استقبلت دبي، خلال العام الماضي، 15.79 مليون زائر، بنسبة نمو 6.2% مقارنة مع 5% خلال عام 2016، لتسجل بذلك رقماً قياسياً جديداً في أعداد الزوار، في وقت تسعى فيه للحفاظ على موقعها المتميز على خريطة السياحة العالمية وترتيبها الرابع كأكثر وجهة سياحية يقصدها الزوار حول العالم.
وأظهرت إحصاءات صادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي لعام 2017، أن السوق الهندية حافظت على موقعها في صدارة قائمة الأسواق الرئيسة المصدرة للسيّاح إلى دبي خلال عام 2017 بنحو 2.1 مليون زائر، تليها السوق السعودية التي حافظت كذلك على مرتبتها الثانية، بعد أن سجلت 1.53 مليون زائر.
أعداد الزوار
وتفصيلاً، كشفت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، عن الإحصاءات النهائية لعام 2017، التي أظهرت مؤشراتها توجه الإمارة بخطى متسارعة نحو تحقيق رؤية دبي السياحية 2020 الرامية إلى استقبال نحو 20 مليون زائر سنوياً.
ووفقاً لتلك الإحصاءات، فقد استقبلت دبي خلال العام الماضي 15.79 مليون زائر، بنسبة نمو 6.2% مقارنة مع 5% خلال عام 2016، مسجلة بذلك رقماً قياسياً جديداً في أعداد الزوار، الأمر الذي يؤكد قوة ومرونة قطاع السياحة والسفر في الإمارة.
الأسواق الرئيسة
وذكرت الدائرة أن السوق الهندية حافظت على موقعها في صدارة قائمة الأسواق الرئيسة المصدرة للسيّاح إلى دبي خلال عام 2017 بنحو 2.1 مليون زائر، لتصبح أول دولة تتخطى حاجز مليوني زائر في عام واحد، مسجلةً بذلك زيادة بنسبة 15%.
وحافظت السوق السعودية على مرتبتها الثانية من حيث أعداد الزوار، بعد أن سجلت 1.53 مليون زائر، بانخفاض نسبته 7% عن عام 2016، إلا أن المملكة لاتزال الأولى ضمن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
وجاءت المملكة المتحدة في المركز الثالث بنحو 1.27 مليون زائر، ونمو نسبته 2% مقارنة مع عام 2016، ما يؤكد اتساع نطاق جاذبية دبي لدى الزائر البريطاني.
وأظهرت النتائج أن الصين وروسيا استفادتا من الإجراءات المُيَسّرة لإصدار تأشيرات الدخول عند الوصول لرعايا البلدين، والتي تم الإعلان عنها مع نهاية عام 2016 وبداية عام 2017، لتسجل الصين 764 ألف زائر بنمو نسبته 41%، فيما سجلت روسيا 530 ألف زائر بنسبة نمو غير مسبوقة وصلت إلى 121%.
كما ازدادت أعداد الزوار من الولايات المتحدة (633 ألفاً)، وألمانيا (506 آلاف زائر).
مستويات الرضا
وشددت «دبي للسياحة» على أن من أهم العوامل التي تضمن تأسيس علاقات قوية مع زوار ومحبي دبي، بما يشجعهم على تكرار الزيارة، هو الحفاظ على أعلى مستويات الرضا بشكل دائم، لافتة إلى أنه يتم قياس مدى رضا آلاف الزوار على مدار العام في كل المواقع من خلال الزيارات الصارمة والمنتظمة التي ينفذها «المسح الميداني للزوار الدوليين» في دبي، الأمر الذي يضمن قدرة دبي على الإيفاء بوعودها.
مكاسب جديدة
وقال المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، هلال سعيد المري، إن دبي تستمر في تحقيق مكاسب جديدة، وتوسيع حصتها السوقية في قطاع السياحة والسفر العالمي، وبالتالي زيادة المساهمة في إجمالي الناتج المحلي للإمارة، لافتاً إلى أن الزيادة القوية في أعداد الزوار خلال عام 2017 تفتح المجال لدفع عجلة تحقيق أهداف الرؤية الاستراتيجية 2020.
