تنطلق اليوم الدورة الرابعة من «مختبرات الإبداع» لخطة دبي 2021 بعنوان «حكومة للناس»، والتي تعقدها الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي على مدى يومين، في فندق زعبيل هاوس في منطقة السيف والتي تتميز بطابعها التراثي الذي يجسد ويحاكي حياة أهل دبي في خمسينات القرن الماضي وتتميز بصفتها مركزاً رئيساً للتجارة البحرية منذ بداية نشأة إمارة دبي، في إطار سعيها لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وانطلاقاً من توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، الرامية إلى توفير سبل ودعائم الرفاهية والعيش الكريم والسعادة التي يطمح إليها مجتمع إمارة دبي.
ويشارك نخبة من الخبراء والمختصين من مختلف الجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة والقطاع المدني، ضمن تخصصات ومجالات عدة بهدف تقديم أفضل المخرجات الممكنة لتسريع تحقيق مستهدفات خطة دبي 2021، خاصة مع دخول مرحلة تنفيذ الخطة منتصف الإطار الزمني، وسينصب تركيز مختبرات الإبداع لهذا العام على الاستعداد المسبق لاستقبال المستقبل بخطط واضحة بالإضافة إلى التنفيذ العملي لتجاوز التحديات الحالية وتحقيق المستهدفات الطموحة التي حددتها خطة دبي 2021، حيث تم تحديد 8 مواضيع ذات أولوية ضمن محاور الخطة الستة، لمناقشتها خلال دورة هذا العام، بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع وهيئة دبي للثقافة والفنون وهيئة الصحة بدبي والقيادة العامة لشرطة دبي ودائرة الأراضي والأملاك ودائرة الموارد البشرية لحكومة دبي.
قدرات
وتعد «مختبرات الإبداع» مصدر دعم مؤثراً وفعّالاً لقدرات إمارة دبي في خلق المزيد من الأفكار المُبدعة، ووضع الخطط الكفيلة في اقتناص الفرص ومعالجة التحديات من خلال النقاش المتخصص حول مختلف المتطلبات التنموية لاستخلاص وتبني الأفكار الخّلاقة بما ينعكس بشكل إيجابي على نمط حياة الأفراد في الإمارة.
وأكد عبد الله البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي: «تستعد دبي كعادتها للمستقبل تجسيداً لتطلعات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، في الارتقاء بدبي لجعلها المكان المفضل للعيش والعمل والمقصد المفضل للزائرين، وتحقيق سعادة الفرد، وتوفير الرفاهية والحياة الكريمة للجميع من خلال خطط بعيدة المدى تتسم بالمرونة والفعالية وتعتمد في نهجها على طريقة التفكير الإبداعي، والمشاركة الجماعية للأطراف المعنية، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من العمل المتواصل لدعم دبي في مسيرتها نحو الريادة والعالمية في مختلف المجالات الحيوية، وفق خطط تضمن استمرارية النجاح واستدامته».
وقال البسطي: «أصبح الإبداع والابتكار اليوم مهارتين أساسيتين لتمكين الشعوب من مواجهة تحديات المستقبل والمتطلبات المتنامية، مشيراً إلى المنافسة الحتمية بين المدن التي تمتلك قدرات متباينة، ستُحدّد مدى أهليتها لتولي زمام الريادة، وذلك بناءً على تفاصيل دقيقة يلعب فيها التفكير الإبداعي الدور الأهم.
وأضاف الأمين العام للمجلس التنفيذي: في إطار تخطيطها للمستقبل، اعتمدت الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، مختبرات الإبداع، كمنصة تفاعلية ومدخلاً رئيساً في عملية تنفيذ خطة دبي 2021، يتم من خلالها استعراض مستجدات سير عمل الخطة، ومناقشة أهم المواضيع بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين والمسؤولين، ولم يأتِ اسم «حكومة للناس» كمجرد عنوان لمختبرات هذا العام، إنما هو تجسيد وانعكاس لنهج متأصل تتبعه قيادتنا بأن الإنسان هو أغلى وأثمن ما نملك، كما تم اختيار منطقة السيف المطلة على خور دبي لتحفيز المشاركين على استلهام الأفكار البناءة والريادية من خلال استذكار نهج آبائنا المؤسسين في الكفاح والمثابرة والإبداع لتحويل دبي من قصة المستحيل إلى اللا مستحيل.
وفي السياق نفسه، قالت عائشة ميران، مساعد الأمين العام لقطاع الإدارة الاستراتيجية والحوكمة في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي: يتطلب النهج الحديث الذي تعتمده حكومة دبي لعملها المزيد من الأفكار الخلاقة التي تواكب الرؤى التنموية الطموحة للإمارة، والحفاظ على استدامتها، وتبرز مختبرات الإبداع كداعم رئيس لتطوير منظومة العمل في الإمارة، وتعزيز تنافسيتها وقدرتها على تحقيق أهدافها التنموية.
وأضافت: تستند إدارة المختبرات هذا العام إلى منهجية التفكير التصميمي، وذلك لمحورة الحلول حول المستخدمين والمستفيدين، وتحفيز استشراف المستقبل والتكفير الإبداعي والحلول الخلاقة المرتكزة على التنفيذ الفعّال والسريع، فضلاً عن تشجيع مشاركة الجميع من خلال بيئة محفزة ذات طاقة عالية، وتعزيز مشاركة نخبة من الشباب للتأكد من توافق الحلول ومواءمتها لاحتياجاتهم الآنية والمستقبلية.
