«تغيير قواعد اللعبة» هو الشعار الجديد الذي أطلقته «موانئ دبي العالمية» في مشروع ميناء «لندن غيتواي»، الذي تمتلكه وتديره بالكامل، ويعد أكبر مشروع من نوعه في القارة الأوروبية، إذ يتضمن ميناء ضخماً ومنطقة لوجيستية تبلغ مساحتها مجتمعة أكثر من 10 كيلومترات مربعة.
ويأتي الشعار الجديد منسجماً مع خطة دبي الاستراتيجية في الاستثمار في موانئ الدول المتقدمة، وفقاً لرئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية، سلطان بن سليم، الذي حضر اتفاقية لتأجير مساحة مليون قدم مربعة لاستخدامها كمستودعات وأماكن تخزين لشركة «ماركس آند سبنسر» العالمية.
قرب الميناء
وأوضح بن سليم أن «الاستراتيجية الجديدة التي اتبعتها (موانئ دبي) في مشروع (لندن غيتواي)، المزمع تدشينه أواخر العام الجاري، تبنى على أن الميناء الجديد هو الأقرب للعاصمة التجارية البريطانية، فهو يبعد نحو 25 ميلاً عن قلب لندن، في حين أن بقية الموانئ تبعد مئات الأميال»، مضيفاً أن «أهمية المشروع، الذي تمتلكه حكومة دبي بالكامل، تكمن في احتوائه على ميناء ومنطقة لوجيستية تتيح للمتعاملين عمليات التخزين وإعادة التوزيع بشكل مشابه تماماً لميناء جبل علي، وهو أمر يندر وجوده في أوروبا».
وأشار بن سليم، خلال تدشين اتفاقية «ماركس آند سبنسر»، التي تعد أول شركة تنضم للمنطقة اللوجيستية، بحضور رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إلى أن «(لندن غيتواي) هو أحد المشروعات الضخمة التي تستثمرها دبي في بريطانيا، فهو يعادل في مساحته أربعة أضعاف مساحة الوسط التجاري في مدينة لندن، وتم خلاله تعميق نهر التايمز على امتداد 100 كيلومتر، في عملية كانت الأكبر من نوعها في تاريخ بريطانيا.
وأضاف أن «المشروع سيمر بثلاث مراحل، تنتهي الأولى، وهي الأكبر وتمثل 45٪ من المشروع، في الربع الأخير من العام الجاري، بقدرة مناولة تصل إلى 1.6 مليون حاوية باستخدام ثماني رافعات ضخمة، وباستخدام تقنيات حديثة على الساحل وفي الساحات»، مؤكداً أن «المشروع تم تصميم جميع مراحله على يد كوادر هندسية وطنية».
ولفت بن سليم إلى أن «(موانئ دبي) تدير حالياً 65 ميناء في قارات العالم الست، وبلغت استثماراتها خلال الفترة من 2006 إلى 2012 ما يزيد على 10 مليارات دولار لتطوير هذه الموانئ».
وأوضح أن «تركيز العمل في (موانئ دبي) يتم حالياً على أفضلية الدخل، وليس على زيادة عدد الموانئ التي تديرها الشركة، إضافة إلى التأكد من معادلة تحقيق النمو الجيد والعائد الجيد»، واستطرد: «ذلك هو ما دفعنا للاستثمار والعمل في دول متقدمة اقتصادياً ودفعها أيضاً للبيع والشراء وفقاً لنسبة النمو والأرباح، شريطة أن تحافظ دائماً على استراتيجية النمو بشكل دائم، من خلال زيادة المناولة وزيادة البضائع وزيادة الدخل».
نموذج حي
إلى ذلك، أشاد رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون بالمشروع الجديد، وقال خلال إلقائه كلمته الرئيسة في مقر الميناء بالقرب من أطول رافعة، هذا المشروع هو نموذج حي للمشروعات التي تتطلع لها بريطانيا، فهو واحد من أهم المشروعات الضخمة والحيوية، وسيعمل على تحقيق النمو الاقتصادي والتجاري للمملكة».
وأضاف: «يكفي أن هذه الرافعة هي أعلى من (لندن آي)، والمشروع من حيث الأهمية يفوق مشروع الأولمبياد»، مشيراً إلى أنه «يسهم في توفير فرص عمل كثيرة للبريطانيين، وسيؤدي إلى تطوير وتعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية بين بريطانيا والإمارات».
أكبر مشروع
من جهته، قال سفير الإمارات في بريطانيا، عبدالرحمن المطيوعي، إن «مشروع ميناء (لندن غيتواي) ومنطقة الحاويات التابعة للميناء والمنطقة اللوجيستية، يعد أكبر وأحدث مشروع من نوعه في أوروبا، وسيضم كبريات الشركات العالمية، التي ستعمل على توزيع منتجاتها عبره في بريطانيا والعالم».
وأضاف: «هذا المشروع الضخم سيعيد الزخم للبريطانيين ويعطيهم دوراً أكبر في التجارة العالمية والملاحة، خصوصاً بعد أن أخذت هولندا هذا الدور سنوات طويلة عبر ميناء روتردام»، موضحاً أن «المشروع بمراحله المختلفة سيوفر 39 ألف فرصة عمل، بعد أن تكتمل تلك المراحل في عام 2017، وفق الجدول الزمني المحدد للمشروع».
