تواصل الصحف البريطانية لعب دور البطولة المطلقة في كشف ملفات الفساد التي تحاصر مونديال قطر2022، حيث طالبت صحيفة «دايلي ميل» عبر مقال لمارتن صامويل بمقاطعة المونديال القطري في حال لم يتم سحب التنظيم وإعادة التصويت على الملف برمته، وأشار صامويل إلى أن إنجلترا وألمانيا وهولندا وإسبانيا وهولندا والبرتغال يتوجب عليهم مقاطعة المونديال القطري، لأن الرائحة تزكم الأنوف منذ اليوم الأول لطرح فكرة التصويت المبكر على مونديال قطر، ثم بدأت المشكلات وملفات الفساد تظهر تباعاً، إلى أن تم الكشف بصورة مباشرة عن أن إعادة التصويت يظل احتمالاً قائماً بناء على نتائج التحقيق الذي يجريه المحامي الأميركي ميشيل جارسيا.
جديد الملف القطري المثير للجدل، طرحته صحيفة «آس» الإسبانية، والتي أشارت في إحدى مقالاتها إلى أن البيان الذي صدر قبل أيام عن اللجنة المنظمة للمونديال القطري، والذي جاء فيه أن لا علاقة لأعضاء الملف القطري بمحمد بن همام، في إشارة إلى أنه لم يكن يعمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة في ملف بلاده لتنظيم المونديال، كما أن التحويلات البنكية تمت عن طريق حسابات خاصة به، ومن ثم لا علاقة لقطر بمزاعم الفساد والرشى، وأشارت الصحيفة الإسبانية في تحليلها إلى أن إعلان قطر ممثلة في اللجنة المنظمة للمونديال التبرؤ من ابن همام لا يعني عدم إدانتها في حال أثبتت التحقيقات التي يقوم بها المحامي الأميركي ميشيل جارسيا، وجود وقائع فساد ورشى بصورة قاطعة.
من ناحيتها كشفت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن إصرار جارسيا على التحقيق مع المسؤولين الرسميين في قطر، وسيكون ذلك بمثابة المرحلة الختامية للتحقيقات، ووفقاً لتقرير «بي بي سي» فإن هذه التحقيقات يفترض أنها حدثت أمس، ولكن جارسيا يحاول جاهداً عدم الكشف عن مسار التحقيقات، وجاء البيان الوحيد على لسانه في الفترة الأخيرة قبل يومين، حينما أكد أنه سوف ينتهي من التحقيقات الاثنين المقبل، ولكن سوف يتم إرجاء الكشف عن نتائج التحقيقات إلى ما بعد ذلك بنحو 6 أسابيع، أي أن حسم الجدل الدائر حول الملف بأدلة الإدانة أو البراءة سوف يأتي عقب نهاية مونديال البرازيل الذي ينطلق في الـ12 من الشهر الجاري، مما يتيح المجال لرجال «الفيفا» والرأي العام العالمي لمتابعة الفصل الأهم في الملف القطري، حيث تعالت الأصوات التي تطالب بسحب التنظيم من قطر، وإعادة التصويت من جديد، وهو الإجراء الذي يتحمس له الأستراليون والإنجليز.
من جانبها، أشارت صحيفة «التلجراف» إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، والذي كان يروج للملف الأميركي المنافس لقطر على استضافة مونديال 2022، غضب بشدة عقب الإعلان عن فوز الدوحة بتنظيم المونديال على حساب بلاده، ولكنه حرص على عدم إظهار هذا الغضب للحفاظ على صورته أمام الجميع، وحينما صعد إلى جناحه في أحد فنادق زيوريخ لم يتردد في كسر الزجاج، لأنه كان في حالة عصبية واضحة تأثراً بنتائج التصويت التي رأى أنها تشكل مفاجأة كبيرة، حيث كانت الثقة تسيطر عليه، بعد أن بذل جهداً كبيراً على مدار عامين متواصلين في الترويج للملف الأميركي، ولكن التصويت النهائي في ديسمبر 2010 عصف بآماله وأهدر جهوده وأجهض الحلم الأميركي في تنظيم المونديال.
يذكر أن الصحف البريطانية كانت سباقة في تعرية قضايا العمال والظروف القاسية التي يعانونها في تشييد الملاعب والمنشآت، تحضيراً للمونديال في قطر، وهو الملف الذي حظي باهتمام عالمي لافت، وواصلت الصحف اللندنية كشف المزيد من خبايا «قطر 2022» حينما أكدت «صنداي تايمز» امتلاكها أدلة إدانة ضد القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي ونائب رئيس الفيفا السابق، حيث أكدت أنه دفع حوالي 5 ملايين دولار لأعضاء في تنفيذية «الفيفا» من أجل التصويت لقطر.
المصدر: الاتحاد – محمد حامد (أبوظبي)