وأضاف المري: «في الوقت الذي تسعى فيه دبي للحفاظ على موقعها المتميز على خريطة السياحة العالمية وترتيبها الرابع كأكثر وجهة سياحية يقصدها الزوار حول العالم، فإنها أيضاً تعمل على تعزيز أدائها من خلال الشراكات الاستراتيجية مع الدوائر الحكومية وشركات القطاع الخاص، لكي تتمكن من تحقيق النجاح والوصول بدبي إلى المرتبة الأولى على قائمة المدن الأكثر زيارة، والمدينة المفضلة التي ينصح بزيارتها، فضلاً عن تسجيل أعلى معدلات الزيارات المتكررة».
وأكد المري أن «قطاع السياحة والسفر في دبي يتمتع بمكانة راسخة على المستويين الإقليمي والدولي، بما لديه من قدرات متفوقة وخيارات متنوعة، ونحن مستمرون في البناء على الركائز الثماني الأساسية لقطاع السياحة والسفر، إضافةً الى تعزيز علاقات التعاون المستمر مع شركائنا للارتقاء بجاذبية القطاع، وذلك لمواكبة تطلعات الزوار من مختلف أنحاء العالم».
وأرجع المري قوة أداء قطاع السياحة والسفر في دبي خلال عام 2017 إلى الاستراتيجية المبتكرة التي ترتكز على ثلاثة أبعاد تتمثل في تنويع الأسواق، والمرونة في بناء علاقات تواصل شخصية مع الزوار، والتطور المستمر في قدرات دبي وخياراتها السياحية.
توسيع الخيارات والوجهات
شهد عام 2017 قفزات كبرى في توسيع الخيارات التي توافق تطلعات شرائح أوسع من زوار دبي، عبر افتتاح الواجهة البحرية «لامير». كما تم خلال عام 2017 افتتاح «متحف الاتحاد» الذي يقدم وجهة ثقافية للزوار الراغبين باكتشاف تاريخ دولة الإمارات وسيرة المؤسسين الأوائل. وعلى مستوى الترفيه والحفلات، تم افتتاح «لا بيرل» كأول عرض مسرحي مائي وحديث جداً في «مدينة الحبتور».
كما شهد عام 2017 دخول عدد من المشروعات الترفيهية حيز التشغيل الكامل، ومنها «آي إم جي عالم من المغامرات»، ومدينة «دبي باركس آند ريزورتس» الترفيهية، إضافة إلى افتتاح مرافق أخرى في «دبي باركس آند ريزورتس»، منها «موشنغيت» ومنطقة ألعاب «ليونز غيت».
وشهدت دبي أيضاً تدشين «إطار دبي»، و«سفاري دبي»، اللذين سرعان ما اكتسبا زخماً جماهيرياً وإقبالاً كبيرين من الزوار.
ومن بين المواقع والمعالم المنتظر افتتاحها في 2018، «منطقة دبي التاريخية» التي ستمنح الزوار فرصةَ الاطلاع عن كثب على تاريخ دبي، والتعرف الى عادات وتقاليد أهلها، في وقت لاتزال فيه أعمال تطوير منطقة «حتا» مستمرة لتقدم وجهة للتنزه في أرجاء الطبيعة، والتي بدأت فعلياً في اكتساب جماهيريتها كملاذ هادئ، بعيداً عن صخب المدينة، ووجهة مميزة لعشاق المغامرات والمشاهد الطبيعية.
تسهيلات التأشيرة والرحلات المباشرة وتنويع الأسواق ترفع مستويات التدفّق السياحي إلى دبي
أكّد مسؤولون في قطاع الضيافة والسياحة أن دبي تواصل تسجيل معدلات نمو قوية في مستويات التدفق السياحي، لافتين إلى أن السوق الفندقية في دبي شهدت دخول عدد كبير من الغرف الجديدة خلال العام الماضي، إلا أن مؤشرات الإشغال لاتزال قوية.
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن تسهيلات التأشيرة كان لها الدور الأكبر، باعتبارها المحدد الأساسي لدى اختيار وجهة سياحية ما، مشيرين إلى الرحلات المباشرة التي تسيّرها الناقلات الوطنية إلى مختلف المدن والأسواق الأساسية المصدرة للزوار، وتنويع قاعدة الأسواق المصدرة للزوار إلى الإمارة، وزيادة السعة الفندقية.
