قالت عائشة بن كلّي، مدير مشروع دبي كانْفَس، إن انطلاق جائزة «دبي كانْفَس» من دبي يمثل سبقاً نوعياً كونها المحفل الأول على مستوى العالم للاحتفاء بمبدعي هذا الفن، وإنها أسهمت في خلق حالة من المنافسة بين 25 من أشهر الفنانين العالميين من ذوي القدرات الإبداعية المميزة ليكون زوار المهرجان على موعد مع حالة فنية خاصة تتبارى فيها مهارات فنية مميزة لإثبات جدارتها بالفوز بجوائز يبلغ إجمالها 2.3 مليون درهم.
وأوضحت بن كلّي أن الدعوة مفتوحة للجمهور من كافة الأعمار لزيارة مقر المهرجان في منطقة «سيتي ووك» خلال الأسبوع السابق لافتتاحه وتحديداً في الفترة من 22 وحتى 28 فبراير الجاري لمشاهدة الفنانين أثناء تنفيذ أعمالهم الفنية الفريدة، بينما سيتمكن زوار المهرجان من مشاهدة تلك الأعمال بعد اكتمالها طوال الأسبوع الأول من مارس وقالت: سيقوم الفنانون بالبدء في تنفيذ الرسومات خلال الأسبوع الأخير من فبراير الجاري، ما يشكل فرصة كبيرة للجمهور ومحبي وطلاب الفنون لمشاهدة تجربة رسم حية لهذه المجموعة الكبيرة من الفنانين العالميين، بحيث يمكنهم متابعة مراحل الرسم المختلفة من البداية للنهاية، لاسيما وأن الرسومات ثلاثية الأبعاد تمر بمراحل تطور متعددة ولا تظهر الخدع البصرية إلا مع انتهاء اللوحة.
الفنان الهولندي ليون كير، الذي سبق له المشاركة في الدورات السابقة من «دبي كانْفَس»، سيكون حاضراً أيضاً في النسخة الثالثة من المهرجان، وهو أحد رواد فن الجداريات الواقعية في العالم حيث تنتشر أعماله في العديد من الدول الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك، ونيوزلندا، وأستراليا، وهو من الفنانين المعنيين بالقضايا البيئية ويجتهد في تقديم أعمال تعكس مشاهداته الخاصة.
شارك كير في العديد من المهرجانات الفنية استطاع خلالها أن يحوز على إعجاب الجمهور لما يتمتع به من مهارة كبيرة تمكنه من استخدام مزيج فريد من التقنيات الفنية والمواد والخامات المختلفة، مثل الإكريليك، والأشرطة اللاصقة.
ويشارك في هذه النسخة الفنان الإنجليزي فاناكابان الذي تواجد في فعاليات «دبي كانْفَس» 2016، وعلى رغم من كونه من الفنانين الذين تعلموا الرسم من خلال جهودهم الذاتية إلا أنه أستطاع أن يرسخ اسمه كواحد من المواهب البارزة في هذا المجال وبات يجيد عدة تقنيات منها الرسم بأصباغ الرذاذ، و«الاستنسيل»، فضلاً عن الغرافيتي والرسم ثلاثي الأبعاد.
يُفضل فاناكابان المدرسة الرمزية ويستخدم خلال تطوير أعماله الفنية عدة عناصر مختلفة مثل الزجاج وقطع الكروم كدلالات للرسائل والأفكار التي يرغب في نشرها بطريقة غير مباشرة.
كما تشهد هذه الدورة، مشاركة الفنان البرازيلي الشهير إدواردو كوبرا صاحب الأسلوب الفريد الذي يستطيع من خلاله نشر الحيوية في أعماله الفنية عبر مجموعة من الأشكال الهندسية المختلفة التي تندمج معاً لتشكل أبعاداً وطبقات تمنح اللوحة حساً فنياً مميزاً، يستخدم «كوبرا» مزيجاً من الألوان المشرقة كسمة عامة في أغلب رسوماته وهو ما ساهم في انتشار العديد من أعماله في عدة دول.
