كان يمثل المركز التجاري في دبي، ومتاحف ومدارس تراثية قديمة ومراكز ثقافية.

المصدر: صحيفة الحياة