احتدمت المعارك في محيط العاصمة دمشق، حيث تتصدى فصائل المعارضة المسلحة منذ أيام لمحاولات القوات الحكومية اقتحام حي جوبر، الذي يعد بوابة الغوطة الشرقية إلى دمشق، في وقت كشف مسلحو تنظيم داعش امتلاكهم معدات عسكرية وألمانية من مطار الطبقة العسكري، بينما كشف مركز أبحاث أن العدد الأكبر من المقاتلين في سوريا يأتي من تونس.
وذكرت شبكة «سوريا برس» أمس أن مواجهات عنيفة اندلعت بين القوات الحكومية والمعارضة على أطراف المتحلق الجنوبي في دمشق، إثر محاولة قوة من الجيش التسلل إلى حي جوبر.
وأضافت أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من إحباط العملية موقعين عدداً من القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية، مشيرة إلى أن المعارك امتدت إلى محيط بلدة المليحة بريف دمشق.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارضة تخوض على أطراف المليحة مواجهات ضد القوات الحكومية، مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني.
وأشار إلى أن الجيش قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بشمال البلدة بأكثر من «9 صواريخ، يعتقد أنها من نوع أرض ـ أرض»، كما استهدف مزارع الدوير في منطقة المقيليبة.
غارات غير مسبوقة
وشن الطيران السوري 25 غارة جوية على الحي هي الأعنف في إطار العملية العسكرية التي يقوم بها منذ ستة أيام في الحي.
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الطيران الحربي نفّذ أكثر من 25 غارة على مناطق في حي جوبر منذ صباح أمس، لافتا إلى أن عدد الغارات على جوبر هي الأكثر منذ بدء الهجوم على الحي الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة.
والحي استراتيجي لأنه المدخل إلى قلب دمشق في حال تم عبوره للوصول إلى ساحة العباسيين، كما أنه يؤدي من الجهة الشرقية إلى منطقة الغوطة الشرقية، معقل المعارضة المسلحة في ريف العاصمة.
وتقوم القوات النظامية المدعومة من عناصر حزب الله اللبناني منذ الجمعة الماضي بأكبر هجوم على هذا الحي الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة منذ صيف عام 2013.
وأشار عبد الرحمن إلى «مقتل العشرات من مقاتلي المعارضة» دون أن يتمكن من إعطاء حصيلة دقيقة.
وتستخدم القوات النظامية في هجومها طائرات ومدفعية وصواريخ ارض-ارض مصنعة في ايران، وفقا للمصدر.
ويحاول عناصر من عناصر حزب الله المتموضعين على مشارف الحي التقدم «إلا انهم لم يتمكنوا رغم القصف العنيف» بحسب عبد الرحمن.
ويسعى النظام لاستعادة الحي وطرد المقاتلين من اجل إبعاد الخطر عن دمشق والتقدم نحو منطقة الغوطة.
وتمكنت القوات النظامية في منتصف أغسطس من استعادة مدينة المليحة (10 كم جنوب شرق دمشق)، واذا استعادت حي جوبر، فسينفتح أمامها معبران لاقتحام معقل المعارضة في الغوطة.
وفي حلب، قصف الطيران المروحي المناطق المحيطة بسجن المدينة المركزي بالتزامن مع اندلاع اشتباكات، وصفتها شبكة «شهبا برس» بـ«العنيفة»، بين المعارضة والقوات الحكومية.
كما قال ناشطون إن محافظات إدلب وحماة وحمص ودير الزور شهدت مواجهات بين طرفي النزاع، وسط استهداف مدفعية وطائرات القوات الحكومية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
روسية وألمانية
في سياق آخر، نشرت ميليشيات «داعش» على الإنترنت تسجيلاً مصوراً يظهر امتلاكها لأسلحة ألمانية وروسية.
ويظهر مسلحو التنظيم في الفيديو وبحوزتهم مقاتلات روسية قديمة ومدفعيات وصواريخ عدة مكتوب على بعضها بلغة ألمانية «صواريخ موجهة دي إم 72 – 136 إم إم مضادة للدروع».
وهذه أول صور يتم نشرها من مطار الطبقة العسكري شمالي سوريا الذي سيطر عليه التنظيم الأسبوع الماضي.
وبحسب تقرير لصحيفة «دي فيلت» الألمانية الصادرة امس، فإن الصواريخ الألمانية التي ظهرت في التسجيل من طراز «هوت»، وكانت تنتجها شركة «يوروميزل» الألمانية ـ الفرنسية في الماضي.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن الصواريخ تم توريدها للحكومة السورية العام 1981 لتسليح مروحياتها القتالية من طراز «جازيل».
تصدير الإرهابيين
إلى ذلك، كشف مركز «بوي» للأبحاث أن تونس تأتي في مقدمة الدول المصدرة للمقاتلين إلى سوريا.
وجاء في الإحصائيات التي نشرتها شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية نقلا عن المركز أن تونس تأتي في المركز الأول من بين الدول المصدرة للمقاتلين بثلاثة آلاف شخص. أما بالنسبة للدول الغربية، فتأتي روسيا في المركز الأول بأكثر من 800 شخص تليها فرنسا بأكثر من 700.
اعترافات رسمية
صرّح وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو في يونيو الماضي بأن 2400 شاب تونسي يقاتلون في سوريا والعراق، 80 في المئة منهم يقاتلون في صفوف «داعش» بينما يقاتل البقية ضمن تنظيم جبهة النصرة. كما كشف بن جدو أن وزارة الأجهزة الأمنية منعت ثمانية آلاف من الشباب التونسي من التوجه إلى سوريا في 2013.
بينما ذكر رئيس الحكومة التونسية المؤقتة المهدي جمعة في مارس الماضي بأن الخطر الأكبر الذي يتهدد تونس يتمثل في عودة المقاتلين من سوريا. وأكدت وزارة الداخلية آنذاك عودة نحو 400 من بين المتمرسين في القتال وحمل الأحزمة الناسفة.
المصدر: عواصم ــ البيان والوكالات