قال المرصد السوري لحقوق الانسان، اليوم (الخميس)، إنّ تنظيم «داعش» انتزع السيطرة على خمس قرى من قوات معارضة أخرى من بينها قريتان قرب الحدود التركية؛ وبذلك يكون «داعش» قد انتزع أراضي جديدة من قوات معارضة أخرى في شمال سوريا ليتقدم في منطقة تعتزم تركيا والولايات المتحدة أن تفتحا فيها جبهة جديدة ضد التنظيم المتشدد.
وأعلن التنظيم أنّه سيطر على ثلاث قرى في المنطقة وأنّ مقاتليه طوّقوا بشكل شبه كامل بلدة مارع على بعد نحو 20 كيلومترا جنوب الحدود التركية.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو صرّح لوكالة “رويترز” للأنباء يوم الاثنين، أنّ الولايات المتحدة وتركيا العضوين في حلف شمال الاطلسي سيبدآن قريبا عمليات جوية «واسعة»، لطرد مقاتلي «داعش» من المنطقة الحدودية.
على صعيد متصل، بدأ اليوم العمل بوقف اطلاق النار في مدينة الزبداني في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في شمال سوريا، بعد اتفاق على هدنة لمدة 48 ساعة، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ووسيط بين قوات النظام وفصائل معارضة.
وبدأت قوات النظام وحزب الله اللبناني منذ الرابع من يوليو (تموز)، هجومًا عنيفا على مدينة الزبداني، آخر مدينة في المنطقة الحدودية مع لبنان لا تزال بيد الفصائل المقاتلة، وتمكنت من دخولها ومحاصرة مقاتلي المعارضة في وسطها، حسبما يقول المرصد.
وردًا على تضييق الخناق على الزبداني، صعّد مقاتلو المعارضة عمليات القصف على بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف ادلب (شمال غرب).
وجاء في بريد الكتروني للمرصد السوري «دخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في كل من مدينة الزبداني وبلدتي الفوعة وكفريا»، مشيرًا إلى التوصل أمس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في المناطق الثلاث «يبدأ الساعة السادسة (3:00 ت غ) من صباح اليوم ويستمر لمدة 48 ساعة». كما قال إنّ الهدف من الهدنة «إيجاد حلول للنقاط العالقة في المفاوضات حول هذه المناطق».
من جهة اخرى، أوضح أحد الوسطاء محمد أبو القاسم، وهو رئيس حزب التضامن الصغير الذي يشكل جزءًا من المعارضة المقبولة من النظام، أنّ «البند الاول في الهدنة، وهو وقف اطلاق النار في المناطق الثلاث، تم، والبحث جار في البنود الاخرى وأبرزها اخراج مقاتلي حركة أحرار الشام الاسلامية من الزبداني». مشيرًا إلى أنّ المفاوضات «جارية بين وفد إيراني ووفد من حركة أحرار الشام بشكل مباشر في تركيا، في حضور ممثلين عن حزب التضامن».
وينتمي جزء كبير من المقاتلين داخل الزبداني وفي محيط كفريا والفوعة إلى حركة احرار الشام الاسلامية.
وسبق ان جرى التوصل إلى هدنة أولى استمرت من 12 الى 15 اغسطس (آب)، ثم انهارت بعد اصطدام المفاوضات بطلب الفصائل المقاتلة الافراج عن سجناء لدى النظام.
كما تناولت المفاوضات خلال الجولة الاولى انسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني مقابل اجلاء المدنيين من الفوعة وكفريا بعد ادخال مساعدات إلى البلدتين.
ولم يعد للنظام وجود ملموس في محافظة ادلب في شمال غربي البلاد، باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام وحزب الله، ومطار أبو الظهور العسكري.
المصدر: لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»