زار وفد يترأسه طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، جمهورية رواندا لرصد وتقييم التقدم الذي أحرزه البرنامجان اللذان تم إطلاقهما في أغسطس من العام 2017، ويركز الأول على تحسين جودة التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، بينما يعمل البرنامج الثاني على تمكين فئة الشباب.
هذا ويهدف برنامج «تعليم الطفولة المبكرة»، الذي أطلقته المؤسسة تحت اسم «تعزيز الجاهزية المدرسية في رواندا» بالشراكة مع «الخدمة التطوعية في الخارج» (VSO) في مقاطعة نياماشيكي، إحدى أكبر وأكثر المقاطعات فقراً في البلاد، إلى تأهيل وإعداد 2520 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات لبيئة مدرسية نظامية، وتصل قيمته الاستثمارية إلى 5.2 ملايين درهم.
دور
وقال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: هناك حاجة كبيرة لتوفير تعليم الطفولة المبكرة في رواندا، ونحن فخورون بأن دبي العطاء تؤدي دوراً محورياً لسد الفجوة في هذا المجال بما يتماشى مع استراتيجية وزارة التربية والتعليم، ويهدف برنامج دبي العطاء إلى تزويد الأطفال ما قبل مرحلة المدرسة الأساسية بالمهارات، للاستعداد للمدرسة والمساعدة على تحقيق انتقال سلس إلى المدرسة الأساسية.
وأضاف إنه من خلال هذا التدخل الذي يتكون من مجموعة من الأنشطة بما في ذلك تدريب المعلمين وبناء القدرات، نقوم بمعالجة التحديات التي تحول دون وصول الأطفال ما قبل مرحلة المدرسة الأساسية إلى تعليمهم الأساسي، كما يتضمن البرنامج عنصراً فريداً يهدف إلى دمج الأطفال من أصحاب الهمم ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة في التعليم العام، حيث نعتقد أنها خطوة رئيسة نحو ضمان اندماجهم المستقبلي في المجتمع.
والتقى الوفد، هزاع محمد القحطاني، أول سفير لدولة الإمارات في رواندا، الذي أكد الدور المحوري الذي تؤديه دبي العطاء لتعزيز قطاع التعليم في البلاد، مشيراً إلى أن هذا العام يصادف عام زايد، القائد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الذي ما زالت قيمه تُلهمنا وتُشجعنا على تقديم يد العون إلى البلدان النّامية، إذ نسعى جاهدين إلى مواصلة مسيرته الخيرية وذلك من خلال مساعدة الآخرين.
وأكد أنه ومن خلال هذه الرؤية، عززت دولتنا وجمهورية رواندا علاقات ثنائية متينة واستثنائية ما زالت تشهد تطوراً وازدهاراً ملحوظاً، وتتطلع دولة الإمارات إلى تعزيز تعاونها مع رواندا في مختلف المجالات، ونحن فخورون بأن برامج دبي العطاء تدعم قطاع التعليم في هذا البلد، وذلك تماشياً مع سياسة المساعدات الخارجية التي تنتهجها دولة الإمارات العربية.
وقال بابا ديوف، مدير مؤسسة الخدمة التطوعية في الخارج (VSO) في رواندا: مع نسبة تقدر بأقل من 15٪ من معدل الالتحاق بالمدرسة ما قبل المرحلة الأساسية في رواندا، قامت مؤسسة «الخدمة التطوعية في الخارج» (VSO) بالشراكة مع دبي العطاء بالاستثمار في تطوير نموذج شامل للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في منطقة نياماشيكي، إذ تم تسجيل 1,687 طفلاً فقط من 30 مدرسة نموذجية لدى إطلاق البرنامج، فيما تضاعف العدد العام الماضي ثلاث مرات متجاوزاً الهدف الأصلي.
وأضاف إن هناك تحسناً ملحوظاً في معدل التسجيل إذ ارتفع إلى 17.5٪ في رواندا، والفرصة كبيرة لتوسيع هذا النموذج في جميع أنحاء البلاد وتمكين عدد أكبر من الأطفال من أصحاب الهمم، ولا سيما الأطفال في المناطق الريفية النّائية من تحقيق مهارات الاستعداد المدرسي والحصول على تعليم مدى الحياة.
