خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

«داعش» واليمين المتطرف

آراء

لا يمكن الحديث عن حسنة واحدة أسفرت عن رعونة وغلو وتطرف “داعش” و”القاعدة” و”جبهة النصرة” وكل قوى الإرهاب الذي لامس أذاه المسلمين وغير المسلمين.

قبل ظهور أشقياء “القاعدة” و”داعش” وسواهما من جيوب التطرف، كان هناك احترام وتقدير للإسلام والمسلمين في أوروبا وأمريكا، حتى المتطرفين هناك كانوا يترددون ألف مرة قبل أن يعبروا عن مواقف عنصرية ضد المسلمين.

تلك الصورة اهتزت كثيرا بعد جريمة “القاعدة” خلال أحداث 11 أيلول (سبتمبر). كانت عاصفة الغضب، التي اجتاحت أكثر من بلد، تمثل المقدمة الأولى لحصاد زرعه أشقياء “القاعدة” وزعيمها الشقي أسامة بن لادن وبقية أزلامه وخليفته أيمن الظواهري.

ثم جاء شقي آخر تكنى بأبي مصعب الزرقاوي، وضع النواة الأولى لـ”داعش” بعد أن كان أحد أزلام “القاعدة”. وقد تجاوزت “داعش” ورأسها المتصدع أبو بكر البغدادي “القاعدة” من خلال ممارستها التوحش والقتل.

المحصلة التي تحققت من خلال إرهاب “القاعدة” و”داعش” وبقية الأذناب استعداء العالم وتفجير العنصريات وتوليد الأنظمة التي كانت نتيجتها التضييق على الأقليات المسلمة في أوروبا، وظهور مواقف عدائية ضد المسلمين في المطارات وعلى متن الطائرات في أمريكا وأوروبا، واستصدار قرارات تستهدف عددا من الحقوق التي يتمتع بها المسلم هناك مثل الحجاب وبعض المظاهر المرتبطة بالزي. ناهيك عن النظر بارتياب إلى كل مظهر ديني.

ومن الواضح أن اليمين المتطرف في أوروبا وأمريكا وجد في غلو “القاعدة” و”داعش” فرصة سانحة لتأكيد المبادئ العنصرية الشاذة التي كان الترويج لها يتم على استحياء.

هذه هي المحصلة التي حققتها “داعش” والقاعدة وجيوب التطرف الشريرة، ويبدو أن القادم أسوأ ـــ لا سمح الله.

لقد خططت “القاعدة” ومن بعدها “داعش” من أجل إيجاد هوة ساحقة بين العالم الإسلامي وأمريكا والغرب. وكانت تلك هدية ثمينة لليمين المتطرف هناك، إذ بدأ في السعي لاستثمارها.

هذا التهديد للسلام العالمي صاغته أيادي المتطرفين المسلمين وغير المسلمين. إننا على مفترق طرق، وامتحان يخاطب ضمائر وعقول حكماء وزعماء العالم أجمع.

لقد كانت حرب السعودية ضد “القاعدة” وحربها ضد “داعش” وقوى الإرهاب والغلو والتطرف، حربا فاضلة من أجلنا ومن أجل العالم أجمع، ومن المستغرب أن تفضي جهود اليمين المتطرف هناك إلى التأثير في المعتدلين وتشويه هذه الجهود.

المصدر: الاقتصادية