حققت دبي انجازاً جديدا في مساعيها الرامية إلى الحد من انبعاثات الكربون من خلال الحصول على اعتماد شبكة المدن الأربعين القيادية C40 في مجال الحد من ظاهرة تغير المناخ، وهي شبكة عالمية رائدة تضم مجموعة من المدن الملتزمة بالتصدي لظاهرة التغير المناخي وحماية كوكب الأرض. وتأسست الشبكة في عام 2005، وضمت 75 مدينة من المدن الكبرى عملت على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة من خلال تبادل المعرفة وأفضل الممارسات فيما بينها.
وقد انضمت مدينة دبي إلى عضوية شبكة المدن الأربعين القيادية في مجال الحد من ظاهرة تغير المناخ «C40» العالمية، في عام 2015، لتصبح ضمن مجموعة النخبة لمدن العالم الحاصلة على هذه العضوية، وذلك تقديراً لمكانتها ودورها المتقدم والمؤثر تجاه حماية البيئة، وإشادة بخططها وبرامجها في مجال معالجة التحديات التي من شأنها أن تقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تشكل خطراً على المناخ في العالم.
وتقدم المدن الرئيسية في العالم تقارير سنوية عن بيانات الغازات الدفيئة وأهداف التخفيض من خلال بروتوكول الغازات الدفيئة التي تدعم الأداء وأفضل الممارسات.
وقام المجلس الأعلى للطاقة في دبي في عام 2013 وبدعم من مركز دبي المتميز لضبط الكربون بوضع إستراتيجية دبي للحد من انبعاثات الكربون لعام 2021، وبدأت عملية جرد للغازات الدفيئة عام 2011.
ويتم جمع بيانات الغازات الدفيئة سنويا وتقييم التقدم الحاصل مقارنة بأهداف التخفيض المحددة، والتي تم إعدادها بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي، وهيئة الطرق والمواصلات، وبلدية دبي وشركة الامارات العالمية للألمنيوم بالإضافة إلى مؤسسات أخرى معنية بإعطاء معلومات عن مصادر الانبعاثات في دبي. وقد وضع هذا البرنامج آلية قوية لقياس الانبعاثات والسعي إلى خفض يتماشى مع رؤية دبي نحو تعزيز الاستدامة والتصدي لظاهرة تغير المناخ.
وقال سعادة سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي:” يأتي هذا الاعتماد ليؤكد الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة حول استشراف المستقبل من خلال تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، ورؤية الإمارات 2021 لضمان مستقبل سعيد وحياة أفضل للأجيال القادمة، وجعل دولة الإمارات أفضل دولة في العالم، وخطة دبي 2021 التي تتضمن نظرة شمولية ومتكاملة لتعزيز مستقبل دبي. ولتحقيق ذلك، أطلقنا العديد من البرامج والمبادرات الخضراء بما في ذلك استراتيجية دبي لخفض الانبعاثات الكربونية بنحو 16% بحلول 2021، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 للوصول بإجمالي إنتاج الطاقة في دبي من الطاقة النظيفة إلى 75% بحلول عام 2050، واستراتيجية إدارة الطلب على الطاقة والمياه، لخفض الطلب على الكهرباء والمياه بنسبة 30% بحلول عام 2030 “.
وأضاف سعادته: “لعبت دبي دورا أساسيا في الساحة العالمية من خلال مبادرات بارزة لدعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال كفاءة الطاقة وتغير المناخ والحد من انبعاثات الكربون، وجاء إطلاق المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر لتعزيز التعاون فيما بين البلدان والمنظمات الخاصة والمدن من أجل البحث عن مصادر مستدامة للطاقة وتمويل المشاريع الخضراء على الصعيد العالمي”.
ومن جهته قال سعادة أحمد بطي المحيربي، الأمين العام للمجلس الأعلى للطاقة في دبي :”أتاح انضمامنا لمجموعة المدن الأربعين القيادية في مجال حماية المناخ تبادل أفضل التجارب والخبرات في معالجة القضايا المتعلقة بالتنوع المناخي والتكيف معه والحد من المخاطر البيئية الناتجة عنه ، بالإضافة للاطلاع على قاعدة البيانات العالمية المكونة من مستندات وخرائط طريق وآليات اتخاذ القرار والتي يمكن الاستفادة منها ووضعها حيز التنفيذ محلياً من أجل التصدي للتحديات القائمة على أرض الواقع، والمشاركة في الفعاليات الإقليمية والعالمية لعرض مسيرة النجاح التي حققتها دبي”.
وأضاف:”تعد استراتيجية دبي للحد من الانبعاثات الكربونية 2021 الأولى من نوعها في المنطقة، حيث تعالج قاعدة بيانات الانبعاثات جنبا إلى جنب مع برامج الأداء والحد. وتمكنت دبي من خفض نصيب الفرد من الانبعاثات في عام 2016 مقارنة مع خط الأساس لعام 2011 من 23.08 إلى 18.37 طن سنويا للفرد”.