واصلت قوات النظام السوري، أمس، خوض معارك عنيفة ضد الفصائل المقاتلة في شمال حلب لقطع الطريق الذي يشكل آخر منفذ يستخدمه المقاتلون للخروج من المدينة، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما صد تنظيم «داعش» هجوماً لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، عندما حاولت التقدم في مدينة منبج لأول مرة منذ شن هجوم كبير للسيطرة على المدينة، وقطع الطريق الاستراتيجي الرئيسي للإرهابيين إلى تركيا، بينما اتهم فصيل سوري معارض تدعمه واشنطن أيضاً، جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، بخطف قائده وعشرات من مقاتليه، بعدما هاجموا مواقعه في شمال غرب البلاد.
وذكر المرصد عن اندلاع اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل السبت في محور الملاح شمال حلب، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المسلحة والمقاتلة من جهة أخرى، وقسم من الأراضي الزراعية على الحافة الشمالية من المدينة التي يتقاسمان السيطرة عليها. وتدور منذ نحو عشرة أيام معارك في منطقة مزارع الملاح تهدف قوات النظام السوري من خلالها إلى التقدم وقطع طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد للفصائل المقاتلة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
وذكر عبد الرحمن «تمكنت قوات النظام من التقدم في منطقة الملاح لكن طريق الكاستيلو لا يزال مفتوحاً حتى الآن». من جهة أخرى، أكد المرصد أن المتشددين طردوا قوات سوريا الديمقراطية من منطقة رئيسية بجنوب المدينة كانت مسرحاً لقتال عنيف بعدما فجر انتحاريون سيارة ملغومة. واستعاد المتشددون أيضاً قرية تقع في شمال غرب المدينة. ولكن متحدثاً باسم تحالف قوات سوريا الديمقراطية نفى تقارير قالت إنه انسحب من مواقع داخل المدينة، وقال إن الحملة لاستئصال شأفة مقاتلي التنظيم ستستمر إلى أن «يحرروا منبج».
في غضون ذلك، قال «جيش التحرير» في بيان نشره على حسابه على موقع «تويتر» أن قائده محمد الغابي خطف مساء السبت، من منزل عائلته في مدينة كفرنبل بايدي إرهابيي النصرة. وأضاف أن هؤلاء «خطفوا أيضاً أكثر من أربعين عنصراً من جيش التحرير»، واستولوا على أسلحة للفصيل عبر مهاجمة بعض مواقعه وحواجزه في شمال غرب سوريا. وتابع البيان «نطالب بالإفراج عن قائدنا وعن جميع من خطفتهم جبهة النصرة». إلى ذلك، أعلنت رئاسة الأركان التركية أمس، أن 21 مسلحاً من عناصر ما يسمى تنظيم «داعش» قتلوا في قصف للجيش التركي على مواقعهم شمالي سوريا. وقالت رئاسة الأركان التركية في بيان بموقعها الإلكتروني إن القصف نفذته المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ ، أدى كذلك إلى تدمير منصات إطلاق صواريخ كاتيوشا وقذائف هاون وتحصينات وعربتين، من دون أن تذكر أسماء المناطق التي تم قصفها شمالي سوريا. (وكالات)
المصدر: الخليج