سفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة
ذكرت الولايات المتحدة قبل يومين أن تنظيم «داعش» يشكل خطرا على الجميع. التصريح الأهم تأكيدها على أن «داعش» بات أخطر من ذي قبل، وأنه تجاوز دمويته التي كانت قبل ستة أشهر، ترتفع أرصدته وتزداد ميزانياته، وله في كل مدينة فرع، وفي كل جسر وفد، وفي كل محفلٍ حرب. هذه التصريحات الخطيرة بنيت على أسس أمنية، ومتابعة دقيقة من قبل امبراطورية عظمى كالولايات المتحدة، وقبل ذلك على معلومات استخباراتية. لا تكاد تقرأ شيئا الآن في كل مكان بالصحف، وبالقنوات وبالراديو وبالإنترنت وعلى اليوتيوب إلا وتجد كلمة «داعش» أمامك، إنها الفتنة الكبرى والأخطر في العصر الحديث، والمعضلة الداعشية ليست سهلة ولن يقضى عليها في يوم أو يومين، فما تم نسجه عبر سنوات لا يمكن أن يهدم بأيام!
لو تأملنا الخطاب الإعلامي لوجدنا أن حكاية تشويه «داعش» لصورة الإسلام والمسلمين حاضرة في المقالات، ومن هنا كان الدكتور توفيق السيف صادما وقويا وذكيا حين كتب مقالة بعنوان: «في بغض الكافر» استعرض فيه الحالة الدينية والفقهية تجاه القتل وقطع الرؤوس انطلاقا من تخصصه ومن اطلاعه الديني.
مما قاله الدكتور: «لاحظت أن معظم من استنكر تلك الأفعال الشنيعة، برر رفضه لها بكونها مسيئة لصورة الإسلام في العالم، وليس بكونها في ذاتها أفعالا قبيحة مخالفة لقيم الدين والإنسانية. وغرضي من هذه الإشارة هو التنبيه إلى أن كتبنا الفقهية مليئة بالآراء والنصوص التي تعزز ميل المسلم إلى اعتبار نفسه في حرب أبدية ضد مخالفيه في الدين»!
هذه هي الكلمات الصادمة، حين نتحدث عن خطر «داعش» فقط أو عن تشويهها للإسلام فإننا لا ندينها فعلا، بل نضعها ضمن سياق التكتيك والتوقيت وهذا ما وقع في فخه بعض الدعاة!
الاستنكار والإدانة لأفعال «داعش» ضرورة ملحة وليست ترفا، أو موضوع صورة مزركشة أو مزيفة مشوهة. إنها مسألة تتعلق بالإنسانية كلها.
المصدر: مدونة الكاتب