إنها التكنولوجيا الخضراء في مكافحة التصحر، خيار اعتمدته إمارة دبي، لتضيء عليه محطة «بي بي سي»، مؤخراً، عبر تقرير عن مدينة وصفتها بأنها قصة نجاح مذهلة، عمرها 50 عاماً، تحولت خلالها إلى حاضرة متمدنة، ولفت التقرير للمساعي التي تبذلها دولة الإمارات عموماً، وإمارة دبي على وجه الخصوص، لمكافحة التصحر، بحيث أصبحت تشكل نموذجاً يحتذى به عالمياً.
وتحتل الإمارات العربية المتحدة، موقعاً متفرداً في محاربة التصحر، من خلال تبني العديد من الأفكار والمقترحات والابتكارات، للحفاظ على البيئة ومحاربة التصحر، بحيث أصبحت مدينة دبي تثير الإعجاب، في التحول السريع إلى التكنولوجيا الخضراء، والاستثمار بقوة في الشركات الناشئة، والمؤسسات التي تتبنى خيارات تقنية تحافظ على البيئة، وتنحاز إليها في خياراتها.
الحفاظ على البيئة
وأشار الموقع البريطاني إلى شهادات حية على ما يمكن تحقيقه من طموحات بيئية، ترتكز على روى بيئة سلمية. وفي السياق، أشارت نتالي كوخ، المختصة بالجغرافيا السياسية بجامعة سيراكيوز في نيويورك، بالقول: «أدركت القيادة في الإمارات العربية المتحدة، أن الحفاظ على البيئة، يحتل أولوية ومكانةً جوهرية في بناء مدن عصرية حديثة».
وسبق لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن أعلن عن استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء، بهدف «الحفاظ على بيئة مستدامة لدعم النمو الاقتصادي على المدى البعيد». وبناء الاقتصاد الأخضر للدولة.
اهتمام كبير
وأولى صناع القرار في الإمارات اهتماماً كبيراً للحفاظ على الثروات في مرحلة ما بعد النفط، تقول غيوك شي غونال، بروفسور علوم الأنثروبولوجيا في جامعة رايس بتكساس، وصاحبة كتاب «مركبة فضاء في الصحراء»، وهو الكتاب الذي يتناول شؤون الطاقة وتغير المناخ والتخطيط الحضري «هناك حتماً اندفاع نحو استقطاب الشركات التكنولوجية الناشئة للمنطقة، منذ بداية الألفية الثانية، كجزء من مخطط تحول دبي إلى اقتصاد قائم على المعرفة، ويشكل الاستثمار في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة أو المستدامة، على نحو أعم، وسيلةً للتنوع الاقتصادي».
مبادرات
وبرزت مبادرات عدة، تبنتها دبي للحفاظ على البيئة، منها استراتيجية دبي الصناعية 2030، التي تأخذ بعين الاعتبار، والتي تتبنى «تعزيز صداقة البيئة والتصنيع الموفر للطاقة».
وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كذلك في 2021 الماضي، مشروع «وادي تكنولوجيا الغذاء»، الهادف إلى مضاعفة إنتاج دبي الغذائي ثلاث مرات، إذ يمثل مدينة عصرية متكاملة، تدمج مفاهيم الإدارة المتكاملة للغذاء، ضمن أنشطتها، وتسعى لاستقطاب العقول المبدعة والشابة، لرسم مستقبل الغذاء.
وتحتاج تلك الخطوة إلى مبادرات فاعلة في مجال مكافحة التصحر، ويتمثل الحل البيئي الأقدم والمحوري، ضمن هذه المساعي، بزراعة المزيد من الأشجار، حيث يعي صناع القرار، الأثر البيئي لهذه الخطوة، والتي تبلورت عبر الحملة التي دعا إليها سموه، لزراعة مليون شجرة عام 2010، بغية زيادة المساحات الخضراء في دبي.
الاستمطار
كذلك، استثمرت المدينة في عدد من مشاريع الاستمطار، وغيرها من الحلول التكنولوجية المتقدمة لمحاربة التصحر، وزيادة الرقعة الخضراء، وري المزروعات، وتشكل مساعي دولة الإمارات عموماً، في مجال مكافحة التصحر، نموذجاً يمكن للعالم الاحتذاء به، خاصة مع تبنيها للحلول التكنولوجية، التي تنعكس آثارها الإيجابية على البيئة ومحاربة التصحر.
المصدر: البيان