أكد مطر الطاير رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات أن سياسة حكومة دبي تقوم دائماً على الاستثمار المستمر لتطوير البنية التحتية والمحافظة على جودتها، حيث أنفقت الحكومة اكثر من 280 مليار درهم على البنية التحتية الرئيسية في الإمارة، وأضاف: أدت سياسات الحكومة إلى نمو الاقتصاد في إمارة دبي بشكل مستقر ومستمر.

حيث نما الناتج المحلي للإمارة من 240 مليار درهم في عام 2006، إلى 312 مليار درهم في عام 2012، بمعدل زيادة سنوية تقارب 5%، وذلك بفضل تنوع القطاعات الاقتصادية من المناطق الحر وصناعة الفعاليات واستقطاع وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة باعتباره تلعب دوراً كبيراً في تنشيط الاقتصاد، ونتيجة لهذا التوجه فان 80% من الشركات العالمية تتواجد في دبي.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح جلسات منتدى جدة الاقتصادي 2014 في نسخته الرابعة عشرة الذي افتتحه الأمير مشعل بن عبد الله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار، والشيخ صالح بن عبدالله كامل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بجدة وأمام أكثر من 2000 مشارك من الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا.

دور البنية التحتية

وأكد الطاير دور البنية التحتية في تعزيز التنمية الاقتصادية، وسلط الضوء على تجربة هيئة الطرق والمواصلات في تطوير البنية التحتية للطرق ومنظومة النقل الجماعي، وقال: هناك عوامل كثيرة تؤثر على التنمية الاقتصادية في اي بلد وهذه العوامل تشمل الانظمة والتشريعات، والخدمات المتوفرة، والاستقرار السياسي، والموقع الاستراتيجي، وهذه العوامل مهمة لكن البنية التحتية لها اهمية خاصة حيث انها هي المحرك الاساسي للتنمية الاقتصادية.

وأضاف: تركز حكومة دبي على التطوير المستمر للبنية التحتية للطرق والنقل والمحافظة على جودتها، وساهم هذا التوجه في حصول دولة الإمارات على المركز الأول عالميا في جودة شبكة الطرق حسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2013، وفوز امارة دبي باستضافة احداث عالمية مثل اجتماع صندوق النقد والبنك الدوليين، ومؤتمر الاتحاد العالمي للمواصلات العامة، واكسبو 2020، كما ساهم تطوير انظمة الطرق والنقل في توفير الوقت والوقود، وبلغت قيمة التوفير خلال الاعوام السبعة الماضية قرابة 72 مليار درهم، مشيراً إلى أن حكومة دبي حرصت على استخدام افضل التقنيات المتوفرة بعد دراستها والتأكد من ملاءمتها لظروف دبي.

حيث تم استخدام احدث ما توصلت له التكنولوجيا في مترو دبي الذي يعد اطول مترو في العالم يعمل بشكل آلي بالكامل بدون سائق، كما أن ترام دبي الذي سيتم تشغيله في نوفمبر القادم، يعد احد الانظمة القليلة على مستوى العالم التي يتم تغذيتها بالكهرباء بواسطة خطوط ارضية دون اسلاك هوائية.

446 مليون راكب

وأكد أن التكامل بين منظومة النقل الجماعي يعد احد عناصر التميز الاخرى للبنية التحتية للطرق والنقل في امارة دبي، ونسعى الى تحقيق التكامل بين انظمة النقل وخطط التنمية الحضرية والاقتصادية للإمارة، كما نسعى الى تحقيق التكامل بين مختلف وسائل النقل وايجاد توازن مقبول ما بين استخدام المركبات الخاصة واستخدام وسائل النقل الجماعي، وإدخال وسائل نقل جديدة شملت المترو والترام ووسائل النقل البحري الحديثة مثل الفيرى والباص والتاكسي المائي، وأثمرت هذا الجهود في زيادة عدد الركاب من 163 مليون راكب في عام 2006 الى 446 مليون راكب عام 2013.

وأضاف: يمثل توفير التنقل الذكي احد المحاور الستة الرئيسية في استراتيجية المدينة الذكية، ولتحقيق هذه الغاية وضعت هيئة الطرق والمواصلات خارطة طريق واضحة تتضمن توفير مجموعة من انظمة وتطبيقات الطرق والنقل الذكية مثل المواقف الذكية لسهولة التعرف على المواقف الخالية وتنظيم استعمال المواقف، والتاكسي الذكي الذي يوفر شاشات تفاعلية للاطلاع على معلومات رحلات الطيران وانجاز اجراءات المغادرة في المطار (Check-In)، ونظام شامل لتوفير معلومات آنية ودقيقة حول حركة المرور على الطرق.

وأشار مطر الطاير في كلمته إلى فوز دبي باستضافة معرض اكسبو 2020 موضحاً إن الهيئة تقوم حالياً بإعداد خطة طرق ونقل شاملة لخدمة المعرض سيتم من خلالها توفير حلول ذكية وصديقة للبيئة حيث ستكون جميع الحافلات ومركبات الاجرة المخصصة لخدمة المعرض صديقة للبيئة، حيث يتوقع أن يزور المعرض 25 مليون شخص خلال ستة أشهر، وسيوفر المعرض حوالي 270 ألف فرصة عمل.

وتطرق الطاير في كلمته إلى مبادرة برنامج (اكسبو لايف) وهو عبارة عن برنامج مدته سبع سنوات، ويهدف الى تحقيق التعاون والابتكار وترجمة شعار المعرض إلى فرص وشراكات تعود بالنفع على الجميع، ويتضمن برنامج (اكسبو لايف) انشاء (صندوق شراكة اكسبو) بقيمة 100 مليون يورو على شكل منح وقروض وجوائز يتم تحديدها بناءً على طبيعة وفئة المشاريع والمبادرات.

وحظيت الكلمة الرئيسة التي ألقاها مطر الطاير في المؤتمر بإشادة كبار المسؤولين والمشاركين في المؤتمر.

أهداف المؤتمر

ويهدف المؤتمر لتوفير ما يقارب (15) مليون فرصة عمل في المملكة ودول الخليج العربي من خلال سياسات اقتصادية تسهم في القضاء على البطالة لدى الشباب. تضمنت جلسات المنتدى طرح نقاشات لإيجاد النمو الاقتصادي المستدام، مع التعمّق في التركيز على قطاعين محددين هما السياحة من جهة، والنقل من جهة أخرى، والتركيز أيضا على فئة الشباب كمحور رئيسي للمنتدى، حيث يعتمد النمو الاقتصادي المستدام على جانبين رئيسيين أحدهما الطلب الذي يتمثل في إيجاد بيئة مواتية لممارسة الأعمال تساعد على الاستثمار وإيجاد القطاع الخاص للوظائف بطريقة مستدامة، إلى جانب تشجيع روح المبادرة ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

إسعاد الناس

تطرق مطر الطاير في كلمته إلى الاستراتيجية التي اطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) الرامية لجعل دبي المدينة الاذكى عالمياً خلال ثلاث سنوات وتهدف إلى تقديم كافة الخدمات للجمهور بسهولة ويسر من خلال الهواتف الذكية وصولا إلى تحيق هدف (اسعاد الناس)، حيث لم تعد حكومة دبي تكتفى بخدمة ورضا المتعاملين بل تجاوزت ذلك الى تغيير جودة الحياة واسعاد الناس.

المصدر: دبي- البيان