وأشار المطيوعي إلى أن «المشروع سيشكل نقلة نوعية على صعيد النقل، فهو سيحد من استخدام الطرق في بريطانيا، لقربه من لندن، ما يعني أنه سيستخدم لتزويد منطقة لندن وجنوب بريطانيا بالاحتياجات من خلال المنطقة اللوجيستية المخصصة لإعادة التوزيع والتخزين».
وأكد سفير الإمارات في بريطانيا أن «الميناء له مردود اقتصادي وسياسي جيد للغاية على الإمارات أيضاً، فهو سيضاعف من فرص الاستثمار ويوطد العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين»، مشيراً إلى أن «أهم مشروعين حالياً في بريطانيا يتم تنفيذهما بشراكات مع الإمارات، فبالإضافة إلى الميناء، سيتم الشهر المقبل افتتاح (مصفوفة لندن)، المشروع الخاص بتوليد الطاقة من الرياح، والذي ينفذ بالشركة مع شركة (مصدر)، وهو الأكبر من نوعه في أوروبا أيضا».
100 مليون حاوية
إلى ذلك، أفاد نائب الرئيس في «موانئ دبي العالمية»، جمال ماجد بن ثنية، بأن «الشركة تستقبل من خلال محطاتها أكثر من 56 مليون حاوية سنوياً، ومن المتوقع أن تصل إلى 100 مليون حاوية مع حلول عام 2020».
وأضاف أن «عدد موظفي الشركة حول العالم تجاوز 28 ألف شخص، وهي تصنف الآن من أكبر ثلاثة مشغلين في العالم».
وأوضح أن «ميناء جبل علي في دبي هو تاسع أكبر ميناء حاويات في العالم، بطاقة مناولة بلغت في عام 2012 أكثر من 13 مليون حاوية».
«ماركس آند سبنسر»
أعلنت مجموعة «ماركس آند سبنسر» أنها اتفقت مع شركة «موانئ دبي العالمية»، المطور الرئيس لمشروع ميناء «لندن غيتواي»، على استثمار 200 مليون جنيه إسترليني لإنشاء مركز توزيع رئيس للمجموعة ضمن الميناء، الذي سيفتتح في الربع الأخير من العام الجاري على نهر التايمز، على بعد 25 ميلاً من وسط لندن في ساوث إيسكس.
ووفقاً لوكالات أنباء، يتيح المركز الجديد للمجموعة نقل ملايين المنتجات مباشرة من السفن إلى المركز، المحاذي لمنطقة «غيتواي لوجستكس بارك»، المنطقة اللوجيستية التابعة للميناء.
ويمنح موقع الميناء الجديد في جنوب شرق لندن «ماركس آند سبنسر» طريقاً أقرب إلى المدن الرئيسة في المملكة المتحدة، الأمر الذي يحد من كلفة النقل بشكل كبير، ويختصر سنوياً ملايين الأميال اللازمة لإيصال بضائع المجموعة إلى وجهاتها النهائية في بريطانيا، مخفضاً بذلك أيضاً آلاف الأطنان من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون.
وسيوفر مركز «ماركس آند سبنسر» الجديد 700 فرصة عمل دائمة، كما سيكون هناك المئات من العمال الإضافيين الذين سيتم توظفيهم في مرحلة البناء والتشييد.
ورحب رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، خلال زيارته الميناء أمس، بإعلان المجموعة، واصفاً المركز الجديد بأنه «يمثل صرحاً كبيرا».
وقال المدير التنفيذي لمجموعة «ماركس آند سبنسر»، مارك بولاند: «سيصبح (لندن غيتواي) ثالث أكبر مراكز التوزيع التابعة لنا في المملكة المتحدة، إذ سنحول عملياتنا اللوجيستية إلى سلسلة إمداد حديثة وسريعة، تلائم مستقبل المجموعة»، مضيفاً: «في الوقت الذي أصبحنا شركة تجزئة عالمية متعددة الأقنية، فإن (لندن غيتواي) سيساعدنا لأن نصبح أكثر فاعلية عن طريق خفض التكاليف ووضع سلسلة إمداداتنا قريباً من متاجرنا وأسواقنا العالمية، ما سيمكننا بالتالي من تقليص مسافات نقل البضائع وخفض الانبعاثات الضارة».
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة «موانئ دبي العالمية»، سلطان أحمد بن سليم، إن «اليوم استثنائي بالنسبة للمملكة المتحدة بالنظر إلى أن المستهلك البريطاني سيكون لديه بنية تحتية لسلسلة إمدادات عالمية أكثر فاعلية وثقة، إنه مكان رائع، وتوقيت رائع أيضاً للتحدث عن التجارة العالمية».
من جهته، قال المدير التنفيذي لـ«موانئ دبي العالمية» في لندن، سايمون مور: «سيكون لدى (ماركس آند سبنسر) مركز توزيع عالمي مرتب بميناء عالمي يمنح المزيد من الثقة والفاعلية للأعمال، وعن طريق جلب السفن التي تحمل ملايين المنتجات إلى مكان قريب من نقطة الاستهلاك فإننا سنساعد المجموعة على تقصير طرق إمداداتها، وفي الحقيقة فإن فريق عمل (ماركس آند سبنسر) في الصدارة هنا، ونحن نتطلع إلى المرحلة التالية من عملية التخطيط».
وبالنظر إلى أعمال التخطيط، فإن أعمال البناء في مركز «ماركس آند سبنسر» للتوزيع الجديد، من المقرر أن تكتمل في عام
المصدر: الإمارات اليوم