شنت مقاتلات التحالف الدولي أمس، ضربات جديدة على المواقع الرئيسية لمقاتلي «داعش» في عين العرب السورية في محاذاة الحدود التركية، بينما أكد مقاتلون أكراد تقدمهم في عدد من أحياء المدينة بعد صدهم هجوماً كبيراً للتنظيم الإرهابي استهدف استعادة بعد المواقع التي خسروها مساء أمس الأول،إضافة إلى بسط مسلحي «وحدات حماية الشعب» سيطرتهم على قرية مزرعة عامودا على بعد 5 كيلومترات غرب المدينة.
وأكد الجنرال لويد اوستن المكلف إدارة الغارات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة على مواقع المتطرفين شمال سوريا، وجود «مؤشرات مشجعة» خلال الأيام الأخيرة في معركة السيطرة على كوباني بعد أن تسببت الضربات الجوية، بإبطاء تقدم «داعش» لكنه حذر من إمكانية سقوط المدينة في يد الإرهابيين.
ونقلت تقارير إعلامية عن مصدر كردي في عين العر إن الغالبية العظمى من المسلحين المتشددين خرجوا من كوباني وتمركزوا خلف تلة عين عرب ووراء جبل مشتى النور على بعد 7 كيلومترات غرب مبنى الإذاعة، إثر معارك ضارية الليلة قبل الماضية أجبرتهم على مغادرة المركز الثقافي وشارع 48.
وفي تطور لافت، أعلن المرصد السوري الحقوقي أمس أن هناك 3 طائرات حربية يرجح أنها من طراز «ميج- 21 و22» لدى «داعش» الذي يقوم بطلعات بها انطلاقاً من قاعدة الجراح العسكرية الخاضعة لسيطرته في ريف حلب، مشيراً إلى أن التنظيم الإرهابي يستخدم ضباطا عراقيين من جيش صدام المحلول لتدريب زملائهم على هذه المقاتلات.
لكن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الكولونيل باتريك رايدر أكد أنه لا علم للجيش الأميركي بأي طلعات جوية للتنظيم الإرهابي في سوريا أو غيرها.
واستعاد مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي السيطرة على قرية مزرعة عامودا التي تبعد نحو 5 كيلومترات غربي كوباني، في وقت شنت مقاتلات التحالف 11 غارة الليلة قبل الماضية وفجر أمس، مستهدفة مواقع تنظيم الإرهابي في المدينة.
وذكر المرصد السوري في بيان أن التنظيم المتطرف «نفذ هجوماً بعد منتصف ليل الخميس الجمعة على نقاط سيطر عليها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية منذ يومين، حيث استمرت الاشتباكات حتى ساعات الفجر الأولى» مشيراً الى أن الهجوم الذي تمكن الأكراد من صده «تزامن مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي 6 ضربات جوية استهدفت تمركزات للتنظيم في منطقة الاشتباك في القسم الشرقي من مدينة عين العرب».
في مقابل ذلك، نفذ المقاتلون الأكراد هجوما على نقطة تمركز ل«داعش» عند طريق حلب جنوب غرب كوباني حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، لتتحول بعدها إلى اشتباكات متقطعة.
وقال المرصد إن هذه الاشتباكات أسفرت عن مقتل 3 مقاتلين على الأقل من الوحدات الكردية، وما لا يقل عن 8 من الإرهابيين، بعد يوم من مقتل 5 من «داعش» و3 مقاتلين أكراد .
كما هاجمت وحدات حماية الشعب تجمعات للتنظيم في قرية مينازي جنوب غرب كوباني، وتمكنت من السيطرة على المنطقة المحيطة ببرج الإذاعة في الريف الغربي للمدينة.
وأظهرت لقطات فيديو صورها هواة وحملت على موقع للتواصل الاجتماعي في وقت متأخر مساء أمس الأول، ما يعتقد أنها جثث لمتشددين يعرضها مقاتلون أكراد في شوارع كوباني.
وأفاد أنور مسلم رئيس المجلس التنفيذي في كوباني في اتصال مع فرانس برس أن «التحالف دمر الكثير من الآليات ومدفعية «داعش»، مما تسبب بإبطاء تقدم المتشددين.
نحن نشاهد جثثهم في شوارع كوباني وقواتنا تحصن مواقعها الدفاعية».
وأضاف مسلم الموجود حالياً في كوباني أن مقاتلي التنظيم الإرهابي يتواجدون «خصوصاً شرق وجنوب المدينة وقد قاموا بنشر عرباتهم ومدفعيتهم ودباباتهم بين المنازل حتى لا تكون هدفاً لضربات التحالف».
وذكر المسؤول المحلي أن «هناك مدنيين عالقون وسط وجنوب المدينة ونحن لا نقدر على إجلائهم بسبب أعمال القنص من قبل مسلحي التنظيم وعمليات القصف التي يقوم بها مقاتلوه.
وضعهم صعب».
بالتوازي، أكد الجنرال لويد اوستن قائد القيادة الوسطى المكلف إدارة الغارات الجوية للتحالف على مواقع «داعش» أن المؤشرات في كوباني «مشجعة»، مع اقراره أنه ما زال «من الممكن جداً» أن تسقط المدينة في أيدي الإرهابيين.
وأضاف أن الغارات وقعت بعدما جلبت «داعش» أعداداً كبيرة من أنصارها ونشرتهم في محيط المدينة، مما جعلهم هدفاً حساساً للضربات.
وقال «هدفي حالياً هو هزيمة (داعش) وتدميره نهائياً وإذا واصل التنظيم تقديم أهداف مهمة لنا كما فعل في كوباني، فسيكون واضحاً أننا سنهتم بهذه الأهداف وقد قمنا بذلك بشكل فعال جداً جداً في الآونة الأخيرة».
وتابع اوستن «لكنني اعتقد أن ما قمنا به في الأيام المنصرمة يعتبر مشجعاً ونرى الأكراد الآن يقاتلون لاستعادة الأراضي التي خسروها سابقاً».
(عواصم – وكالات)