وتمثل مخرجات مختبرات الإبداع خارطة طريق نحو المستقبل، انطلاقاً من تركيز موضوعات الجلسات على المحاور الرئيسة لخطة دبي 2021، للخروج بتوصيات تسهم في تقديم دبي كنموذج يحتذى في كيفية تشجيع الكفاءات المبدعة وإتاحة المجال أمام الجميع للمشاركة في مسيرة البناء، مع مواصلة توفير خدمات متميزة ومتاحة في كافة القطاعات، وتهيئة البيئة الملائمة والمستدامة، التي تأخذ باعتبارها احتياجات كافة أفراد المجتمع.
وتشهد مختبرات الإبداع على مدى يومين توزيع المشاركين من مختلف الخبراء إلى 8 جلسات مختلفة، لمناقشة الموضوعات الحيوية ذات العلاقة بالمواطن والمجتمع، من خلال جلسات حوار تضم كل منها عدداً من الخبراء والأكاديميين الدوليين والمحليين، من أصحاب الخبرات الواسعة في الموضوعات المطروحة، إضافة إلى ممثلين من الجهات الحكومية في دبي.
ويستهدف الموضوع الأول بعنوان «رحلة التمكين» وضع منظومة متكاملة لتمكين الإماراتيين وإخراجهم من دائرة الرعاية والاعتماد على المنافع الاجتماعية إلى التمكين والتنمية الاجتماعية، أما الموضوع الثاني بعنوان «الفن في كل مكان» فيستهدف تطوير الجانب الفني والجمالي لثلاثة مستشفيات في دبي بهدف خلق بيئة داعمة للرعاية ومحفزة على العلاج، فيما يستهدف الموضوع الثالث بعنوان «طفولة آمنة» إلى تصميم وتطبيق نظام متكامل لحماية الطفل في إمارة دبي، وموضوع «مع الأمل… دبي» فيستهدف تطوير وتطبيق منظومة للكشف وتشخيص أمراض الصحة النفسية ورفع الوعي حول الصحة النفسية في المجتمع، فيما يناقش موضوع «صحة 7 نجوم» تطوير منظومة لقياس أداء وجودة الخدمات الصحية في المنشآت الصحية العاملة في الإمارة، وموضوع «لن أعود» فيستهدف إيجاد حلول متكاملة تعالج ظاهرة العودة إلى الجريمة وتسليط الضوء على رعاية وحماية الأحداث من الجنوح، فيما يستهدف موضوع «استثمر هنا» وضع سياسات وبرامج لإنعاش القطاع العقاري، وأخيراً فإن موضوع «حكومة الكفاءات» فيستهدف وضع رؤية طموحة لمستقبل الموارد البشرية الحكومية في دبي وإعادة النظر في السياسات والنظم الحالية بما يضمن استقطاب أفضل الكفاءات وإدارتها بكفاءة وفعالية لرفع مستوى إنتاجية الجهاز الحكومي.
تحديات
إن الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي تسعى من خلال مختبرات الإبداع إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه تحقيق مستهدفات خطة دبي 2021، من خلال وضع مجموعة من القضايا تحت المجهر، ومناقشتها بالتفصيل بحضور الأطراف المعنية كافة، ومن ثم الخروج بخطط عمل تنفيذية مشفوعة بأطر زمنية ومسؤوليات واضحة، ومعالم تنفيذ يمكن متابعتها لتقييم مستويات الإنجاز المتحققة بشفافية
وعقدت الأمانة العامة الدورة الأولى من مختبرات الإبداع لخطة دبي 2021 في نوفمبر 2014، واعتبرت إحدى أهم مراحل تطوير الخطة، حيث كانت نقطة الأساس لوضع البرامج الاستراتيجية. كما ساهمت في تعزيز تفاعل كافة الجهات المعنية في عملية تطوير الخطة.
وتوزعت المواضيع على 19 مختبراً تم عقدها على مدى أربعة أيام متتالية، ضمت كل منها خبراء ومختصين من شتى القطاعات، وشارك في المختبرات أكثر من 300 خبير من القطاع الحكومي والخاص من داخل الدولة وخارجها من أكثر من 80 جهة، وخرج المشاركون بأكثر من 400 برنامج استراتيجي شكلت بمجملها أساسات تنفيذ خطة دبي 2021.
وتناولت الدورة الثانية للمختبرات، والتي عقدت في مارس 2016 مواضيع تم اختيارها بناءً على دراسات سابقة وعلى نتائج تحليل البيانات والمعلومات المتعلقة بمؤشرات أداء الخطة للعام 2015، وشارك في المختبرات أكثر من 115 خبيراً من داخل وخارج الدولة من 50 جهة، ونتج عنها ما يفوق عن 100 توصية ومبادرة تم وضعها في حيز التنفيذ ضمن برامج خطة دبي 2021.
08
تعقد الدورة الرابعة من مختبرات الإبداع هذا العام اليوم وغداً وستتضمن مناقشة 8 موضوعات استراتيجية ضمن محاور خطة دبي 2021، حيث سيتم توزيع فرق العمل المشاركة لمناقشة كل موضوع على حدة في جو يسوده روح الفريق المتلاحم، لتجسيد رؤية القيادة الرشيدة الرامية إلى تبوؤ المركز الأول في شتى المجالات، والخروج بتوصيات تضمن تحقيق غايات خطة دبي 2021 والحفاظ على ريادة دبي العالمية.
وتمخضت مخرجات مختبرات الإبداع عن عدة استراتيجيات ومبادرات تحققت على أرض الواقع، أهمها استراتيجية دبي الصناعية 2030، وبرنامج محمد بن راشد للطلبة المتميزين، وقانون الأمر الجزائي، ومؤتمر دبي للترجمة، ومؤتمر دبي للنشر، ومنظومة تصنيف الشركات الصغيرة والمتوسطة، وقضية اليوم الواحد، وجائزة أمناء المكتبات المدرسية.
المصدر: البيان