تدفّق سياحي
وتفصيلاً، قال رئيس مجلس إدارة شركة «الرؤية» للسياحة، علي أبومنصر، إن دبي تواصل تسجيل معدلات نمو قوية في مستويات التدفق السياحي، مشيراً إلى أن الإمارة كانت في الماضي وجهة سياحية بعيدة المنال بالنسبة للكثيرين، لكن السوق السياحية في دبي شهدت تغييرات جذرية خلال الفترة الأخيرة، سواء من حيث عدد الغرف الفندقية ونوعيتها، أو اتجاهات التسويق، ما جعل من كلفة المنتج السياحي في متناول شرائح أكبر.
وأضاف أن سياسات التسويق السياحي في دبي تغيرت، خلال السنوات الأخيرة، من خلال تنويع قاعدة الأسواق المصدرة للزوار إلى الإمارة، وزيادة السعة الفندقية وتنويعها، بحيث تلائم كل الزوار، فضلاً عن التسهيلات المتعلقة بإصدار التأشيرات.
وأوضح أن من الصعب الاعتماد على فئة معينة من الزوار، لأن التأثيرات تظهر مباشرة فيما لو طرأت مشكلات تتعلق بأسعار صرف العملات وغيرها من عوامل تعيق السياحة.
وشدد أبومنصر على أن تسهيلات التأشيرة لها الدور الأكبر، باعتبارها المحدد الأساسي لدى اختيار وجهة سياحية ما، مشيراً إلى أن الرحلات المباشرة التي تسيرها الناقلات الوطنية إلى مختلف المدن والأسواق الأساسية المصدرة للزوار، تلعب دوراً بارزاً في تعزيز مستويات التدفق السياحي في دبي التي تحتضن أكبر مطار في العالم من حيث عدد المسافرين الدوليين، كونه المحور الأساسي للنقل الجوي الذي يربط بين الشرق والغرب.
منتَج تنافسي
من جهته، قال رئيس شركة «العابدي» القابضة للسياحة والسفر، سعيد العابدي، إن المنتج السياحي في دبي تنافسي، لكن استمرارية تنويعه وجعله أكثر جاذبية أمر مطلوب بشكل دائم لمختلف فئات الزوار، لافتاً إلى أن متطلبات السائح من أسواق آسيا تختلف عن الزوار القادمين من دول الخليج العربي أو أوروبا.
وأشار العابدي إلى أهمية زيادة التنسيق بين شركات الطيران ووكالات السفر، فضلاً عن المنشآت الفندقية، لتصميم منتجات مبتكرة ذات مزايا تشجع الزوار على شرائها، مشدداً على أهمية مراجعة أسعار الخدمات السياحية بشكل متواصل.
ورأى العابدي أن زيادة عدد الغرف الفندقية المتوسطة من فئة ثلاث نجوم سيضيف مزايا أكبر للسوق السياحية، لافتاً إلى أهمية أن تطال جهود الترويج السياحي لدبي في الخارج، مختلف الجهات التي تقدم المنتجات السياحية، بما في ذلك القطاع الخاص. وأكد أنه على الرغم من دخول العديد من الغرف الفندقية إلى السوق المحلية، فإن معدلات الإشغال الفندقي لاتزال قوية.
إشغال قوي
وفي سياق متصل، قال المدير العام لفندق «البندر روتانا» في دبي، حسين هاشم، إن السوق الفندقية في دبي شهدت دخول عدد كبير من الغرف الجديدة خلال العام الماضي، إلا أن مؤشرات الإشغال لاتزال قوية، لافتاً إلى أن هناك توازناً بين العرض والطلب مع استمرار نمو تدفق الزوار إلى الإمارة. وبين هاشم أن الفنادق الجديدة التي دخلت إلى الخدمة في السوق، أسهمت في تراجع متوسط أسعار الغرف في ظل المنافسة في ما بينها على حصصها السوقية، ورفعها معدلات الإشغال، مؤكداً أن المنافسة تصب في مصلحة المنتج السياحي وجعله أكثر جاذبية.
الغرف الفندقية
بلغ عدد الغرف الفندقية في دبي مع نهاية العام الماضي 107 آلاف و431 غرفة فندقية بنمو نسبته 4% عن عام 2016، فيما حققت الفنادق من فئة أربع نجوم، التوسع الأبرز بنسبة نمو 10%، لتضيف 25 ألفاً و289 غرفة فندقية جديدة إلى السوق.
المصدر: الإمارات اليوم