قام كوبرا برسم مجموعة من اللوحات لشخصيات عامة مثل نيلسون مانديلا، وغاندي، وحازت اللوحة التي رسمها للعالم الشهير «أينشتاين» في نيويورك على شهرة كبيرة، كما تحمل لوحة «كلنا واحد» التي رسمها «كوبرا» قبيل بدء دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في ريو دي جانيرو بالبرازيل الرقم القياسي في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية كأكبر جدارية مرسومة برذاذ الطلاء إذ تبلغ مساحتها 3000 متر مربع.
وبدأ الفنان البلجيكي نيلسون ماركيز المعروف باسم «كاس» ممارسة الرسم في سن مبكرة أثناء تواجده في البرتغال، وتعلم أساسيات هذا الفن من والده بدون دراسة أكاديمية، كما اتقن «الغرافيتي» إثر متابعته للعديد من الفنانين البرتغاليين الكبار. وشارك كاس في العديد من الفعاليات والمعارض الفنية الدولية في إيطاليا، اليونان، مالطا، فرنسا، هولندا، وبلجيكا، وخلال الفترة الأخيرة بدأ في تنفيذ الأعمال التي تنتمي لمدرسة الواقعيَّة التَّصويريَّة، إضافة إلى الرسومات ثلاثية الأبعاد.
واستهل الفرنسي ميلو مشواره الفني برسم الغرافيتي ومن ثم بدأ في تنفيذ الرسومات كبيرة الحجم على جدران الأبنية، وتتأثر رسوماته بمصدرين أساسيين أولهما يتمثل في الاتجاه الكلاسيكي، وثانيهما هو نمط الرسوم اليابانية المميزة. قام «ميلو» بتنفيذ عدد كبير من لوحات الخداع البصري حيث يستطيع توظيف البيئة المحيطة بالعمل كي تصبح عنصراً أساسياً يضيف للوحة ويكملها على نحو إبداعي متميز.
ويشارك في «دبي كانْفَس» لأول مرة الفنان الأمريكي نيت بارانووسكي، الذي تخرج في جامعة «إلينوى» بعد تخصصه في دراسة الفنون الجميلة، وهو يتمتع بخبرة كبيرة في تنفيذ العديد من الأنماط الفنية التي تشمل الرسم الجداري، واستخدام الأكريلك على القماش، والرسم الرقمي، علاوة على محاولاته التجريدية لابتكار وتنفيذ أعمال يدور محورها عن أفكار مستقبلية.
كما تتضمن النسخة الثالثة من المهرجان مشاركة الفنان الياباني توموترو سايتو المعروف باسم «تومو» والذي نشأ في مدينة «أوساكا» وكان يعمل كمهندس، إلا أن حبه للفن دفعة للانتقال إلى مدينة «فلورنسا» الإيطالية ليبدأ مسعاه في تعقب حياة الرسامين الأوائل «المادوناري» حيث فاز بجائزة «أفضل مادوناري» في عامي 2000، و2001. يتقن «تومو» الرسم ثنائي وثلاثي الأبعاد وقد شارك في كبير من الفاعليات الفنية في أوروبا، والولايات المتحدة الامريكية، والمكسيك، وهونغ كونغ، فضلاً عن مشاركاته في النسخ السابقة من مهرجان «دبي كانْفَس».
مهرجان «دبي كانْفَس» انطلق في العام 2015 بمشاركة مجموعة كبيرة من رواد فن الرسم ثلاثي الأبعاد، واستطاع خلال دورتيه الأولى والثانية من خلال الفعاليات المتنوعة التي يتضمنها من تقديم إضافة نوعية مؤثرة للمشهد الفني الإماراتي، وتوفير منصة فعالة تعمل على نشر هذا الشكل الفني وتدعم الفنانين والإبداع.
المصدر: الخليج