تم اختيار مدينة دبي ضمن أفضل مدن العالم التي قدمت حلولا مبتكرة لظاهرة التغير المناخي وذلك ضمن التقرير العالمي الذي صدر مؤخرا عن منظمة ” C40 Cities ” العالمية.
وتعتبر ” مدينة دبي ” المدينة العربية الوحيدة التي وقع عليها الاختيار ضمن 61 مدينة عالمية وشملها التقرير.
وجاءت منظومة التنبؤ البحري والإنذار المبكر التابعة لبلدية دبي ضمن أفضل 10 مبادرات مطبقة عالميا أشاد بها التقرير في محور التخطيط والتكيف مع ظاهرة التغير المناخي .
اشتمل التقرير على 100 حل وتطبيق موزعة على 10 محاور وقطاعات تشمل الطاقة النظيفة والنفايات الصلبة والتقييم والتخطيط للتأقلم وتنفيذ الخطط نحو التأقلم وخططا للتغير المناخي ورفع كفاءة الطاقة والتمويل وتطوير الإقتصاد والمساواة الإجتماعية والتغير المناخي النقل والمجتمعات المستدامة.
وأوضحت المهندسة علياء عبدالرحيم الهرمودي مدير إدارة البيئة ببلدية دبي إن البلدية طورت برنامج رصد منهجيا لساحل إمارة دبي منذ عام 2002 لرصد المنطقة الساحلية بكفاءة يتكون من عدد كبير من محطات الرصد والمراقبة على طول الشريط الساحلي ليصل إجمالي المحطات إلى 30 محطة بحرية تمتد من حدود إمارة الشارقة شمالا إلى إمارة أبوظبي جنوبا .
وأضافت إن هذه المحطات توفر قياسات ارتفاع الأمواج وسرعة التيارات البحرية وارتفاع منسوب المياه وجودتها بالإضافة إلى حزمة من كاميرات المراقبة الساحلية التي تعمل على مدار الساعة لجمع وتحليل الصور الحية لرصد التغيرات التي تطرأ على خط الساحل.
وأشارت الهرمودي إلى أن نظام التنبؤ البحري والانذار المبكر يعتبر أحد أبرز المبادرات الريادية والمشاريع الاستراتيجة التي نفذتها بلدية دبي والذي يستهدف خدمة قطاعات واسعة من المجتمع مثل الصيادين والسباحين وشركات الملاحة ومشغلي وسائل النقل البحري وشركات المقاولات البحرية والشرطة وغيرهم.
و يتكون نظام التنبؤ البحري من عدة نماذج رقمية معقدة ومربوطة مع بعضها وهي نموذج الأمواج والنموذج الهيدروديناميكي ونموذج الطقس لكي يتمكن من توقع حالة البحر بدقة على طول ساحل دبي وفي الخليج العربي لمدة 3 أيام قادمة، ويتنبأ النظام أيضا بمقدار وحركة الأمواج وسرعة التيارات البحرية وارتفاع منسوب المياه وكذلك سرعة واتجاه الرياح.
ويحتوي النظام على تطبيق الإنذار المبكر الذي يقوم تلقائيا في حال اضطراب البحر بإشعار الجمهور قبلها بـ24 ساعة من خلال العديد من وسائل الاتصال عن خطورة ارتياد البحر وذلك حفاظا على سلامتهم .
كما يحتوي على تطبيق للتنبؤ بمسارات بقع النفط وتطبيق آخر للتنبؤ بموجات المد العالي المسببة للفيضانات وتأثيراتها على الأراضي المحيطة مما يسهم في دعم المؤسسات المعنية لاتخاذ القرارات الهامة من خلال نظام الإنذار المبكر في حالات الظروف الاستثنائية وأزمات التلوث النفطي وغيرها.
وأوضح الهرمودي أنه استجابة لتحديات تطبيق نظم الادارة المستدامة لسواحل الإمارة تم انشاء نظام الرصد والتنبؤ البحري لبلدية دبي، منوها إلى أنه تم تصميمه وتزويده بأحدث التقنيات الذكية للرصد والتحليل والنمذجة وذلك للتنبؤ بالتغيرات المحتملة في حالة موج البحر وثبات خط الشاطئ والفيضانات البحرية مما يمكن المدينة من التكيف والاستجابة بشكل أفضل للتأثيرات المختلفة ومن ضمنها الظواهر المناخية القصوى.