التعلم والابتكار
وانتقل الوفد إلى العاصمة كيغالي لرصد التقدم المنجز في برنامج دبي العطاء الذي يأتي تحت عنوان شراكة من أجل التعلم والابتكار والذي يجري تنفيذه مع مؤسسة تعليم (!Educate)، بقيمة قدرها 3.6 ملايين درهم إماراتي، ويهدف إلى إحداث نقلة نوعية في التعليم الثانوي.
كما يدعم البرنامج سياسة الحكومة الوطنية للتعليم وإصلاح المناهج الدراسية التي تهدف إلى زيادة فرص الشباب الروانديين للنجاح في التعليم والعمل، وكذلك تمكين المعلمين من تنفيذ الإصلاحات الحكومية. ويستفيد من البرنامج 16000 شاب رواندي بشكل مباشر في 175 مدرسة تنتشر في 11 مقاطعة في الجمهورية.
وفي سياق تعليقه على الأثر الذي أحدثه البرنامج حتى الآن، قال طارق القرق: يواجه الشباب في رواندا نقصاً وفجوات كبيرة في المهارات والقدرات، إذ إنهم غير مجهزين بشكل يتناسب مع متطلبات سوق العمل، ولا سيما أن معظم الشباب الذين يتخرجون من المدارس الثانوية يلتحقون بالعمل في القطاع غير الرسمي.
وأضاف: من خلال برنامجنا، نعمل على تمكين الشباب الروانديين بالمهارات اللازمة للحصول على فرص عمل مناسبة، وفي الوقت نفسه، دعم الحكومة في مسيرتها الإصلاحية لسياسة التعليم، وضمان أن تكون مهارات ريادة الأعمال جزءاً لا يتجزأ من المناهج التعليمية الوطنية، مؤكداً حرص وحماسة الشباب الروانديين، على الإسهام في قصة نجاح وطنهم.
ورحب بوريس بولاييف، المدير التنفيذي لمؤسسة «تعليم» برئيس الوفد وأعضاء فريق عمل دبي العطاء قائلاً: من خلال شراكتنا مع دبي العطاء، نوفر الدعم للحكومة الرواندية لتزويد الشباب في جميع أنحاء البلاد بالمهارات اللازمة للحصول على فرص عمل.
وأعرب عن سعادته بتدريب المعلمين على أساليب التدريس المبتكرة القائمة على المهارات في الفصول الدراسية، ولرؤية الأعمال الإبداعية والمشاريع المجتمعية التي يطلقها الطلاب، مؤكداً اهتمامه بالشراكة مع دبي العطاء لإعداد الشباب في رواندا وفي جميع أنحاء أفريقيا بالمهارات اللازمة للنجاح في اقتصاد اليوم.
لقاء
والتقى الوفد أيضاً الدكتور يوجين موتيمورا، وزير التعليم الرواندي وإسحاق مونياكازي، وزير دولة للمدارس الأساسية والثانوية؛ والدكتورة أوستا كايتسي، نائب الرئيس التنفيذي لمجلس الحوكمة الرواندي؛ وكمالي آمي فابيين، عمدة مقاطعة نياماشيكي، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين والشخصيات الرسمية.
30
يهدف برنامج «تعليم الطفولة المبكرة» إلى إنشاء 30 مركزاً نموذجياً لتعليم اﻟطﻔوﻟﺔ اﻟﻣﺑكرة تعد من أفضل الممارسات لتعليم اﻟطﻔوﻟﺔ المبكرة، كما يهدف تصميم البرنامج الشامل إلى تحسين البيئة المدرسية من خلال إعادة ترميم الفصول الدراسية وتعزيز توفير المياه والمرافق الصحية والنظافة الشخصية في المدارس، وإشراك الوالدين وأفراد المجتمع المحلي في هذا النظام التعليمي.
المصدر: البيان